ابراهيم عربي يكتب : (البرهان – العطا) … هل من تسوية سياسية ..!

الخرطوم : الحاكم نيوز

أصبحت الأمور واضحة (دبر معزاية) كما يقول المك موسي يونس وبالتالي أصبح التوافق من المطلوبات المجمع حولها مجتمعيا ولكن كيف ؟!، إذا فلا داعي للهروب ولا مجال لدفن الرؤوس في الرمال ، وقد كشفت المبادرات وعدد من اللقاءات الفضائية والصالونية أن البلاد تمضي في طريق (تسوية سياسية) بالمزيد من التنازلات تنهي حالة اللا دولة وتقود البلاد لمرحلة إنتقالية تقود لإنتخابات ديمقراطية يقول فيها الشعب كلمته ويفوض فيها من يفوضه .
ولكن لماذا الخلافات داخل مجلس السيادة والتي شقت طريقها لوسائل الإعلام ، ولماذا تلكم الأنفة وذلكم الإستعلاء والتنمر والألفاظ العنصرية التي شقت طريقها إلي الساحة السياسية غطت علي المبادرات الوفاقية ؟! ، في وقت إفتقد فيه الجميع للرشد فتفشت الصراعات القبلية والجهوية والشللية والمناطقية والتي قد تقود البلاد لصراع مسلح شامل ، وقد تقودها للتشظي في ظل علو كعب المطالبات بالحكم الذاتي ، ولكن هل من مهدي جديد بعد أكثر من (130) عاما ليوحد هذه الوجدان ؟! كما دعا صاحب الدار الفريق ياسر العطا بك الدود ؟!.
علي كل لم تعد مشاركة نفر من لجان المقاومة وشباب الثورة أو (أربعة طويلة أو تسعة طويلة أو أربعة عشر طويلة أو غيرهم) في مثل هذه الإفطارات أمر يجب التستر عليه مثلما شاركت في هذا الإفطار الذي جمعهم بمنزل عضو مجلس السيادة الفريق الركن ياسر العطا بضاحية الفتيحاب بأم درمان ، مع رئيس وأعضاء مجلس مجلس السيادة الفريق أول الركن شمس الدين كباشي، مالك عقار (الشايب) كما يحلو لأهله تسميته والطاهر حجر والدكتور عبد الباقي عبد القادر وأبو القاسم برطم وسلمي عبد الجبار وقيادات الجيش والشرطة والمخابرات العامة ، ونفر من القيادات السياسية تقدمهم رئيس حزب الأمة فضل الله برمة وصديق الصادق المهدي والدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية وسلفه الدكتورة هبة ولفيف من الوزراء المكلفين وأهل الإعلام ونفر كريم من أعيان وقيادات ورموز المجتمع من أهل الحي .
أعتقد أن تأكيدات رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان جاءت في مكان ذو أهمية ، إذ جددا أمس الجمعة في الإفطار الجامع الذي كان بمثابة (سودانا مصغرا) ، جدد البرهان إستعدادهم في قيادة الجيش لتسليم السلطة للشعب متى ما توافقت القوى السياسية وتوحدت كلمتها لأجل الوطن ، وشدد علي ضرورة تقديم تنازلات من قبل الجميع ، حتى لا تتبدد أمنيات الشباب واحلامهم ، من عبور الفترة الإنتقالية بسلام وتوافق وتراضي بين الجميع لأجل وطن شامخ وطن عاتي حر وديمقراطي .
وليس ذلك فحسب بل كشف رئيس المجلس عن توجيهات للسلطات العدلية بتسريع الإجراءات للمحتجزين في السجون دون التدخل في سلطاتها وصلاحياتها وفقا للقانون  لتهيئة المناخ لحوار يفضي إلى تسوية سياسية شاملة ، ولكن لا أدري هل ستشمل رموز الإنقاذ الذين ظلوا يقبعون في السجون (ثلاثة) سنوات دون محاكمات سويا مع قيادات وكوادر قحت (أربعة طويلة) حديثي العهد بالسجون أم تتعثر تلك حسبما ذهب رئيس السيادة تحت مزاعم الإتهمامات الجنائية ؟! ، فيما كشف البرهان عن توجيهات بمراجعة حالة الطوارئ والإبقاء فقط على البنود الخاصة بالطوارئ الاقتصادية .
أعتقد أن هنالك مطلوبات أو خطوات لابد من القوى المدنية القيام بها فلابد أن توقف التصعيد وتنبذ خطاب الكراهية والإستعداء السالب ضد القوات النظامية والتي قال عنها العطا كل منا يؤدي دوره الوطني المطلوب ، إذا لابد من التنازل عن (اللاءات الثلاثة) والتي تعتبر بمثابة (خيارات صفرية) لاتقود البلاد لبر الأمان ، إذا لابد من الدخول في حوار شامل لأجل حل سياسي توافقي .
كان البرهان هذه المرة أكثر وضوحا مقرا بالفشل التام صراحة (مدنيين وعسكريين) في إنجاز مهام الفترة الانتقالية وبل الفشل في تحقيق كافة مطلوبات الحياة والعيش الكريم المواطن والتي جاءت هجمة مرتدة علي معاش الناس والذي أصبح رهين للمظاهرات وثورة المتاريس المستمرة (المجد للساتك …!) .  
في الأثناء جاءت مبادرة حكماء السودان والتي شاركت فيها قوى الثورة ، جاءت خاتمة ، فجمعت وحللت (35) مبادرة لتؤكد أن حظوظ إنفراج الأزمة السودانية متوفرة في داخل الوطن وعبر مبادرات أهلية ، إبتدرها مولانا محمد عثمان الميرغني فجمع شتات الإتحاديين ، وأعتقد لو كان الإمام الصادق المهدي حيا لخطاها من قبل بجمع شتات حزب الأمة ولا أري ما يمنع أن يلتئم شمل مبارك الفاضل دون عداهم من تشظيات حزب الأمة ، فيما دفع التيار الإسلامي العريض بمبادراته وفاقية غير معلنة إنطلقت في رحاب الشهر الفضيل من داخل ساحات الإفطارات الجماعية التي عمت القري والحضر بولايات السودان المختلفة ولكنها في الواقع خطوة أزعجت خصومهم السياسين من قوي اليسار في وقت قطع فيه المؤتمر الوطني عدم مشاركتهم في المرحلة الإنتقالية بعد أن خرجت بعض من قياداتهم من المعتقلات والسجون براء مؤكدين إستعدادهم للإنتخابات ولكنه ترك الباب مواربا لكافة الإحتمالات .
علي العموم جاء إفطار العطا يحمل بين طياته عدة رسائل مهمة ، وكنت أكثر حرصا لأتفحص تلكم الوجوه جيدا عسكرية ومدنية ومنها من شاخت ومنها ما أكل الدهر عليها وشرب ومعظمها قد كسا الشيب الرؤوس فاكسبها وقارا فاق وقار السلطة الزائفة ولكنني أرمق في الوجوه حسرة وندما وعظم مسؤولية وكأنه إعترافا عاما بالفشل ولابد من الوصول لتسوية سياسية لتكوين حكومة كفاءات وطنية وربما بات الدكتور كامل إدريس خيارا أولا رئيسا للوزراء والدكتور التجاني السيسي خيارا ثانيا ، قالها البرهان حكومة وفاق وطني لا تسيطر عليها أي جهة سياسية أو عسكرية بلا إملاءات داخلية أو خارجية .
الرادار .. السبت 16 أبريل 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى