مأمون على فرح يكتب : الجوع

 

 

في قصة الحرافيش المشهورة ( الجوع ) لم يتورع ذلك الفتوة أن يقوم بسجن أخاه ظلما بعد أن قام باطعام الفقراء دون أذنه ثم كان أن قام بتعذيبه اولا .
أكثر اللقطات في الفيلم الشهير للمخرج على بدرخان واديب نوبل نجيب محفوظ ذلك الرجل الذي يطلب العمل مقابل ( بطنه ) كانت هذه هي اللمحة الغائبة بصورة واسعة عن نقاد السينما والتي كتبت عنها عدد من المقالات في صحف عربية.
نجيب محفوظ في سلسلة الحرافيش كان يضع نقاط محددة وواضحة وهي الظلم والجوع وقد برع فيهما بشدَة ففي فيلم الجوع من بطولة محمود عبد العزيز وسعاد حسني و عبد العزيز مخيون وسناء يونس كان كل شي
بائيس وحقير في تلك البئية الفقيرة الملئية بالظلم الاجتماعي لدرجة وصل فيها الناس أن يعملو من أجل سد جوعهم مع تحكم قلة من الناس بالأموال وكل شي… واديب نوبل لا يمكن لأي مخلوق في الأرض أن يجاريه في هذا التصوير المدهش الذي اوصله للعالمية وهو يضع ذلك الزمن مقياس حقيقي لازمان قادمة فيها نفس هذه الصنوف من الذلة والمسكنة.
تلك اللقطة من ثواني محدودة حملت مئات العناوين ورؤية لا حدود لها لما يريد الكاتب الكبير إيصاله لنا من قصته التي اختار لها اسم الجوع.
والفتونة في ذلك الزمن كانت متقلبة مابين الظالم والعادل ولا أحد من عشاق السينما العربية لم يستمع لقصة عاشور الناجي.
ففي التوت والنبوت نفس الملامح ما بين عاشور الناجي وحسونة السبع الفتوة الظالم وآمال الحرافيش من عامة الناس والبسطاء في فتوة يحقق لهم العدل وينصرهم ويأخذ حقهم.
والعلامة المتشابهة في القصتين هي الجوع والعوز وقلة الحيلة ففي الجوع كان هناك انكسار من أجل رغيف العيش وكذلك في التوت والنبوت نفس الانكسار مع كرامة عاشور الناجي الذي يؤكد أن الحصول على رغيف العيش أسهل اما الكرامة فهي تحتاج إلى الشجاعة للتصدي لطموح حسونة السبع.
وتلك القصص كانت رمزاً على مر السنين لحتمية انتصار الحق وانكسار الظالم كما حدث بالضبط في تفاصيل القصة فلا شي يمكنه أن يبقا على حاله أبدا إذا توفرت العزيمة والهمة.
في الجوع رغم أننا لا ندري في أي زمان حدث هذا إلا أن السينما والدراما كثيراً ما عالجت هذه القضايا بعضها كان واقعياً والآخر كان يحمل رسائل متعددة تصل بسرعة إلى الناس ويستفاد منها في تجاربنا الإنسانية فتاثير الفن معروف على مر الأزمان في معالجته لمواضع الخلل في الكثير من موضوعاتنا الإنسانية.
الأديب الراحل صلاح عيسى نقل قصة ريا وسكينة التي حدثت في العام 1921م وهي قصة معلومة للجميع لكن اهم ما ميز كتاب ( رجال ريا وسكينة) هو نقله للواقع المعيشي للناس ثم إنه كان من الأمانة بمكان في هذا النقل الذي صاحبته ظروف قاهرة عاشها العالم في ذلك التوقيت.
ان اقتران الظلم والجوع مع بعضهما البعض يخلق ثورة الحرافيش التي يمكن أن نسميها في عصرنا هذا ثورة الجياع رغم تغير المفاهيم وظهور مصطلحات جديدة في التعبير عن مناهضة الظلم.
ما صنعته السينما في هذا المضمار رسائل تتضمن رؤية لما يمكن أن تكون عليه حال الأمم التي تعاني من قسوة حسونة السبع أين كان مكانه في الأرض …

 

انتهى،،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى