طارق ابو تبيان يكتب: زيارة دقلو لروسيا (جقلبة المعارضة) وورقة الحلف الجديد

لم أكن راغبا في تناول زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي إلى روسيا واللغط الداخلي الكبير الذي صاحب الزياره بالإضافة للحاله الراهنه لدولة روسيا التى تسيدت اخبارها جميع القنوات العالميه والاقليميه والمحليه بمختلف مصادر والوسائط الإعلاميه ٠
عدم الرغبه نابع من تسبيط او تنميط العقل الذاتى الذي استمع إلى حديث الافنديه الجرمنديه المحللين السياسيين المهتمين بالشأن السياسي ٠ عدم الرغبه نابع من الحديث القشورى الذي وصفوا به الزياره ، فكلا على حسب مرتكزاته وانطلاقاته وانتماءاته ، بل سوادهم غالبيه الاعظم ذهب بعيدا في تضليلاته قائلا ( بأن الزياره إعداد لتغيير سياسي قادم بالسودان تسنده روسيا) ٠

هولاء الافنديه المنظراتيه القدماء الذين ظلوا لسنوات يطلقون البالونات الاعلاميه لمثل هكذا (زيارات استراتيجيه) كعادتهم تفننوا في تحليل الزياره كي تخدم اغراضهم الحزبيه والمناطقيه ، مبتعدين عن المصالح الوطنية التى ظل يحققها القاده العسكريين الذين يقودون المشهد السياسي الآن وتحملوا الشتائم والاساءات من أجل الحفاظ على سلامة الوطن والمنطقه ككل ، فكانت قرارات التصحيح في ٢٥ أكتوبر ، تولى هؤلاء الافنديه المنظراتيه لتعكير الأجواء مستخدمين اقلامهم وعقولهم لنشر السم الزعاف وسط شباب السودان وهم حالمين بالجلوس على كراسي الحكم ، فاعطوا انفسهم صفة الخبراء في العلوم الاستراتيجيه وتولت السفارات الاجنبية بدفع المبالغ بالدولار من أجل ظهورهم بالقنوات العالميه والاقليميه والمحليه وهم يسيئون للمؤسسه العسكريه ووصف قادتها بابشع الشتائم مدعيين محبتهم للحكم المدنى ٠

أن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي إلى روسيا أعيت العقل الجمعي للاحزاب السياسيه السودانية القديمه والجديده وعطلت مخيلة الخبراء الزائفيين ، فتوافقت تحليلاتهم فى إطار النظره الكلية للحراك الراهن الذي ظل يتمسك باشاعة (خطاب الكراهية والتخوين واتباع سياسة الاقصاء المتعمد) لمكونات مجتمعية بعينها ، بالإضافة إلى التحليلات السياسيه القاصره التى تتقارب مع أمريكا و الإتحاد الأوروبي وتمنحهم وتهولهم تهويلا كبيرا ، يظهر حالة الانبطاح والانبراش التى هم عليها وهى بالطبع مقاربات في شكل احلام وامانى عاجزه جربتها محاولات الريس حمدوك ولم تجد من وراءها شئ والان تتفاعل معها كل القوى السياسية المتصارعه للجلوس المستمر في حكم البلاد وهى بالطبع الفئه المدمنه فى الحكم ٠

نرى كلما التزمت الخرطوم بشروط خواجات اروبا وامريكا، الذين كنا نعول عليهم جميعنا لدعم الانتقال السياسي بالسودان ، نجدهم يهرسونا بمطالب جديده تعيدنا الى كنبة الأنتظار وهي فعلا مطالبات تعتبر تدخل بكل سذاجه في شئوننا الداخلية لتمرير اجنده أخرى ٠

الزياره التاريخية التى قامت بها حكومتنا الحاليه إلى روسيا أراها ويتفق معي كتيرين من المتابعين للشان الإقليمي بأنها من أنجح الزيارات التى تحقق للشعب السوداني جزء كبير من الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعيدنا إلى التراك الصحيح لنكون دولة ذات سيادة حقيقيه وتقلل عننا الضغط الامريكى والاروبي الذي ظل يتلاعب بعقولنا زمنا طويلا بفرضية ( الديمقراطيه والحكم المدنى) وهي مفقوده ومعدومه حتى في البيت الأبيض أو لندن وباريس ٠

تطورات الحرب الروسيه مع اوكرانيا أكدت ضعف وهوان المجتمع الامريكى والاروبي وطريقته في التخلي عن حلفاءها ، فان توجه السودان إلى الحلف الروسي الذي يضم (روسيا والصين وكوريا وإيران) هو توجه سيقلل الضغط الاروبي والأمريكي على الأوضاع الحاليه بالبلاد وخير شاهد اللقاءات الرسمية التى جمعت وزراء القطاع الاقتصادى المرافقين لنائب رئيس مجلس السيادة وتوقيعهم لمذكرات تبادل تجارى واستثمارى مع نظراءهم الروس برعاية نائب رئيس الوزراء الروسي ، كما أكدت الزياره على اهمية التوجه إلى المعسكر الشرقي الجديد واغلاق منافذ ومداخل المعسكر الغربي لحيين ٠

الفريق أول حميدتي قائد ذاع أسمه ووصف بالشجاعه لتقدمه للصفوف وهو الآن يسير فى طريق يعلم ويدرك بأنه ملئ بالمخاطر والتحديات ، وهو معروف لدى المقربين بأنه لم يتزحزح عن مواقفه الوطنية التى يؤمن بها ٠ وهو معروف بالصبر والامانه والذكاء وهو كذالك رقم يصعب تجاوزه في المعادلات الداخليه والخارجية وهو من صنع مواقف تاريخيه ساهمت مساهمه كبيره في التغيير الحقيقي الذي شهدته البلاد والمنطقه الافريقيه والدولية ، كما هو معروف بثاباته في مواقفه الوطنيه ومهتم بإصلاح حال البلد ومشغول بقضايا وهموم الشعب السوداني وغير سعيد بالذي يدور ويغلي بالساحه السياسية الراهنه وظل بإستمرار يدعوا لتناسي الخلافات والتوجه نحو التوافق الوطني والالتفاف حول قضايا البلاد العليا والحوار هو الطريق الأوحد نحو إستقرار السودان ٠
هذا الحراك الكبير والدعاوى المستمره للتوافق الوطنى من الفريق أول محمد حمدان دقلو هي التى تجعل (سهام ونبال) المعارضه السودانيه القديمه ، تتوجه نحوه وهى تتفنن بحبك الإشاعات والاكاذيب والتضليلات من اجل اغتيال شخصيته ٠
الا أنه بمرور الأيام والشهور والسنوات اتضح لغالبية المعارضين تنامي شعبية القائد حميدتى وحب أهل السودان الشرفاء للرجل البدوى البسيط الذي يعتبرونه منهم ويعمل لحلحلة مشكلاتهم ٠

فتناكو بعافيتكو ٠٠٠٠٠٠

الخرطوم : مارس ٢٠٢٢م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى