محمدين محمد اسحق يكتب : أزمة السودان.. علي افريقيا امتلاك مشاكلها وحلولها!!

القيادي بحركة العدل والمساواة السودانية

”قصة افريقيا كتبت بأيدي الغير..
يجب علينا أن نمتلك مشاكلنا .. ونمتلك حلولنا.. حتي نكتب قصتنا بأنفسنا.”
بول كاقامي- الرئيس الرواندي

كلمات الرئيس الرواندي بول كاقامي أعلاه باتت تعبر عن افريقيا الجديدة الناهضة من ركام الامبريالية والتبعية للاستعمار الغربي. هذه الكلمات كتطبيق عملي كانت حاضرة في المؤتمر الصحفي اول الامس، والذي تحدث فيه السفير محمد بلعيش ممثل الاتحاد الأفريقي في الخرطوم، الناطق الرسمى باسم الآلية الثلاثية الميسرة للحوار السوداني- السوداني، وبكلمات واضحة ومباشرة وصفت مدي صدمة افريقيا في رئيس بعثة اليونيتامس الالماني بيرتس فولكر، وقد ارسل بلعيش من خلال كلماته رسائل واضحة الي أكثر من جهة محلية ودولية. وتمثلت هذه الرسائل في الآتي:-
١- نفاد صبر الاتحاد الأفريقي من رئيس بعثة اليونيتامس الالماني بيرتس فولكر والقوي الغربية الداعمة له. ومحاولة الهيمنة والسيطرة علي الآلية الثلاثية التي تضم الي جانب اليونيتامس، الاتحاد الأفريقي والايقاد.
٢- إظهار ضيق وتبرم الاتحاد الأفريقي من القوي السياسية السودانية الرافضة للحوار السوداني- السوداني ومحاولتها الاستقواء بالقوي الغربية في البحث عن حلول للأزمة السودانية.
٣- الأزمة السودانية هي قضية أفريقية بامتياز وبالتالي لا يمكن تجاوز الاتحاد الافريقي في اي حل يتعلق بهذا البلد.
٤- علي الدول الغربية ذات الإرث الاستعماري في افريقيا الكف عن إعادة أنتجة سياسة فرق تسد بين الفرقاء السودانيين.
٥- علي المجتمع الغربي التوقف عن الانحياز الي جانب فريق واحد من المكونات السياسية السودانية. وواضح هنا أن الرسالة تتطال الحرية والتغيير المجلس المركزي. والتي يتماهي فولكر ومكتبه معها تمامأ.
٦- الاتحاد الأفريقي قد ينسحب من الآلية الثلاثية اذا لم يتوقف فولكر من تحيزه وما يقوم به من مؤامرات ودسائس خلف الكواليس. ويبدو أن الاتحاد الأفريقي قد تحصل علي معلومات ووثائق مؤكدة تبين عدم شفافية وحيادية ونزاهة الموظف الاممي. وفي هذا لا يحتاج المرء الي ذكاء رضيع ليكشف مدي تغلغل واختراق جهة سياسة محددة لمكتب فولكر، سواء كان ذلك بالطرق المباشرة او غير المباشرة.
– الحل الان يتمثل في الآتي:-
١- تحجيم دور (فولكر) وزيادة فاعلية ودور الاتحاد الأفريقي والايقاد في عملية الحل للازمة السودانية. وفي الذاكرة أن الحل الذي وضع للمشكل السودانى بعيد سقوط حكومة المعزول عمر البشير، كان حلأ افريقيا بشكل كامل. وهو قد نجح في وضع السودان علي طريق الانتقال السلمي نحو الديمقراطية وجنبه كذلك السقوط في مستنقع الحرب الأهلية وعدم الاستقرار والذي ان حدث فستكون له تأثيراته السالبة علي المحيط الإقليمي والقاري.
٢- أو في العدم ذهاب فولكر الي الأبد وتعيين شخصية أفريقية لتقود الآلية الثلاثية. ويلاحظ المرء أن اليونيتامس التي حلت محل اليوناميد معروف عنها انها كانت قوة مشتركة بين الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، عهدت الرئاسة فيها لأفريقيا، فكل الذين تقلدوا رئاستها كانوا افارقة يتم تعيينهم عبر الاتحاد الأفريقي.
٣- ذهاب فولكر أو ابعاده بات الان أسهل من ذي قبل في ظل الشهادة العلنية التي قدمها ممثل الاتحاد الأفريقي بلعيش. فكلمات الرجل اختيرت بعناية لتهدم معبد فولكر الذي يعتصم فيه والمؤسس علي أعمدة الحيادية والشفافية. واي وساطة تكون قد فشلت وانتفت اذا فقدت هذه الأسس.
٤- فولكر يمكنه ان يظل ويمارس لعبته السياسية ومخططه الاستعماري الجديد في السودان اذا ظلت الحكومة السودانية في ترددها حيال التصرف معه. واذا لم يتم تعيين رئيس وزراء غير متحزب في الأيام القليلة القادمة. لكن علي كل يظل السودان مقبل علي مرحلة تعد هي الأخطر في تاريخه الحديث. بين أن يكون او لا يكون. فالمخطط يتجاوز ما هو سياسي الي ما وراء ذلك بكثير .. فالاستعمار الذي خرج عن طريق الباب يخطط للعودة عبر النافذة. وما فولكر وجنوده الا رأس جبل الجليد الكامن تحت محيط مدلهم من الخطوب والأزمات المتلاحقة!! والقادم اسوأ ان لم يعد الحل سودانيأ تحت سيطرة وتحكم الاتحاد الافريقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى