جمال محمد صالح يكتب: اكسبو و السودان الجريح

……لمن لا يعلمون ‘ فان اكسبو هو معرض عالمي يقام بصفة راتبة كل ثلاثة اعولم في احدي الدول الاعضاء بالاتحاد الدولي للمعارض. وقد كان اخر دوراته اكسبو 2022 والذي اقيمت فعالياته في دبي . وهو تظاهره اقتصادية ‘ سياحية وثقافية هامة ‘ تحشد لها الدول الراشدة كل امكانياتها ‘ وتعد لها العدة منذ زمن مبكر بهدف اخراج مشاركتها في المعرض في ابهي صورها ‘ وذلك لتعظيم الفوائد المرجوة منها وما اكثرها . ولا شك أنها فوائد عظيمة ‘ متعددة ومتنوعة لمن احسن الاعداد لها . ان المشاركة للدول الراشدة في مثل هذه التظاهرة الهامة ليست سبيلا للعبث واللهو ‘ بل سانحة طيبة لابراز احسن ما عندها ‘ والتعرف علي احسن مما عند الاخرين .
ونظرا لاهمية هذه المناسبة ‘ فان الدول الراشدة لا تترك امر المشاركة فيها في يد ” العابثين ” او ” اللاهين ” ‘ ولا في يد أولئك الساعين ” للتكسب ” او ” المرتزقين ” . فالامر لهم امر “دولة” والشان شأن ” امة ” . لا مجال فيه ” للنز وات ” الشخصية ‘ ولا ” للتطلعات ” او ” المطامح ” الذاتية . لذلك تدار المشاركة فيه برشد وعقلانية ابتغاء تحقيق الاهداف السامية التي تسعي اليها .
أما للذين يعلمون ‘فقد كان اكسبو لنا ” مأساة ” و” ملهاة ” . فقد اتي الاخرون بروءاهم النيرة ‘ وجسدوا مصالحهم البينة ‘ فخرجوا يتابطون نصيب الاسد ‘ مصالح ومكاسب تفخر بها شعوبهم ‘ حيث كانوا رسل خير لبلادهم وطلاءع للمجد . بينما ذهبنا نحن الي هناك ب ” رؤى ” غامضة ‘ واهداف “متباينة ” ‘ وافكار ” مشوشة ” ‘ فنسجنا مشاركتنا بايدي ” مرتجفة ” . تارة نقبل (بضم النون ) ‘ وتارة ” ندبر ” وتارة ندور حول انفسنا . تحسبنا جميعا وقلوبنا شتي ‘ لا يجمعنا الا جدار هش من المصالح الضيقة. فكانت مشاركتنا ” ماساة ” ‘ حيث حضورنا ” غياب ” ووجودنا ” عدم ” . وهكذا كنا سيوفا مسلطة علي رقبة وطننا ” الجريح ” . عجزنا ان نبرز و جها واحد من وجوه وطننا المشرقة في الثروات والموارد ‘ في الثقافة والفنون ‘ في السياحة والتاريخ. تلك الكنوز الثمينة والجواهر المتلالاة . ولكن يا اسفي ‘ فإن ” اللؤلؤ ” في يد ” الصبيه ” هو مجرد ” دمي ” ( بضم الدال) للهو واللعب !!! . وهكذا لهونا بك يا سودان العز ما طاب لنا اللهو ‘ ثم عدنا الي رحابك ولكنه عودا غير” احمد ” . ولا يذهبن سوء الظن بخفاف العقول فيحسبوا ان دافعي فيما اكتب ” حسرة ” علي ” دنيا ” لم اصبها ‘ او ” نزهة ” في منتجعات دبي لم انلها. كلا والف كلا ‘ فقد تلقيت عرضا كريما ممن اعزهم ولهم عندي قدرا كبيرا وقيمة وذلك للمشاركة في احدي فعاليات تلك ” الماساة ” . لقد كان عرضا ” تنحني ” له بعض الجباه ‘ ويسيل له “اللعاب” فنبذته جانبا وكنت فيه من الزاهدين . فقد ابت علي نفسي ان اكون ” ظهيرا ” للفاشلين. ومن ظنني في ذلك كاذبا فاليرمني بحجر .
ايها الساده : ان من تستطيب له نفسه ان ” يسعد ” بشقاء وطنه ‘ وان ” يلهو ‘ باحزان اهله ‘ وان ” يغتني ” بفقر واوجاع ” بني وطنه فهو واكل ” الميتة ” سواء!!!! .
حقا لقد كان اكسبو ” ماساة ” و “ملهاة ” ‘ والا فقولوا لنا يا وفدنا الميمون بماذا عدتم ؟! . افرشوا ” متاعكم ” وقولوا لنا : لماذا ذهبتم ؟! وبماذا عدتم ؟! وماذا كنتم فاعلون ؟! ‘ هيا ادحضوا وكذبوا كلما قلناه وقيل عنكم ‘ ولسوف نكون من السعداء ان كنا من الكاذبين وانتم الصادقون ‘ وياليتكم تفعلون .
بالله عليكم قولوا لنا : هل ” مثلتم ” وطنكم ” خير ” تمثيل ‘ ام ” مثلتم به ” شر ” تمثيل ؟!!! .
والي حين الاجابة علي تلك الأسئلة ” المحيرة ” و ” المربكة ” ‘فإن اكسبو كان امانة ومسوءلية ‘وسيظل لعنة تطارد كل من شارك فيه إلا من اخذها بحقها واداها بحقها.

( الا هل بلغت ‘ اللهم فاشهد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى