من أعلى المنصة – ياسر الفادني – إنها تاركو

ما أكثر شركات الطيران التي قامت في هذه البلاد وبالذات في عهد البشير لكن معظم هذه الشركات لم يكتب لها النجاح ولم تستمر وذلك لأسباب كثيرة منها العزلة التي فرضت آنذاك علي البلاد من الدول التي تصنع هذه الطائرات ومعظمها دول أوربية لا تزال صناعة هذا الناقل حصريا عليها ، من بقي من هذه الشركات قل نشاطها وقلت فاعليتها و طائراتها تهالكت ، أيضا لم تكن لهذه الشركات إدارات لها الخبرة في هذا المجال

شركة تاركو للطيران هذا الناقل الوطني الذي سجل في عام 2009 وهي بدأت براسمال سوداني خالص ، تعتبر من الشركات التي صمدت ولا زالت تطور نفسها برغم المصدات العنيفة والمطبات التي ظلت تستهدفها كل حين ، يكفيها أنها الناقل المتميز في مجال النقل الوطني ولها القدح المعلي في ربط ولايات السودان بالخرطوم حيث أنها تميزت أكثر في النقل الجوي للركاب من وإلى ولايات دارفور وتفردت في مجال الشحن الجوي

ليس كمن رأي كمن سمع دائما و هذا النهج الذي انتهجه في الكتابة مدحا أو ذما ، كان لي شرف الزيارة لها في موقعها الأنيق جدا والذي يقبع في ضاحية المنشية شارع اوماك ، مبني راقي عندما تدخله من الإستقبال تشعر أن ما بداخله عمل منظم وموظفين رأيتهم كالنحل نشاطا كالاخضرار بشرا ، ويحملون طيبة وكرم وبسمة اهل هذا السودان الأصيلين ،قوبلت باحترام كبير برغم أن من في الاستقبال لم اعرفهم بنفسي وهذا ما لاحظته في مقابلة كل الذين أتوا من بعدي من الزوار

من المفترض وعلي حسب ما رتب لي أن ألتقي بالاخت الكريمة مرافي المبارك مديرة التسويق ولعلها من أركان هذه الشركة المتينة وظاهر خبرتها في مجال التسويق الذي إنعكس تطورا في طريق هذه الشركة ، لكن لظروف مقدرة لم أتمكن من مقابلتها ودخلت في اغوار احد كبار الاعمدة الإدارية في الشركة وهو الاح الأنيق الفخيم عبد الرحيم هاشم عبد الرحيم المسؤول عن الشركات والمؤسسات والذي تحس من كلامه أن له خبرات إدارية ثرة في مجال النقل الجوي جاوبني علي بعض الأسئلة التي طرحتها له لتكون محاور لكتابة هذا المقال ، أحسست من ردوده أن هنالك درجة عالية من الصدق والشفافية وعدم دس (المحافير والغتغيت الذي عندما نجلس ما بعض الشركات تظهر لنا) !!

الذي يعجب ويسر الخاطر ويبث الاطمئنان دائما هو التطور من مرحلة إلي مرحلة متقدمة في النهج العملي وفي سمعة الشركات وهذا المنوال ظلت تتبعه هذه الشركة الفتية بالذات في مجال السلامة الجوية قطعت في هذا المجال شوطا بعيدا متبعة شعار (في كل رحلة سلامة وابتسامة )يشرف علي هذا العمل مهندسون اكفاء هم قلب نبض وذهن متفتح وقلم متابع

الشركة طورت ناقلها الوطني باستجلاب أسطول نقل جديد كل فترة ، آخرها طائرة (البوينغ) NG 737-800 ، هذه الطائرة تفردت بأنها اول طائرة من هذا الطراز مسجلة بالتسجيل السوداني ST-TAA , وقد عرض لي الفيديو الخاص بتدشينها ، تاركو لها سيرة طيبة كشركة وطنية في جانب المسؤلية المجتمعية نقلت عددا من مصابي ثورة ديسمبر إلي خارج السودان كرمت و دعمت المتفوقين من طلاب الشهادة السودانية ،إضافة للخدمات التي تتميز بها في راحة زوار بيت الله الحرام والذي تم الترتيب لها مبكرا ونقلهم بالاسطول الجديد اكراما لهم ولهم مساهمات مجتمعية واسعة لا تسعها مفردات هذا المقال

دار لغط واخبار كاذبة في الأيام السابقة عن خلل فني أصاب ناقل فيها أدى إلي هبوط اضراري لطائرة لها اهمالا وهذه لعلها فرية كبيرة قصد بها النيل من هذه الشركة ، لكن ما تأكدت منه أن محرك الطائرة تعرض لاصدام من طائر في الجو مما قدر كابتن الطائرة الهبوط اضراريا وبعد سؤالي لبعض المختصين في مجال الطيران أكدوا لي أن هذا الأمر عادي وتحدث مثل هذه المواقف عكس ما روج له في الميديا

لكل عمل اشراقات واخفاقات وهذا أمر طبيعي لكن اشراقات هذه الشركة وانجازاتها التي كل يوم تتجدد وتتطور تغطي هذه الهنات ولا تظهر ، أتمنى آن تحذو كل شركات النقل بمنهج هذه الشركة ، إذن ارتاح سفرا…. وتبسم ثغرا … وكن مطمئنا….أنت في معية تاركو .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى