إبراهيم عربي يكتب : (أيها السودانيون) .. توافقوا لأجل الوطن ..!

لم يكن فولكر أصلا مرحبا به ، وبالطبع ليس مأسوف علي مغادرته البلاد ، وقد دخلها تحت وطأة البوت الدولي رئيسا للبعثة الأممية (يونيتامس) حاكما إستعماريا للسودان لتمرير أجندة الكفلاء بطلب خبيث كتبه السفير البريطاني وقتها عرفان صديق وبصم عليه صديقه رئيس وزراء السودان المستقيل حمدوك بالعشرة ، ساعده رفاقهم العملاء في (قحت) مما أثار خلافا حادا بين حمدوك وأصدقائه في المكون العسكري الذين صحوا من غفلتهم مؤخرا بعد تمرير الأجندة وخراب سوبا ..!.
ولذلك ظلت البعثة الأممية في السودان (يونيتامس) محل خلاف منذ بداياتها تشتم فيها رائحة الغدر والخيانة الوطنية ، تسعي لتقسيم السودان وتفتيت وحدته الوطنية ، وليس ما آلت إليه الأوضاع في الشقيقة سوريا الجريحة من قبل فولكر (نفس الزول) ببعيد ولكن لماذا لا يتوافق السودانيون لأجل الوطن ..؟!.
وليس ذلك فحسب بل رفضت بعض لجان المقاومة وساطة فولكر الداعية للشراكة (المدنية – العسكرية) كما دعت لها معظم المبادرات ، وقال عنها مجلس الحكماء أن الوساطة لا تصلح لأن تكون وسيطا تفاوضيا شفافا بين السودانيين تماما كما رفضتها بعض مكونات الحرية والتغيير (قحت) ، وبل طالبت مجموعة الحراك الوطني والتي تجاوزت مكوناتها (مائة) جهة وقعت أمس علي الإعلان الوطني لدعم السيادة والإنتقال الديمقراطي تحت شعار (من أجل التوافق السياسي عبر الحوار السوداني السوداني) ..!. 
وبل إتهمت بعض المكونات رئيس البعثة الأممية (يونتاميس) المختصة بدعم الفترة الانتقالية في السودان ، تتهمه بخلق الفتنة وذلك بتمويل ناشطين ودعم المظاهرات بالخرطوم ، ولذلك طالبته بمغادرة البلاد سويا مع رفيقيه محمد حسن ولد لبات مبعوث الإتحاد الأفريقي وإسماعيل أويس ممثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) وبل قالها الدكتور علي الشريف عضو الحراك الوطني علنا (ضريتونا وكرهتونا وزهجتونا ، غادروا البلاد غير مأسوفٍ عليكم) ..!. 
ولذلك ليس غريبا أن تفشل الآلية الثلاثية في مبادرتها الحوارية تلك المختلف حولها وليس تأجيلها إنطلاق مبادرتها للحوار السوداني المعلن اليوم العاشر من مايو 2022 بالمفاجاة فحسب ، فقد جاء تأجيلها للإجتماع التحضيري تداركا لفشل الآلية وتجنبا لدعوات الإعتصام تلك والتي أطلقها ناشطون وإغلاق الطريق أمام قاعة الصداقة لمنع قيام الملتقي بعد أن فشلت الشلة (العميلة) في تسويقه وتمرير أجندته بعد أن كشفت التسريبات عن قائمة رفاقهم لشخصيات مقترحة من قبل مكتب فولكر لتصبح لجنة دائمة لقيادة العملية الحوارية بينهم وزراء قحاته سابقون ونشطاء وعملاء تم إختيارهم بإنتقائية وبعناية دون آخرين برعاية البعثة ومشاركة الآلية ومباركة الترويكا وبعض الدول الأوروبية ولا يعدو أن يكون بمثابة دس السم في الدسم !.
بالطبع ليست المرة الأولي فقد إنكشف المستور وظهرت الخفايا من قبل إبان التوقيع علي الوثيقة الدستورية المعطوبة ، والتي زرف الدمع في شانها كل من درير مبعوث الرئيس الأثيوبي وود لباد مبعوث الإتحاد الأفريقي فرحين بنصرة رفاقهم القحاتة ، فقد زرفا الاثنين الدمع معا بمجرد التوقيع علي الوثيقة الدستورية ليسجلا لشخصيهما إنجازا ، تلك الوثيقة التي منح بموجبها الفريق ياسر العطا عضو المجلس العسكري أصدقائه في الحرية والتغيير (قحت) نسبة تمثيل غير مستحقة 67% في المجلس التشريعي بعد أن حدث ماحدث من فض إعتصام القيادة العامة وبيع الذمم وتمرير أجندة الكفيل ..! بالمناسبة أين المدعو أحمد ربيع ..؟!. 
ولكن من الواضح أن هذه المكونات السودانية لا ترفض المبادرة الثلاثية لمجرد الرفض فحسب بل لأسباب ومبررات منطقية وواقعية يمكن تداركها ، وقد تجاوزت الآلية دورها للتوافق بين السودانيين لحل الأزمة السياسية دون المساس بالسيادة الوطنية ، تماما كما تجاوزت البعثة الأممية دورها المحدد والمنوط به دعما للفترة الإنتقالية ودعما للحوار السوداني السوداني لأجل التوافق الوطني ، ولكنها مع الأسف تدخلت مباشرة وبل ظلت تقود بنفسها العملية الحوارية وبالتالي أعطت لنفسها الحق والشرعية في طرح رؤية الكفلاء علي السودانيين للتفاوض حولها .
ولكن لماذا لا يتوافق هؤلاء السودانيون لأجل الوطن ..؟! لماذا لازالت لجان المقاومة وبعض المكونات السياسية في مرحلة الخيارات الصفرية ترفع لاءاتها الثلاثة (لا تفاوض ولا شراكة ولا إعتراف) فيما أضافت عليها بعضهم الرابعة (لا إجتماعيات) لماذا كل ذلك مادام الهدف هو الوطن ؟! ، ولماذا تعدد المبادرات ؟ ولماذا ظل كل منهم يتمسك بموقفه دون تنازلات لأجل أن يكون الوطن وطنا ؟!،  
بلاشك أن قوي الشارع التي ظلت تفتعل الأزمات وتقود المظاهرات تمثل العقبة الأساسية أمام أي إتفاق فلابد من جسم مركزي يوحدها ويعبر عن مطالبها ورؤيتها في كيفية التغيير المأمول وفق إعلان سياسي وميثاق وطني تتوافق عليه مع كافة المكونات السودانية دون عزل لأحد وتضع بموجبها هذه المكونات خارطة طريق ترسم معالم الفترة الإنتقالية للدخول في إنتخابات حرة ونزيهة يقول فيها الشعب كلمته ويفوض فيها من يفوضه ، وإلا فإن كافة التكهنات تشير إلي قيام إنتخابات  رئاسية مبكرة تفرض واقعا جديدا ، أو كارثة تقلب الطاولة علي الجميع.
الرادار … الثلاثاء العاشر من مايو 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى