طاهر المعتصم يكتب : التقاوي

من على الشرفة
طاهر المعتصم
التقاوي …

 

-تخيلت ان يكون قد تم استدعاء وزير الزراعة المكلف ووزير المالية المكلف ومدير البنك الزراعي ورئيس اتحاد المزارعين، للمثول امام مجلس السيادة الانتقالي وخصوصا المكون العسكري فيه، في جلسة طارئة.

-وذلك بعد مطالعتهم تصريحات وزير الزراعة المكلف د.ابوبكر البشرى، في الزميلة الصيحة اول امس، والتي (تأسف فيها على ضعف التمويل للزراعة، مضيفاً ان تأخر التمويل يؤثر على الانتاج ويعطل الزراعة، كاشفاً عن نقص حاد في التقاوي يصل الى 90%) انتهى الاقتباس من حديث الوزير المكلف ولم تنتهي حكاوينا ولا لقينا البداوينا كما ردد الشاعر، التقاوي هي أي بذور أو نبات أو جزء من النبات يستنبت أو يزرع لاستخدامه في الزراعة.

-السيناريو التخيلي لم يحدث بحسب متابعتي للاخبار، ومرت دقات اجراس الخطر التي قرعها الرجل المسئول عن الزرعة، ولم تطرق اذن مسئول، الزراعة مواقيت، وعدم الاستعداد يورث الفقر والجهل والمرض، ويجعل الامن الغذائي مهدد بظهور شبح الجوع لا قدر الله.

-في ظل هلع يجتاح العالم بسبب الحرب الروسية على اوكرانيا، والدبلوماسية العالمية تبحث عن فتح ممر امن لخروج القمح بوساطة تركية، ليصل البلاد الغنية، اما البلاد الفقيرة وتملك الارض والماء والايدي العامل، تفشل في توفير تمويل للتقاوي.
-تحذيرات المنظمات عن خطر نقص الغذاء منشورة، برنامج الغذاء العالمي يتحدث عن ان ثلث مواطني السودان يواجهون خطر الجوع بسبب التغيرات المناخية وتداعيات الحرب في اوكرانيا، تقارير اخرى تقفز بالارقام الى 40%.
-لكن التقارير لا تتحدث عن حركة اللاجئين قدوما الى السودان، ولا مؤسسات الدولة التي يجب ان تبني سيناريوهات توضح في حال حدوث نقص في الغذاء ماهي حركة النازحين الداخلية وما الحلول المتوقعة.
-خطورة هذا الامر انه لا يخضع لحسابات المتصارعين ومدعي الوصاية، حديث وزير الزراعة والغابات المكلف عن هذا الفشل، يجب ان يخضع لدراسة قوى المعارضة مثل ما الاوجب ان يخضع لمسألة من المكون العسكري، الامر لا يستحمل أي مزايدات فهل من مستمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى