علي احمد دقاش يكتب : حسن اسماعيل ومقاله الثورات الكذوب وتخيله لنداء الشهيد حلاوة الاخير

جاء في الاغاني لابي فرج الاصبهاني ان الحطيئة شاعر الهجاء المعروف هجا الزبرقان بن بدر احد وجهاء بني تميم بقصيدة شهيرة جاء فيها :

دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغيتها
واقعدْ فإنك أنت الطاعمُ الكاسي

غضب الزبرقان غضبا شديدا لهذا الهجاء وشكي الحطيئة للخليفة عمر بن الخطاب وذكر له البيت قال عمر: ما أسمع هجاء ، ولكنها معاتبة. (وفي رواية أخرى : أما ترضى أن تكون طاعمًا كاسيًا ؟، وفي رواية ثالثة: ولكنه مدحك).
قال الزبرقان: ” أو ما تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس؟!”
قال عمر: عليّ بحسان، فجيء به ليحكم، فقال حسان :
“لم يهجُه ولكن سلح عليه” (أي تغوّط ، كناية عن شدة الهجاء).
ويقال إنه سأل لبيدًا كذلك، فقال:
“ما يسرني أنه لحقني من هذا الشعر ما لحقه وأن لي حُمُر النّـعم” ( أي كرام الإبل).
فأمر به عمر فجعل في حفرة (السجن في تلك الأيام).
ثم كان أن استششفع الشاعر الخليفةَ في قصيدته الرائيّة المؤثرة التي جاء فيها:

ماذا تَقولُ لِأَفراخٍ بِذي مَرَخٍ زُغْبَ الحَواصِلِ لا ماءٌ وَلا شَجَرُ أَلقَيتَ كاسِبَهُم في قَعرِ مُظلِمَةٍ فَاِغفِر عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا عُمَرُ

اشترى الخليفة أعراض الناس من الحطيئة، واشترط عليه ألا يهجو الهجاء المقذع واطلقه.

تذكرت ذلك وانا اقرا مقال حسن اسماعيل ” الثورات الكذوب والكديس دفاق اللبن”
لقد سلح حسن في هذا المقال علي القحاطة ويترقب الثورة جمع بين البلاغة وحسن استخدام فنون اللغة لبيان مواضع إخفاق الثورة المسروقة .
انه مقال بليغ ذو اسلوب ساخر ينتهي بتصور وافتراض نداء صادر من الشهيد حلاوة الي زملاءه قبل ان تفيض روحه جاء في النداء :
( عودوا من هذا الطريق…..الان اعرف السفاح قاتل مهجتي…. ووجوه كل الخائنين….. وساخبر الله بكل شيئ …وهو الخبير بكل شيئ) .
مضي حسن اسماعيل ليتحدث باسم ام الشهيد احمد وهي تحمل قميص ابنها المقدود من قبل الرفاق والخائنين كما كتب .
قرات المقال عدة مرات واعجبت به لا لانه ينتقد سارقي الثورة ويسلح عليهم لكن لان المقال تحفة ادبية رائعة .
شكرا حسن إسماعيل علي هذه البلاغة وانتبهوا يا قحاطة ولا تصبحوا كالكديس دفاق عشاهو .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى