صالح الريمي يكتب : مزاجك السيئ مسؤوليتك

مزاجك السيئ لا ذنب للناس فيه ومسؤوليتك أنت وحدك!! فالناس لا ذنب لها في ظروفك العصيبة التي تمر بها، حتى تثور عليهم كل حين نافثاً سمومك كالصواريخ المنطلقة من قاعدة قلبك ناصع البياض!.
الآخرون في مقدورهم احتمال ما ينتج عن مزاجك السيء من صراخ وعنف لفظي، وجرح لأحاسيسهم مرة ومرتين وعشراً، لكن ليس كل حين، وكل الناس لها ظروفها الخاصة وإحباطاتها وأحزانها الشخصية، لكنها تركتها في البيت قبل خروجها للعمل أو لقاء الآخرين في المناسبات.

وإذا كنت غير قادر على مهارة الفصل بين مشكلاتك والتزاماتك نحو العمل، أو تأثرك بها على نحو يسيء لتعاملك مع الناس في حدود اللباقة والذوق..
فالأولى أن تجلس مع مشكلاتك في البيت حتى تُحل، أو تصل لليقين المطلق بأن المشكلات والهموم والأحزان قدر إلهي لكل إنسان نصيب منه بشكل أو بآخر، اليوم أو غداً، ما دامنا نعيش على هذه الدنيا.

ولماذا يتفنن بعض الناس في صناعة معاناتهم على نحو تراجيدي وحبكة درامية غاية في الإتقان؟
هذا التفنن يحيل أتفه المشكلات إلى ملاحم أسطورية بفضل البراعة الفنية في رواية تفاصيل الأحداث..
وكثير من الناس لديها من رصيد الهموم والإحباطات ما يكفيها بقية عمرها، وهي بالكاد تقاوم لتحتفظ بمزاجها الرائق، وحدها الائتماني في المقاومة ينضب كلما تقدم العمر بها، تجعلهم لا طاقة وافرة لهم لتحمل أمزجة الآخرين المتقلبة وانفجاراتهم غير المتوقعة من أصحاب القلوب البيضاء!

ترويقة:
‏إن ما يؤثر على مزاجك حقاً ويقلقه، ليس مستقبلك السيء، بل المستقبل الذي تفترض أنه سيء، في الحقيقة لم يحدث شيء، فما يرعبك ليس ما حدث على أرض الواقع، بل ما تظن أنه سوف يحدث، ولو فكرت قليلاً لوجدت أن خوفك مبني على مجرد افتراضات لا حقائق، لذلك لا تصدق أفكارك إلا بدليل.

ومضة:
قال تعالى: «لقد خلقنا الإنسان في كبد» فيما تبدو «المعاناة» صناعة بشرية بامتياز، أنا أعني ما أقول تماماً؛ «المعاناة» صناعة بشرية بامتياز، وهي ليست «الأقدار» المكتوبة من رب السماء.

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى