محمد إدريس يكتب : (تأزيم) كسلا.. و(ترقيع القضارف)..!!

 

*قبل اسبوعين تقريباً كنا نسلك الطريق القومي الخرطوم كسلا، ومع بزوغ الفجر تركنا العاصمة خلفنا بضجيجها وصخبها الذي لاينتهي حول حوارات الآلية الثلاثية ومايسمي بميثاق (سلطة الشعب)ورؤية قحت لإستعادة ماتدعيه بالسلطة المدنية،وبدت العاصمة كأنها تتثاءب تحت تأثير السهر السياسي حتى الساعات الأولى من الفجر مع مشاريع ودلبات وبلعيش وفولكر،فتنصرف الاهتمامات من العراك السياسي، إلى أنشطة ناعمة مثل مهرجان نرمين قرقفي للتراث السوداني أوانتخابات نادي الهلال او حتى حفلة الفنانة بلقيس في الخرطوم أو مهرجان المانجو المهم أي فعل بعيداً عن السياسة..!

 

*كان مقصدنا كسلا التي لم تعد جنة الإشراق.. بل صارت جحيما من الانفلات الأمني واستعار حرب الكراهية إلى درجة إستهداف الأحياء السكنية.. ومايغري بتكرار تلك الجرائم غياب الدولة وأجهزتها.. في المقابل تقزمت الدولةوشمخت رايات مروجي حرب الكراهية من الساسة الذين فقدوا مواقعهم في تركيبة الحكومة،(تأزيم كسلا) خطة مدروسة لن تنتهي باستهداف حي (مكرام) ولاباغتيال آحد الضباط الإداريين بمحلية همشكوريب،وكما قال مولانا عبدالله درف آحد قيادات تجمع محامي شرق السودان :إن تقصير الدولة في القيام بواجبها في توفير الأمن يعتبر جريمة ناهيك عن الإتهامات الأخرى التي لم تعد مكتومة..!!

 

* الإسبوع الماضي كنا في ضيافة تواييت وتلكوك،حيث طلاب خلاوي همشكوريب والاستقبال المهيب للشيخ العارف بالله سليمان على بيتاي،الذي قصده من كل فج عميق جميع ابناء السودان للترحيب بعودته سالما من رحلة العلاج بالقاهرة،كان إستقبال بيتاي تدشينا
لوحدة جميع مكونات السودان خلف الشيخ ذو التأثير الديني والاجتماعي الواسع.. ناهيك عن وحدة الأسرة والقبيلة والإقليم حول خليفة الشيخ بيتاي الكبير.

 

*وفي الطريق من الخياري إلى مدينة القضارف يجد العابرون مشقة بالغة وعنت شديد على طريق الأسفلت الذي آكل عليه الدهر ونام واختفى من الوجود لتحل محله حفر ومطبات عميقة،
حكومة القضارف تتحدث عن( ترقيع) محدود وليس إعادة تأهيل للطريق الذي يفترض أنه استراتيجي ويربط مناطق الإنتاج الزراعي بالعاصمة والميناء،القضارف تستحق من المركز دعماً كبيراً للبنية التحتية مطار للصادر ومياه شرب وطرق تربط المحليات لكن حكومة القضارف لاتسعفها الهمة ولا الطموح..!

 

* يا.. لحسرة(ترقيع القضارف ) كل الطموح على غرار ترقيع الجروح.. حيث وجدت حكومة القضارف مشاريع تنموية قيد الانتهاء مثل مشروع الحل الجذري لمياه الشرب والميناء البري وشارع الستين..
لم تفعل حيالها شئ غير ترقيع مساحات محدودة بين الفاو والمقرح لاتتناسب والضجيج الإعلامي الكثيف والتطبيل الاجوف الذي يحتفي بعمليات( الترقيع)..!!

 

*يبدو أن تعاطي حكومة القضارف سلبيا مع قضية أهالي وسط القضارف المهضومة، حقوقهم في التوصيل من الخط الناقل لشبكة مياه الشرب،تعاطي لم يتجاوز (على الطلاق)،يتراكم ويترادف معه مظالم مزراعي الزراعة الآلية
الذين جأروا بالشكوى للمركز من تكالب الاتاوات والجبايات والرسوم والتكلفة العالية لمدخلات الزراعة،الوالي المكلف يحتاج أن يقرأ الواقع برؤية أشمل ويواكب فهو الان لم يعد ضابطا إداريا محصورا عمله في مطلوبات العمل التنفيذي التقليدي،بل هو الآن متخذ القرار في جميع الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية بولاية مؤثرة مثل القضارف..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى