siddig2227@gmail.com
تظل قضية اللاجئين في السودان من أكثر القضايا التي تشغلني وتأخذ من وقتي فأكتب عنها بحسرة وألم جراء ضعف الميزانيات المُقدمةُ من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وفي المقابل صمت غير مبرر للجهات الرسمية نظير هذا الضعف المُتعمّد ولا أدرى إلى متى يكون ذلك ؟ لو سألت أحد المواطنين بالمناطق المُضيفة للاجئين عن الخدمات التي قُدّمت لهم خلال العامين الماضيين فقط ستتفاجأ من الإجابة ! لو سألت اللاجئ نفسه داخل المُعسكرات عن نسبة الدعم المُقدم له تجدها نسبة قليلة جداً وعلى إثر ذلك يهرُب اللاجئين من المعسكرات فرويداً رويداً حتى تصبح خاوية على عُروشها والمتابع لهذا الملف يعلم ويعي تماماً ما أقول .
منذ الدخول الإثيوبي الحديث في نوفمبر 2020 قدمت ولاية القضارف الغالي والنفيس للفأرين من جحيم الصراعات الداخلية في الجارة إثيوبيا ، وضرب أهل القضارف أروع وأنبل أنواع الكرم الفيّاض ففتحوا دارهم وقاسموهم لقمة العيش في أحلك الظروف حتى ترحيلهم إلى المعسكرات الدائمة . وكما أسلفت اللاجئ يُعاني من نقص الخدمات والدعم النقدي و العيني ولو سألتم أنفسكم لماذا المفوضية تعمل على تقليل الميزانيات والخدمات ؟ أُجيبكم بأنَّ هذا الأمر مقصود نعم إنه مقصود حقيقةً فألضُعف يُفضي إلى تسهيل خروج اللاجئين من المعسكرات وهذا هو الهدف المنشود للمفوضية تسعى بكُلياتها إلى تحقيق هذا الأمر لترفع يدها عن الحد من الميزانيات ولقد نبّهت إلى هذا الأمر منذ سنواتٍ مضت وليتكم تعلمون ما أقول .
تستضيف ولاية القضارف أعدادُ مُقدّرة من المعسكرات ومراكز الإستقبال بدءً من أم راكوبة والطنيبدبة ( وهؤلاء من المعسكرات القديمة تم إفتتاحها مؤخراً ) ثم أم قرقور وهو من المعسكرات القديمة أيضاً إضافةً إلى معسكر بابكري ومركز إستقبال المدينة ( 8 ) وباسنده ، دعونا نسأل أنفسنا ماذا إستفادت ولاية القضارف نظير المعسكرات ومراكز الإستقبال التي تستضيفها ؟ هل عُبِّدت الطُرق ؟ هل تم بناء المُستشفيات و المدارس للمجتمع المُستضيف ؟ هل تم بناء دور العبادات ؟ هل تم توصيل المياه بالصورة المطلوبة للمواطنين ؟ أقول ذلك وفي القلب حسرة على ضُعف حكومة بلادي في هذا الأمر .
الواجب والأوجب توفير إحتياجات اللاجئين داخل المعسكرات بصورة كاملة حتى يعيشوا حياةً كريمة فإختيارهم لبلادنا تقابله إلتزامات أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون قانونية تُحتّم علينا الوقوف معهم ، في الإتجاه الآخر تنتشر الأمراض داخل المعسكرات وهو نتاج طبيعي لتدني الخدمات الصحية ولقد ظهرت الأمراض بصورة واضحة للعيان في العامين الماضيين . اللاجئين لهم الحق في العيش الكريم مثل غيرهم وأكثر ما يحتاجون للدعم . لقد شاهد العالم إزدواجية الأمم المتحدة في التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين وشتان ما بين السودان الفقير وأوكرانيا ؟ .
صوت أخير :
رسالة لمن تولوا أمر اللاجئين بالبلاد يجب أن يُعاد النظر في الإتفاقيات والعمل على مضاعفة ميزانيات اللاجئين حتى لا يهربوا من المعسكرات فيصبحوا عئباً على الدولة ( الفقيرة المنهاره ) وهي مسؤولية عظيمة أمام الله في الدفاع عن حقوق اللاجئ الذي أستضعف في بلاده فأضطرته الظروف لمغادرة وطنه الأم وإختاروا سودان الخير الذي قاسمهم لقمة العيش . تحركوا للدفاع عن حقوقهم ودافعوا عن ميزانيات فهي حقوق وليست مِنّةُ من أحد .
رسالة لوالي القضارف الأستاذ محمد عبد الرحمن أتمنى أن تُسجل زيارات ميدانية للمعسكرات ومراكز الإستقبال وأنت ليس بغريبٍ على مِلف اللاجئين شاهد بنفسك و عن كثب أوضاع اللاجئين والمجتمعات المُضيفة وستجد ( الطامة الكبُرى ) لا يَعقل أن ( نحنس ) ونترجى المفوضية السامية في بلادنا فهذه الأمور يجب أن تتغيّر . لم تقصّر حكومة القضارف في موضوع اللاجئين منذ زمن بعيد وحان الوقت لنرى المراكز الصحية والمستشفيات والمدارس ودور العبادات في المناطق المستضيفة بصورة كبيرة .
أختم مقالي عن أوضاع القوات النظاميه بالمعسكرات فهي تحتاج إلى دعم حتى تقوم بواجبها كاملاً من تهيئة البيئة المناسبة ببناء سكن دائم وتقديم خدمات عينية لهم كل شهر .
ونواصل بمشيئة الله عن ضُعف الميزانيات والخدمات المقدمة للاجئين في السودان ونتناول بإستفاضة تواجد اللاجئين ( الغير قانوني ) داخل ولاية الخرطوم .