عبد المجيد الشيخ الطيب يكتب :انعكاسات الثورة على توهان الشباب

الخرطوم الحاكم نيوز

اتذكر إيام اعتصام القياده وانا خارج منها على سيارتي ركب معي احد الشباب واذكر اسمه منزر يسكن جبرة ونحن نتحدث عن سقوط البشير فأخرج لي هذا الشباب صورة من جواله بها فيلا و بداخلها عربة فقال لي اذا سقط البشير تم وعدنا سيكون نصيب اي شاب مثل هذه الفيلا والعربة فضحكت واستغرب هذا الشاب عن ضحكتني فقال لي انت ما مصدق يعني واصبح يحلف بهستريا انه سيتحقق هذا الحلم فعلمت من ذاك اليوم أن هؤلاء الشباب سوف يستضدم بخيبة امل كبيره وستتكسر كل أحلامه مثل الشراع في يوم عاصف وستكون نتيجة هذه الخدع السياسية ردة فعل تقود هؤلاء الشباب الي الإدمان والأمراض النفسية والعصبية وقد كانت هذه النتائج الكارثية تصيب الشباب يوما تلو الآخر حتى تغييرت ملامحهم الجميله واندثرت فيهم القيم والأخلاق السودانية السمحه وأصبحت العدائية تسيطر عليهم وكل ذلك يرجع إلى تصور لهم أشياء كثيرة واحلام كبيرة غير واقعية لاستخدامهم لمكاسب سياسية ولكن بعد سقوط النظام كانت النتائج صفرية ولم يجد هؤلاء الشباب سوى مواصلة طريق الثورة الذي نضب وتخلي عنه من أتى من أجل تحسين الوضع الاقتصادي إلى الأفضل والحالمين بمستقبل مشرق يحقق أحلامهم ويلبي طموحاتهم وعندما استضموا بحائط الصد عادو إدراج الرياح بخفي حنين ولزموا الصمت والصبر الجميل بعد أن اتضحت لهم الرؤية فهذه شريحة العقلاء انسحب في صمت بعد أن ايقنوا أن كل سياسي يبحث عن مصلحتة الشخصية ومصلحة حزبه الذين جعلوا من موارد الوطن اقطاعيات تقاسموها كالمال السائب بلا رقيب ولا حسيب كيف لهؤلاء الشباب ووقود الثورة أن لا يصابوا بالجنون والهسترياء ويبحثون عن مخدر يتناسون به أحلامهم المبدده التي ترسوا من أجلها الطرقات وفقدو من اجلها أعز أصدقائهم وقد اكتشفوا انهم كان يحضرون مسرحية دفعوا لحضورها أغلى ما يملكون وكل شي كان عباره عن تمثيلية لعب فيها كل صاحب دور دوره من أجل أن يصدق الشعب المسكين كل الأكاذيب السياسية المصنوعة وكلنا كنا ضحايا لهذا المخطط الذي أحال نهار البلاد إلى ليل وقد فرحنا بسقوط البشير ولكن مازلنا نسدد في هذا الدين حزنا حتى يومنا هذا ولاننا شعب مكابر لا نعترف دوما باخطاءنا ونظل نخادع أنفسنا ونحن نعيش أقسى ايام عمرنا في مجابهة ظروف الحياة القاسية ونظل نفقد أعز وقود هذه الأمة وهم الشباب الذين خرج عن طوع القيم والتقاليد السودانية والرقابة الأسرية نسبة لبث افكار دخيلة على المجتمع بحجة الحرية والملاحظ للشباب في هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد قد تغييرت لغتهم وأصبحت الفاظهم نابئه ولبسهم فاضح وشاذ حتى البنات أصبحن بلا حياة في تعاطي المخدرات والسجائر أمام الجميع ولا أحد يحترم كبير ولا صغير وانتشرت الرزيلة والمجاهره بها حتى أصبح الكل في حيرة جرا هذا الوضع الاجتماعي الخطير الذي أصاب البلاد والعباد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى