نهار الخميس 26/مايو2022م ، بثت قناتي “العربية والحدث” .مادة مسجلة لحوار حصرى مع مدير سد النهضة “كيفلي هورو” – والذي جاء خلفاٌ للمدير السابق والراحل “سمنجاو بقلي” الذي وجُد مقتولاً وثبوت انتحاره لاحقاٌ. ® وقد كانت موفدة القناة المذيعة “رفيدة ياسبن” تقرأ الاسئلة من ورقة والتى جاءت على نسق “سين وجيم” بحسب ما يطلبه الضيف.
– تم دس التصريح “السياسي التكتيكي” للمهندس الفني “ميكفلي هورو ” وسط الإسئلة الفنية المتخصصة والمعقدة ، ومفاده ” ستتم عملية الملئ الثالث من مياه أغسطس وسبتمبر ، مع احتمال وقوع إضرار بالسودان ومصر ” ، ولربما كانت هذه الرسالة هي الهدف والغاية من اللقاء والحوار..
ففي صبيحة اليوم التالي الجمعة 27/5/2022 ، ومن مقر سد النهضة بمدينة “قوبا” بإقليم بني شنقول، غرب اثيوبيا ، تم إعداد المسرح على “عجل” ، لمناسبة تم الاعداد لها واخراجها على “عجل” وفى غير موعدها المحدد وهي ” حفل تدشين عمل احدي التوربينات لتوليد الكهرباء”، حيثُ كان من المخطط والمُعلن تشغيل توربينيين من جملة ثلاثة عشر بعد شهرين من الآ.
تم التحشيد بصورة مدروسة على المستوى الرسمي والشعبي، ومن كل القوميات الأثيوبية على راسهم.الزعامات والقيادات الأهلية ورجال الدين ، اضافة الى عدد من الأصدقاء والخبراء الأجانب.
– أهم ملاحظتين فى هذا الإحتفال تمثلت في كلمة مدير السد “ميكفلي” والتي جآءت تعبوية ومعنوية تحمل الوعود بالخير القادم والرفاهية المتوقعة للشعب الأثيوبي من خلال السد، ، ولم.يتطرق لما تناوله في اليوم السابق.
الملاحظة الثانية كانت في كلمة “آبي احمد”،الباحث.عن الوحدة الداخلية والتأييد القبلي لمواجهة تداعيات المفاصلة والصراع المرتقب مع حليفه “الامهرة” ، لذلك جآء خطابه تعبوياٌ تجاه القوميات وتصالحياٌ تجاه مصر والسودان، حيث اشار فيه الي التنمية المشتركة واستفادة الدول الثلاث وضرورة الوصل لحل عبر الحوار والتفاوض.
بالرجوع الى ظروف وملابسات الملئ الأول والثاني على صعيد تطورات وظروف الداخل الأثيوبي، نجد أن هذا المشهد يكاد يكون مكرراَ ومعاد ، مع اختلاف الحيثيات ، مثل تزامن حرب التقراي في الملئ الاول ، والإنتخابات العامة عند الملئ الثاني.
كذلك من الضروري قراءة هذا التطور من حيث التوقبت الذي تزامن مع حالة من الجمود والصمت اللإكتروني حيال العملبة.، التفاوضية ، عدا المبادرة “الاماراتية السرية” التي تجري حالباً فى أبوظبي بعيدا عن الإعلام والذى نحسبه عامل مهم إن كتب للمبادرة النجاح.
بالتالي عند اعادة القراءة والتحليل لهذا الحراك الأثيوبي ، فى هذا التوقيت لا يخرج من احتمالين لا ثالث لهما :
– وجود عقبات تواجه الوساطة الإماراتية ، فقامت بإرسال رسائلها الغير مباشرة للسودان ومصر لإعادتهم للطاولة ان كان هنالك فشل،، او تلين مواقفهم ان كان هنالك تعنت.
– شعور أثيوبيا بأن سير التفاوض يمضي لصالح مواقف دولتي، الممر والنصب ، وفى اتجاه كسر تعنتها وتصلبها ، فكان لابد العودة للمربع الاول،
– وان كانت تصريحات آبي احمد الإيجابية في حفل التدشين إيجابية ، ولكن الشاهد فى الامر بأن أثيوبيا درجت على التلاعب والمراوغة والمناورة بورقة السد لتحقيق العديد من الأهداف والمكاسب على الصعيد الداخلي والخارجي وقد نجحت فى ذلك الى حد بعيد ، وليس ذلك بفضل تخطيط محكم ، بقدر ما هو ضعف من السودان فى إدارة الأزمة وعدم القدرة بالتنبؤ بخطوة أثيوبيا القادمة ، والإكتفاء بدور المتلقي للفعل لإبداء ردة الفعل ، وكما أن مصر استنفدت كل مساعي الحل عبر كآفة المسارات المتاحة.
– أعتقد بأن الحل يكمن في إستخدام الدولتين للمسار الإستراتيجي واللعب بذات الاسلوب ، وهو ضرورة اعادة قراءة ملف سد النهضة مع ملفات أخري ذات تأثير مباشر على تشكيل الموقف الأثيوبي ، وممارسة
” الضغط،الإستراتيجي” على اثيوبيا بهذه الملفات ،
– اخيرا ، نشير هنا الى بيان الخارجية السودانية الغاضب ونعتقد،انه جاء متسرعا ودون تروى ودراسة مما جعله يغرد خارج السرب، وكان بالأحرى التركيز على الاعتراف والإقرار الأثيوبي الذى صرح به “كيفلي” بامكانية حدوث اضرار على على السودان ومصر ، تلك الحقيفة التى ظلت اثيوبيا تنكرها على.الدوام.