ghariba2013@gmail.com
إن الأغذية المأمونة ضرورية لصحة الإنسان ورفاهه. ولا يمكننا الاستفادة بشكل كامل من القيمة الغذائية للأغذية ومن الفوائد العقلية والاجتماعية لتقاسم وجبة مأمونة إن لم تكن الأغذية مأمونة. فالأغذية المأمونة هي أحد أهم العناصر التي تضمن الصحة الجيدة.
وتعتبر الأغذية غير المأمونة سسبب عديد الأمراض وتسهم في أشكال أخرى من سوء الأحوال الصحية، مثل ضعف النمو والتنمية، والنقص في المغذيات الدقيقة، والأمراض غير المعدية أو المعدية والأمراض العقلية. وعلى مستوى العالم، يتأثر شخص واحد من كل 10 أشخاص بالأمراض التي تنتقل بالأغذية، إلا أنه من الممكن الوقاية من معظم تلك الأمراض.
ويمكن لسلوكنا والطريقة التي نبني بها نظمنا الغذائية وكيفية تنظيمنا لسلاسل الإمدادات الغذائية أن يمنعا الأخطار المعدية والسامة، والعوامل الجرثومية المسببة للأمراض (البكتيريا والفيروسات والطفيليات)، والمخلفات الكيميائية، والسموم الإحيائية، وغيرها من المواد الضارة أو الخطرة من الوصول إلى موائدنا.
ويجدر بنا تحويل النظم الغذائية بما يعود على صحتنا بالنفع. وعلينا القيام بذلك بسبيل مستدام. ويجدر بصانعي سياسات النظم الغذائية، والممارسين والمستثمرين إعادة توجيه أنشطتهم لزيادة الإنتاج والاستهلاك المستدامين للأغذية المأمونة لتحسين النتائج الصحية. ولتيسير الأنماط الغذائية المأمونة والصحية أمام الجميع، يجب على سياسات التنمية الزراعية والغذائية والتجارية والصناعية المعمول بها أن تعزز سلامة الأغذية. وستؤدي التغييرات المنهجية لصحة أفضل إلى إتاحة أغذية أكثر مأمونية، وهو ما يعد عامل تمكين حاسم للتنمية البشرية على المدى الطويل، وشرطا أساسيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد استحدثت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لسلامة الأغذية(7 يونيو), في عام 2018 لزيادة الوعي بهذه القضية الهامة. وتشترك منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في تيسير الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الأغذية، بالتعاون مع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الآخرين.
ويسلط موضوع هذا العام “غذاء آمن لصحة جيدة”، الضوء على الدور الذي تؤديه الأغذية المأمونة والمغذية في ضمان صحة الإنسان ورفاهه، ويدعو إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات المحددة لجعل الأغذية أكثر سلامة.
ولكل منّا دور يؤديه؛ فسواء كنا نزرع الطعام أو نعالجه أو ننقله أو نخزنه أو نبيعه أو نشتريه أو نعده أو نقدمه، فإن سلامة الأغذية تكمن بين أيدينا جميعاً. وإذا عملنا معاً، فسنتمكن جميعاً من المساعدة على إيجاد غذاء آمن لصحة أفضل.
شاركت في ويبنار عن بعد، يهتم باليوم العالمي لسلامة الاغذية، وذلك بهدف تعزيز الجهود العالمية من أجل سلامة الأغذية؛ سعيًا نحو تقليل عبء الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية، وذلك من خلال لفت الانتباه؛ لمنع وإدارة المخاطر التي تنتقل عن طريق الأغذية، والإسهام في الأمن الغذائي، وصحة الإنسان.
وتوصلنا إلى ضرورة إعطاء موضوع السلامة الغذائية أهمية كبرى، وذلك لما له من تأثير كبير على صحة وسلامة المستهلكين ، على أن تتولى وزارة الصحة العنية، بمسئولية مراقبة وسلامة الأغذية، لتضم إدارة الصحة العامة قسمًا خاصًا بمراقبة الأغذية؛ والذي يقوم بالرقابة على المحلات التي تقوم بإعداد الأغذية وفق منهجية تقوم على حملات تفتيش يومية وبشكل عشوائي لهذه المحلات تتم فيها الرقابة والتفتيش على عدد من النقاط والاشتراطات الصحية المطلوبة حسب المعايير الدولية من منظمه الصحة العالمية، كما تقوم بفحص جميع الأغذية المستوردة عن طريق منافذ الاستيراد، والتأكد من مطابقتها للمعايير العالمية لسلامة الغذاء، وبذلك فإن قسم مراقبة الأغذية بإدارة الصحة العامة يقوم بدور ريادي في حماية المستهلكين من الأمراض والأخطار الصحية الناتجة عن استهلاك الأغذية غير الصالحة، وذلك من خلال القيام بالدور الرقابي المطلوب في كافة مراحل السلسلة الغذائية، بالإضافة إلى مشاركة القسم في تطبيق القرارات واللوائح، وتطوير النظم الرقابية القائمة على الأسس العلمية، واتباع المدونات والمعايير الدولية لسلامة الغذاء المتوافقة مع التشريعات والمواصفات المحلية ومعايير الدستور الغذائي التابع لمنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، وذلك من أجل ضمان سلامة الأغذية وجودتها والحد من المخاطر الناشئة عن تداول الأغذية في الأسواق.
كما وتساهم باقي أقسام إدارة الصحة العامة في مهمة الحفاظ على سلامة المواطنين من الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، حيث يتم إجراء التحاليل المخبرية للأغذية بمختبر الصحة العامة المعتمد من منظمة الصحة العالمية، وليكون لدى الوزارة نظام ترصد وطني للأعراض المعدية ويتم متابعة وعلاج جميع حالات التسمم الغذائي التي تبلغ للوزارة في المراكز والمستشفيات المعتندة.
مع المساهمة مع دول العالم المختلفة في مراقبة الوضع الصحي بالنسبة للأغذية، وذلك عن طريق تنفيذ متطلبات اللوائح الصحية الدولية فيما يتعلق بمراقبة الاغذية المستوردة، وتلعب هيئة المواصفات دورًا كبيرًا، وذلك لتوحيد كافة المواصفات القياسية والمعايير الدولية.