مأمون على فرح يكتب : من أجل حفنة دولارات

أمريكانشرت صحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية صورا ملونة مذهلة لمجموعة من النازحين من قبل ”قصعة الغبار“ في عام 1930.

وتظهر الصور المذهلة، الأسر التي عاشت في الخيام والأكواخ، حيث تنتظر العودة إلى أوكلاهوما بعد أن هزت العواصف القاحلة وطنها.

وأظهرت بعض الصور، امرأة بائسة تحمل طفلها، وأما أخرى مليئة بالحزن بعد أن فقدت طفلها جراء هذه الكارثة، وقد أجبر هؤلاء النازحون على العيش في خيام وأكواخ خشبية بينما كانوا ينتظرون أن تهدأ الكارثة البيئية.
وتم تصوير اللقطات المذهلة على مدى 60 ساعة من قبل الفنان مات لوغري، من ويستبورت، أيرلندا.
وتعتبر ”قصعة الغبار“ أو ”الثلاثينات القذرة“ مصطلحان يطلقان على فترة الثلاثينات من القرن العشرين، حيث سادت المنطقة الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية فترة من الجفاف الحاد امتدت من 1930-1936 وفي بعض المناطق حتى 1940.
وأدى الجفاف الحاد وعدم استعمال الدورة الزراعية والممارسات الزراعية السيئة إلى تدهور الغطاء النباتي وبنية التربة، مما ساعد على انتشار عواصف الغبار، ومن هنا جاء الاسم.
وامتد تأثير هذه الكارثة من تكساس جنوباً إلى كندا شمالاً، وهاجر كثير من المزارعين إلى المناطق الحضرية، مما ساهم في زيادة البطالة والمشاكل الاقتصادية خلال فترة الكساد الكبير.
والكساد الكبير هو كساد اقتصادي عالمي حاد حدث في الثلاثينات من القرن العشرين وبداية الأربعينات في الولايات المتحدة واستمر في كل أنحاء العالم وهو الأطول والأعمق والأكثر انتشارًا ويعد من أشهر الأزمات الاقتصادية في العالم وقد بدء مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية ويسمى بالثلاثاء الأسود ويستخدم هذا التعبير لتدهور الاقتصاد العالمي.
ماذكرناه سابقا جزء صغير من الأزمات الكبيرة التي حلت بالولايات المتحدة وواجهتها حتى أصبحت ما عليه الآن  ففي العام 1962 م صور المخرج الإيطالي الكبير سيرجيو ليون مأساة الحرب الأهلية الأمريكية في قصة الطيب وألشرس والقبيح في واحدة من ملاحم الوسترن اسباكتي الشهيرة مع النجم كلينت استوود والراحلين لي فإن كليفت وايلاي والاش.
ففي مشاهد الحرب تلك الجثث المتناثرة والقتلي من جيش الاتحاد والحلفاء وذلك الأشقر يعلق على الموتى بانهم لن يكونو في مواجهة اي مشاكل بعد الآن ومنظر العديد من الجنود يهرولون باتجاه أصوات المدافع وكان الأمر نزهة… تلك الصورة العابرة شكلت ماساة الأمريكيين الطويلة تجاه توحيد بلادهم وقهرهم لتلك اللوحة الحزينة التي رسمتها ديلي ميل وتركها الكساد الكبير ففي الغرب الأمريكي كان الموت عن طريق عصابة تطمع في حفنة من الدولارات أمرا في غاية البساطة والسهولة ولن يستغرق سوي طلقة واحدة بحفنة دولارات لذلك صنع ذات المخرج ما يعرف بثلاثية الدولارات اولها كان فيلم من أجل حفنة دولارات.
ان الولايات المتحدة صنعت كل هذه القوى عبر تاريخ مرير ومؤلم مفروش بالاشواك وهي ليست على استعداد للتنازل عن هذا التاريخ وهذه السيادة المطلقة للعالم رغم الأصوات التي تريد اقطاب متعددة لكن الأمر يجب أن ينظر له من خلال هذه المشاهد وهذه الايام التي تقلبت بين اللين والشدة في بلد مرت به كل الظروف المؤلمة والقاسية ووهب دروس للاخرين للنهوض والحياة لكن الآخرين لا عقل لهم ولا رأي ولا دليل…..

 

انتهى،،،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى