ابراهيم عربي يكتب : (الآلية الثلاثية) … دفن الليل أبكراعا برا ..!

بقلم : ابراهيم عربي
واضح أن إنفراد فولكر باللقاءات الثانية بين (قحت والعسكر) قد أزعجت بعثة الإتحاد الأفريقي التي تراجعت أخيرا عن فكرة الإنسحاب عن الآلية الثلاثية لمرحلة التجميد مثلما أكد ممثل الإتحاد الإفريقي في السودان السفير محمد بلعيش أن الإتحاد الأفريقي لم ينسحب من الآلية ، ولكنه علق نشاطه في إجتماعات غير شفافة يحفها الغموض ، يمارس من خلالها فولكر الإقصاء أشبه بدفن الليل أبكراعا برا ..!.
بلاشك أن نوايا فولكر الإستعمارية قد تكشفت من خلف تلكم الأجندة الماكرة التي يحفها الغموض ، يسعى للتدخل في الشأن السوداني بطريقة تنافي الأعراف وقواعد السلوك المتعارف عليها دولياً ، قال الإتحاد الافريقي أن فولكر يعمل علي التفريق بين السودانيين عسكريين ومدنيين لتمرير أجندته ويسعى لإستخدام الإتحاد الأفريقي كأداة في خطته لتدمير السودان . 
فالرجل أصلا جاء بطلب من (القحاتة) عبر صديقهم حمدوك لنصرتهم ضد العسكر وإبعاد الإسلاميين والإدارات الأهلية تماما من المشهد ، فالحوار بالشكل الذي يريده فولكر ما هو إلا سيناريو للخطة (ب) التي يريد الرجل من خلفها أن تكفل له السيطرة على البلاد تكرارا لذات سيناريو سوريا التي فشل فيها فأشعلها حربا .
ولذلك جاء الرجل حاكما للسودان حسب المقترح (الالماني – البريطاني) ومصالحها التي تقود لسيطرة فولكر الكاملة علي البلاد عبر التدخل الدولي الذي كشفته روسيا والصين فوقفتا بجانب السودان ضد المشروع ، ولذلك جاء فولكر بالخطة (ب) لينفذ الأجندة التي  تفاجأ بها الإتحاد الأفريقي من خلال تلكم الخطوات المنفردة للرجل لجمع الحرية والتغيير (قحت) مع العسكربين بصورة ثنائية  جاءت بقوة دفع (أمريكي – سعودي) .
لم يأتي هرولة المبعوثة الأمريكية وبرفتها السفير السعودي في هذا التوقيت من فراغ بل هو مواصلة لذات خطتها التي جعلت بموجبها السودان رهين لتوجهات حلفاءها بالمنطقة (السعودية ، الإمارات ، مصر ، إسرائيل) الذين إعتمدتهم أمريكا وكلاء عنها في الشأن السوداني في ظل تقلبات موازين القوي الدولية ، وبالتالي علق فولكر حوار الآلية الثلاثية الذي توافقت عليه (البعثة الأممية ، الإتحاد الأفريقي ، الإيقاد) إلي أجل غير مسمي لغياب الحرية والتغيير (قحت) المركزي (4) طويلة) والثوار ولجان المقاومة عن الجلسة التحضيرية التي شاركت فيها عدة مكونات سودانية ، ومن المؤسف أن فولكر وبعض السفارات الغربية ومنظماتها ظلت تدعم قحت والثوار ولجان المقاومة وآخرين مدنيين وعسكريين من وراء حجاب لتنفيذ أجندته . 
إذا الخلاف بين فولكر والإتحاد الأفريقي إثبات وجود لا تتسق أجندته مع خطة الإتحاد الذي يحاول جاهدا من خلاها تجنب سيناريو 2019 الثنائية بين العسكريين والحرية والتغيير (قحت) التي جاءت بالوثيقة الدستورية المشوهة ، وبل يسعي الإتحاد الأفريقي لأن يصبح القرار سودانيا خالصا عبر حوار سوداني سوداني يتوافق عليه الجميع لأجل وحدة السودان أرضا وشعبا ، ولذلك يري الإتحاد الأفريقي أن خطوات فولكر ستقود لإتفاق ثنائي جديد يقود السودان إلى الإنهيار ..!.
ولكن بلا شك الخلاف كان متوقعا بين ود لبات وفولكر بسبب تضارب الأجندات وتقاطعات المصالح ، حيث يسعي فولكر لتنفيذ أجندة الكفلاء (بريطانيا وألمانيا) من تحت تفويض البعثة الدولية لإقصاء الإسلاميين والقوي السياسية ذات المرجعية الإسلامية بما فيها الإدارات الأهلية والعسكريين مرحليا من المشهد ، تلكم الفكرة التي يدعمها ياسر عرمان وعبد الجليل الباشا وآخرين كانوا انفسهم جزء من النظام السابق ، وبل يحلم هؤلاء كما يحلم فولكر بعودة صديقهم حمدوك رئيسا للووراء وعودة (4) طويلة لسدة الحكم ، فيما يدعو ود لبات لتنفيذ رؤية الإتحاد الافريقي حوارا شاملا لا يقصي أحدا من السودانيين .
غير أن القوي السياسية الوطنية وشركاء السلام أنفسهم توصلوا لنتيجة أن البلاد أصبحت مستباحا امريكيا، من خلال مماحكات البعثة الأممية (يونيتامس) وماهي إلا مخلبا لإعادة تشكيل البلاد في إطار خطة تشكيل العالم من جديد وأن خطة التحالف العسكري الأمريكي العريض التي إعتمدت السودان جزء منه جاءت في ذات السياق وربما تقود السودان لمواجهات مع الصين وروسيا .
علي كل إنهارت تلكم  المفاوضات الثنائية نفسها بين العسكريين وقحت (4) طويلة والتي إنحصرت في مطالب شخصية لعودة (قحت) لسدة الحكم وإقصاء شركاء السلام وحل قوات الدعم السريع وإقترح بعضهم ترشيح ياسر عرمان رئيسا الوزراء وترك الباب مواربا للعسكريين لإختيار رئيس مدني للمجلس السيادي متوافق عليه مع تمثيل رمزي للعسكريين فيه علي أن ينحصر دور العسكريين في مجلس الأمن والدفاع ، رفض العسكريين أي إتفاق إلا عبر حوار روتانا وهذا ما رفضته قحت ..!.
اعتقد لذلك جاءت المطالبات بطرد فولكر بيرتس رئيسا للبعثة (يونيتامس) ، وقالوا أن فولكر ليس مؤتمنا علي حل المشكلة السودانية وستقود سياسته تلك إلى صوملة البلاد ، لا سيما وأن مصادر كشفت تورط فولكر وسفارات غربية في دعم المتظاهرين لا سيما مظاهرة 30 يونيو التي علق عليها القحاتة آمالهم .
وربما لذلك كله ترك الفريق أول حميدتي الجمل بما حمل في الخرطوم وذهب دارفور ويرافقة ثلاثة من اعضاء المجلس السيادي شركاء السلام بجوبا لترتيب البيت الدارفوري من الداخل وحلحلة المشاكل القبلية ووضع حد للنزاعات الجهوية والعنصرية قبل فوات الأوان .
الرادار .. الخميس 23 يونيو 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى