صوت الحق – الصديق النعيم موسى – النقيب وتهريب الذهب بالمطار !

عندما تحدثت عبر هذه الزاوية بأكثر من ست مقالات عن تهريب الذهب عبر بوابات المطار لم يكن من فراغ ولقد كُنت أعلم عِلم اليقين هناك بعض ضعاف النفوس من يرتدون الزي الرسمي يُساعدون في تهريب الذهب ولقد أثبتت الضبطيات ذلك وها هي تتكرر مرة أُخرى ولكن هذه المرة من نقيب من جوازات مطار الخرطوم ؛ ولكم أن تتخيلوا هذا الذي يحمي القانون ويمنع التجاوزات.
في إحدى مقالاتي عن عصابة تهريب الذهب خاطبت مدراء الإستخبارات ، المخابرات ، الشُرطة الأمنية ، ولقد ناشدتهم بمراقبة المنافذ والبوابات الرئيسة وخاصة البوابة الأخيرة ( منها والطياره ) ولكنهم بكل أسف لم يستوعبوا ما نقول وحدث ما حدث . إنَّ حادثة تهريب الذهب من قبل النقيب تُمثِّل مسلكاً خطيراً لما لا وهو نابع من رجل قانون يعلم تماماً اللوائح ويحفظ المواد عن ظهر قلب ولكنه ضرب بكل القوانين عرض الحائط وساعد في تدمير الإقتصاد المنهار أصلاً .
لنعود إلى تفاصيل الخبر : تمكنت قوات الأمن الاقتصادي في مطار الخرطوم من ضبط نقيب شرطة يعمل في قسم جوازات المطار يقوم بتهريب ذهب في رحلة الخطوط الإثيوبية المتجهة إلى دبي عبر أديس أبابا وتعود تفاصيل حادثة التهريب إلى أن قوات الأمن الإقتصادي ضبطت النقيب شرطة (م. ع. م. أ) تابع لجوزات المطار يقوم بتسليم الذهب إلى الراكب (ط.م) من داخل بوابة الخروج للبص في رحلة الخطوط الاثيوبية المتوجهة إلى الإمارات عبر (ترانزيت) في اديس ابابا في الثالثة من فجر يوم الاربعاء وبلغت كمية الذهب المضبوط 11كيلو وتم ذلك في صالة المغادرة رقم (1) وتم تحريز الذهب المضبوط بطرف الامن الاقتصادي بالمطار، فيما تم تحويل النقيب للشرطة الامنية في مطار الخرطوم .
تخيّلوا المستوى الذي وصلنا له وهنا نتساءل كعادتنا هل هذه المرة الأولى التي يُهرّب فيها الذهب ؟ فعندما قلت أن الدولة تُساعد في تدمير الإقتصاد لم يكن عبثاً ولكنه واقع نُعايشه ونراه في ضعف تنفيذ القوانين وعدم تشديد الرقابة خاصةً في المطار ، فلا أحد من الظواطتين يستطيع عبور عبوابات المطار الرئيسة أما داخل المطار فهو مسؤولية القوات النظامية التي تتحمل تأمينه ورقابته والحفاظ على سلامة موارد البلاد من التهريب .
في الإتجاه الآخر أصدرت رئاسة قوات الشُرطة بياناً تأسف فيه لما حدث حول حادثة مطار الخرطوم بقيام أحد منسوبيها في مساعدة أحد الركاب بتهريب ذهب عبر رحلة الخطوط الإثيوبية المتجهة الي دبي عبر أديس أبابا . وقالت الشرطة و بالتنسيق مع الجهات الأخرى ظلت تراقب وتحلل ظاهرة الضبطيات والتهريب عبر مطار الخرطوم الدولي . وأكدت أن ماحدث بتاريخ اليوم اثناء رحلة الخطوط الإثيوبية المتجهة لدولة الإمارات العربية (ترانزيت) من محاولة تهريب سبايك ذهب ( تزن حوالي إحد عشر كيلو جرام ) خاصة باحد ركاب الرحلة المذكورة ويدعي (ط ، م ) بمساعدة احد مناوبي ورديات الشرطة العاملة بالمطار ويدعي (م ،ع ،م) مما يخالف أدبيات وأخلاقيات مهنة الشرطة وقواعد مدونة السلوك الشرطي.
وقالت إن هذا العمل يهزم واجبات الشرطة تجاه حماية الاقتصاد الوطني ومكافحة التهريب . وأكدت رئاسة قوات الشرطة اتخاذ الاجراءات القانونية والادارية اللازمة والتي تناسب هذا الجرم وهو سلوك فردي مرفوض ينسب لصاحبه وعمل جبان وطعن من الخلف للشرطة والشعب ممن هو مؤتمن في ظل الظروف والمعاناة الراهنة . وقالت إننا سوف نقوم بكل ماهو لازم تجاه ذلك وهو سلوك شخصي منبوذ لا يشبه الشرطة السودانية وإرثها التليد وتاريخها الممتد الناصع البياض . وأضاف البيان : قد شرعت رئاسة قوات الشرطة في اجراءات ادارية عاجلة و تحقيق شامل بما بضمن محاسبة جميع المتسببين دون إستثناء اقرارا لمبدا الثواب والعقاب ( من أحسن نقول له أحسنت ومن أساء نقول له أسأت ) تحقيقاً للردع العام والخاص ولضمان عدم تكرار هذه الحادثة مستقبلا . وجددت حرصها علي تحقيق أعلى درجات الأمن والمحافظة علي الاقتصاد الوطني السوداني .
دعونا نتحدث عن الفقرة الأخيرة التي ذكرت فيها الشُرطة : أنها حريصة على تحقيق أعلى درجات الأمن والمحافظة على الإقتصاد الوطني السوداني ، إن كنتم تُريدون ذلك حقاً يجب تطبيق القانون على الجميع وأن تكون هذه القضية عِظة وعِبرة لكل من تسوّل له نفسه التلاعب في أمن الوطن .
صوت أخير :
لم تكن حادثة تهريب الذهب هي الأولى ولن تكون الأخيرة في ظِل عدم الرقابة الأمنية على الذين يحرسون المطار أولاً . فهل علمتم لماذا تفقد البلاد خيراتها ؟ وهل علمتم لماذا نحن في ذيل الأمم ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى