طاهر المعتصم يكتب : الطريق الى مكة ايضا عبر الخرطوم

من على الشرفة
طاهر المعتصم
الطريق الى مكة ايضا عبر الخرطوم

ابتدرت المملكة العربية السعودية مبادرة جديدة في حج هذا العام المرتقب بمشيئة الله، وذلك بأن تتوجه فرق عمل الى عواصم خمسة من اكبر الدول الاسلامية، لانهاء اجراءات دخول ضيوف الرحمن من حجاج بيته في مطارات بلادهم، ليدخلوا الحجاج عند وصولهم ارض الحرمين بسلامً امنين.
على صعيد اخر ابتدرت المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، محاولة لحل المشكل السوداني المستفحل منذ اكتوبر الماضي بين العسكريين والمدنيين، والذي بلغ ذروته بوضع رئيس الوزراء د عبدالله حمدوك قيد الاقامة الجبرية، واعتقال عدد من القيادات المدنية.
اكثر من 200 يوم على بلوغ الازمة السياسية السودانية ذروتها، مع تنزل تأثيراتها على المواطنين في مختلف بقاع السودان، تفلتاً امنيا سقط بسببه عشرات القتلى في مناطق مختلفة ومازال، عنف مفرط اودى بحياة العشرات من الشباب والشابات مثل الشهيدة (ست النفور) تنزلت عليها شآبيب الرحمة والمغفرة، و ظاهرة (9طويلة) التي اقلقت مضاجع الناس.
اقتصاديا ازدادت ارقام التضخم وارتفعت الاسعار وسقط كثير من اهل الطبقة الوسطى الى هاوية الفقر، لأول مرة تعجز الحكومة عن شراء المحصول المحلي للقمح حتى بلغنا الموسم الصيفي، والذي نخشى ان لا يُحسن الاعداد له فيضرب نقص الغذاء الناس، في ظل ازمة عالمية بسبب الاعتداء الروسي على اوكرانيا، علما ان احد الجارات غرب البلاد اعلنت المجاعة، الامر الذي يجعلنا نتوقع لاجئين باعداد كبيرة.
اجتماعياً تواصلت حالة الهجرة الكبيرة من السودان، اذ ما قادتك قدماك الى مجمع الشرطة لخدمات الجمهور، ستشاهد المئات يطلبون استخراج جواز سفر، اختلط حابل الاغتراب بنابل عدم التأهيل واحتيال بعض الشركات، فنتج عنه حوادث تسول في بعض المدن العربية، وتفلتات امنية في بعضها، وامين جهاز المغتربين يطبق يديه كأن الامر لا يعنيه.
لكل هذا عندما لامست اطارات طائرة مساعدة وزير الخارجية الامريكي للشئون الإفريقية مدرج مطار الخرطوم، كان مشوارها الأول الى سفارة خادم الحرمين بالخرطوم، للتنسيق والترتيب وحسن الاعداد لمحاولة رأب الصدع، واستعادة المسار المدني الديمقراطي.
يبدوا ان الطريق الى مكة ايضا يبدأ من الخرطوم، عبر انهاء الازمة واخراج السودان من النفق المظلم، وفك اسره من براثن الاطماع الاقليمية، واطلاق طاقاته عبر مشاريع تنمية مستدامة وقمحاً ووعداً وتمني، مؤكد ان استقرار السودان استقرار للمنطقة،والمؤكد ايضا ان هذا الشعب يستحق الافضل، كل التقدير للملكة وهي تقوم بدورها تجاه اشقائها

السودانى الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى