علي احمد دقاش يكتب : مالك بن نبي وقضايا الصراع الفكري (1)

مرة اخري اشكر الاخ المحبوب عبد السلام الذي بمقاله :
“العجز عن التغير لا بل عدم فهمه ”
القي حجرا في بركة الفكر السياسي لا اقول الساكنة لكن التي لا يخلو ما يطرح فيها من تهريج وضحالة فكرية .
المقال حرك عدد من الكتاب المدافعين عن الإسلام السياسي والناقدين له علي السواء ودفعهم لسكب كثيراً من المداد علي الورق .
علقت في مقال سابق علي ما طرحه المحبوب لكن لا باس ان اعود لاركز علي بعض الجوانب قبل ان اتناول قضية الصراع الفكري من وجهة نظري.
مقال المحبوب في مجمله يقع في دائرة الصراع الفكري آلتي افاض مالك بن نبي في الحديث عنها في كتابيه ” الصراع الفكري في البلاد المستعمرة” و “مشكلة الافكار في العالم الإسلامي .”
ذكر المحبوب إن الاسلاميين يحتفون بافكار مالك بن نبي دون ان يفهموها وتلك تهمة ترتد إليه هو ذاته إذ يمكنني القول ان المحبوب نفسه لو امعن التدقيق في نظرية بن نبي وربما ادرك انه ودون ان يدري تم استخدامه لصالح الغرب في قضية الصراع الفكري بين الاسلاميين والعلمانيين والغرب عموما ، و لادرك ان مقاله ذاك هو احد ادوات الصراع الفكري التي يستخدمها الغرب ضد الإسلام السياسي إذ يكفي كما قال مالك بن نبي لتشوية فكرة معينة ان تشوه منطوقها اللغوي كما يحدث الآن لمفهوم الاسلام السياسي .
الكثيرون يحاولون ان يصبح مصطلح الإسلام السياسي مركز إشعاع حرماني للإسلام الحركي ينفر الشباب عن الإسلام المتحرك الذي يتعدي حدود العبادات المعروفة الي قضايا الحياة العامة من اقتصاد واجتماع ونظم الحكم .
يقول مالك بن نبي :
” ان هناك اشياء لا يجدي الحديث عنها ان لم يكن الحديث مستمدا برهانه من تجربة شخصية تضيئ الموضوع من الداخل بضوئها الخاص ”
لي تجربة خاصة تؤكد ان كثيرا من ابنائنا الاسلاميين وغير الاسلاميين يستخدمهم الغرب ضد دينهم بذكاء .
يوظف الغرب طموح هؤلاء وصفويتهم وبعدهم عن القواعد ليجندهم في صفه لخدمة اغراضه الخاصة كما ورد علي لسان جون بيركنز في كتابه الاغتيال الإقتصادي للامم حيث اورد كيف يتم اصطياد الاقتصاديين ليصبح الواحد منهم “قاتل اقتصادي”
“Economic Hit Man”
بعض المثقفين وفي إطار سعيهم للتقرب الي مؤسسات الغرب وتحسين صورتهم امام النيولبراليزم يرتكب اخطاء مميتة تجاه وطنه ودينه ، استطيع ذكر بعض الامثلة لكن امسك عن ذلك الآن فالوقت مازال غير مناسب لذكر امثلة بالاسم والحالة .
اورد المحبوب في إطار دعمه لفكرته المتماهية مع مفهوم الحتمية التاريخية كثير من الامثلة و انتقل في سرده من القرن العاشر والحادي عشر عصر بن خلدون الي القرن الحادي والعشرين ، ذكر عدد من الامثلة ابتداءا من خطاب وزير الخارجية البريطاني هارلود ماكميلان ” رياح التغيير ” مرورا بتجربة انتفاضة ابريل 85 وثورة ديسمبر 2019 وامثلة كثيرة اخري .
كل الامثلة التي حشدها اراد بها ان يقول إن الامور لن تسيير ابدا كما يريد الاسلاميون والوقائع حسب زعمه تؤكد ان الإسلام السياسي قد افل نجمه وماض إلي زوال.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى