من أعلى المنصة – ياسر الفادني – الحَسَّابه بتحِسب

يمر أسبوع لا يحدث فيه قتل بغير حق في هذه البلاد أصبح ضرب من ضروب التمني ، الدم صار مستباحا في دارفور وقتل النفس بعنف مفرض مع سبق الإصرار والترصد أصبح هذا للأسف الشديد اسلوبا ليس غريبا ولا شاذا في هذا الإقليم المنكوب ، هذا الإقليم الذي صار السلام فيه التعايش السلمي مفتقد ، كله بسبب المليشيات المسلحة أي كان نوعها وأى كان شاكلتها ولمن تتبع في ظل حكومة مركزية وفي ظل حكومة إقليم لها حاكم

مقتل شرطيان بتحدي سافر وقصد مبيت وكمين محكم وانفس لا تخاف الله ليس فيها مثقال ذرة من إيمان ولا مثقال ذرة من حب لهذا الوطن ولا حبا لأرضه ، تم الاعتداء بالأمس علي سيارة قادمة من ولاية وسط دارفور التي عاصمتها زالنحي بالقرب من مدينة الفاشر من الناحية الجنوبية لمعسكر زمزم ، الحصيلة كانت مقتل الشرطيان اللذان يحرسان هذه السيارة ويؤديان واجبهم الذي كلفهم به القانون وتم نهب ما تحمله العربة من أشياء

هذا الحادث ظل يتكرر مرارا وتكرارا في ولايات دارفور بصفة عامة وفي ولاية غرب دارفور بصفة خاصة وهي الولاية التي شهدت في الشهر الفائت تلفتات أمنية كثيرة فيها قتل وحرق وتشريد ونزح من نزح ، التلفتات صارت تتخذ أشكالا منظمة وطرق مختلفة وتكتيك مدروس

يمكننا تصنيف هذه التلفتات حيث أنها لا تخرج من ثلاث إما نهب مسلح أو صراع قبلي يمكن أن تبدأ شرارته بسبب بسيط كما حدث من قبل بسب (ست شاي) بالقرب من الجنينة وتسبب هذا في صراع واقتتال ظل فترة من الزمن بين المساليت وبعض القبائل العربية وإما تصفية جسدية لبعض الرموز هناك

كل يوم يمر علي هذا الإقليم (الحسابة بتحسب) أرقام من قتلوا بأيدي لا ضمير لها بل ضميرها الإرهاب الذي كل اوردته والدماء التي تجري فيها دماءا كرياتها جبلت علي قتل كل الناس لأن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا ، الحسابة ظلت تحسب وتحسب بالأمس قتيلان وقبلها قتيل في غرب دارفور ومن قبلها مئتا قتيل في كرينك (والحكاية ماشة) و(العداد رامي أرقامه لاتقف ) ، ماهذا؟ وكيف يكون ذلك؟ ومن الذين يفعلون ذلك وماهدفهم ؟ وكيف الحسم وإيقاف هذا العبث؟ كلها أسئلة حائرة لا نجد لها إجابة حتي الآن

إن لم ينزل منهج التعايش السلمي واقعا وإن لم تفرض الحكومة هيبتها في هذا الإقليم ويطبق القانون بالحسم والحزم اللازمين وحماية القوات النظامية للمواطنين بالذات في سفرهم بقوات أمنية في شكل اطواف لا تهدأ نار القتل التي يستعر اوارها كل يوم وتخمد هنيهة لكن تعود مرة أخري بصورة أعنف وأقوى ، إن لم يحدث ذلك ستظل الحسابة تحسب وليتها( تقيف) بل تتكسر وتنتهي وتذهب بلا عودة ، هي بلاشك لا تنفع حتي وإن صارت خردة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى