طاهر المعتصم يكتب : معالم الخرطوم القديمة

من على الشرفة
طاهر المعتصم
معالم الخرطوم القديمة.
-لقلة التوثيق للمدن عامة و العاصمة القومية الخرطوم خاصة، وجدت رسالة ماجستير لطالب وجدها احدهم في (سور الأزبكية) بالقاهرة رواجاً كبير، الكاتب المجهول كتب مخطوطته عن الخرطوم واهل الخرطوم في القرن الماضي.
-بالأمس في حفل انيق دُشن كتاب (معالم الخرطوم القديمة) للكاتب “احمد علي شرف”، الكتاب مطبوع في ورق من الحجم المتوسط عدد صفحاته185 صفحة، حشد الكاتب فيه عدد من الصور وخرائط استند عليها، تحديد الخريطة المعتمدة في 1925 من الحاكم البريطاني.
-اتبع الكاتب مناهج البحث الحديثة، مستنداً على الوثائق و شهادات الثقاة ومعايشته لجزء من هذا التاريخ فهو من مواليد اواخر ثلاثينات القرن الماضي، وضع جداول لاسماء الشوارع القديمة واسمائها الجديدة بعد خروج المستعمر،وطفق يذكر اسماء سكان هذه الشوارع ومهنهم التي يمتهنونها، وكأنه وجد سجل يذكر فيه من الذي سكن المنزل بعد مغادرة ساكنه الاول، ولم ينسى حتى الأزقة واشهرهم حسب الكتاب (زقاق جهنم).
-فرق كرة القدم ذكرها وذكر اغلب لاعبيها، والاسواق واشهر المحلات واكبر التجار وسر التجار، وموظفين الحكومة وادوارهم ، كمثال مصلحة الصحة ودورها الاشرافي والرقابي للاسواق ومحال بيع الطعام وحتى المنازل، الامر الذي اختفى الان.
-ولم يفت الكاتب التوثيق لمظاهرات الكلية الحربية ضد المستعمر وابرز قادة الاحتجاجات من الطلاب الحربيين، واعتقالهم بواسطة المستعمر في الباخرة (الملكة)،والادوار البطولية لثوار اللواء الابيض.
-كما وثق لمقر سكن بعض من احتفى بهم التاريخ او شكلوا الودان السوداني، فقد حدد منزل البطل علي عبداللطيف قائد ثورة 1924م، ومنزل الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب، ودار صاحب “وداعاً روضتي الغناء وداعاً معبد القدس” الراحل حميد ابوعشر، وقد اورد الكاتب انواع واسماء المهرجانات والاحتفالات، مثل مهرجان “التاتو” للفروسية والالعاب النارية في عيد جلوس الملك البريطاني.
-ادعو وزارة الثقافة والاعلام والسياحة الاتحادية والولائية، الى الاهتمام بهذا الكتاب المرجعي، وان نستفيد مما ورد فيه من معلومات لنحولها الى اداة جذب سياحي ووسيلة ترقية السلوك، عبر مشروع (كان يقيم هنا …) لوحة معدنية يذكر فيها اسم البطل الوطني او المبدع الذي اثرى الوجدان.
-اخيرا الشكر والتقدير لأسرة الراحل الحاج بشير النفيدي، وهي تحي قيمة الوفاء والبر لوالدهم ولمن رافقه سنوات، وتقوم بطباعة هذا الكتاب المهم وتوزيعه وهذه هو ثاني كتاب يصلني فالأول كان “السودان الأرض والشعب” لتيموثي كارني وفكتوريا بتلر وتصوير فريمان ، املا ان يستمر هذا النهج من مؤسسات القطاع الخاص لدعم الثقافة التي تقود الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى