عمار العركي يكتب : للمرة الثانية : السودان واثيوبيا ، يعجلان برحيل المبعوث الامريكي

أعلن وزير الخارجية الأميركي “أنتونوي بلينكن” في بيان اليوم الأربعاء 1/يونيو 2022م ، عن تعيين السفير، “مايك هامر”، مبعوثاً خاصاً للقرن الأفريقي خلفاً ل “ديفيد ساترفيلد” الذي سيغادر منصبه.

أعرب “بلينكن”عن تطلعه إلى الطاقة والرؤية التي سيضفيها السفير “هامر” على جهود الولايات المتحدة في القرن الأفريقي ، مؤكداً أن تعيين “هامر” فى إطار التزام الولايات المتحدة الراسخ بالجهود الدبلوماسية في المنطقة، وبشكل أكثر إلحاحاٌ لدعم عملية سياسية شاملة نحو السلام والأمن المشترك والازدهار في “إثيوبيا”.

وأشار البيان إلى أن واشنطن تركز على “وقف الأعمال العدائية، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والتحقيقات الشفافة في انتهاكات حقوق الإنسان من قبل جميع الجهات الفاعلة، وحل النزاع عن طريق التفاوض في أثيوبيا ”.

وسيتولى هامر عدة ملفات هامة في المنطقة، من أهما الصراع في إثيوبيا خاصة في ما يتعلق بانتهاكات الأطراف المتحاربة هناك”والاضطرابات الاقتصادية والسياسية في السودان “،

وشغل الدبلوماسي الأميركي منصب سفير الولايات المتحدة في الكونغو منذ 2018، وعمل من قبل سفيرا في تشيلي ومساعدا لوزير الخارجية للشؤون العامة، ومساعدا خاصا لوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وفق وزارة الخارجية الأميركية.

كما خدم ” مايك هامر “في البيت الأبيض، في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، حيث عمل مساعدا خاص للرئيس ومديرا للاتصالات والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي.

من المفهوم أن الخلافات داخل وزارة الخارجية أعاقت ديفيد ساترفيلد، مما جعله ثاني سفير يترك المنصب منذ تولي إدارة جو بايدن منصبه.

رحيل ساترفيلد ، هو الثاني لمبعوث إلى القرن الأفريقي بعد رحيل “جيف فيلتمان” ، يرجع إلى إخفاقات وإحباطات داخلية داخل وزارة الخارجية حول ملف القرن الإفريقي .

وقالت مصادر أمريكية لصحيفة ذا ناشيونال إن الانقسامات داخل مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية والخلافات بين مكتب المبعوث ومساعد وزيرة الخارجية مولي في كانت وراء الاستقالات.

من بين مصادر الإحباط الأخرى التي استشهد بها ساترفيلد نفسه ، الافتقار إلى التقدم، وعدم كفاية اهتمام البيت الأبيض بالمنطقة، وضعف اليد الأمريكية في القرن الأفريقي.

الجدير بالذكر ، ووفق هذه الحيثيات والمعطيات، سبق وأن سطرنا في هذه المساحة بتاريخ 7يناير 2022م مقالاً بعنوان (السودان واثيوبيا يعجلان برحيل فلتمان) ، وهو أول من شغل، هذا المنصب بعد إقراره لاول مرة في ابريل 2021م ، اشرنا فى ذاك المقال الي التحديات والتعقيدات التي واجهته في السودان واثيوبيا ولم يستطيع الوصول لحلول وتسويات حيالها ، مما دفعه بتقديم استقالته بعد أيام من إستقالة رئيس الوزراء السوداني د. عبدالله حمدوك
وتعيين بديله “ديفيد ساترفيلد” في 6 يناير 2023م .

وكان تساؤلنا حينها في ذات المقال “هل ينجح ساترفيلد صاحب الخبرة الطويلة في مصر وليبيا ، في تهدئة الاوضاع في السودان واثيوبيا ؟ وها هو الرجل يستعد لترك منصبه الذي لم يكمل فيه العام .

يعُد المبعوث الجديد “هامر” هو المبعوث الامريكي الثالث للقرن الافريقي ، والذي يتم تعيينه في غضون أقل من عامين ، ويأتي تعيينه ولا زالت الإنقسامات والخلافات داخل وزارة الخارجية الأمريكية قائمة ، إضافة لتناسل وتفأقم الأزمات والتحديات في كل من السودان وأثيوبيا ، فهل ستُعجل تلك الأوضاع برحيل الرجل كسابقيه ، ام يتمكن “هامر” من كبح جماح تلك المعوقات ،.ويعيد ترتيب الأوضاع في المنطقة ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى