محمد إدريس يكتب : لازم تعود.. ياالسر قدور..!!

 

تقول الحكاية /وهي بالطبع على ذمة الراوي /أن الشاعر الناشئ آنذاك (السر قدور) القادم من دامرالمجذوب قد حمل اول تجاربه الغنائية تسبقه الخطي القلقة إلى قهوة (جورج مشرقي) بسوق الموية بامدرمان ليعرضها على شيخ شعراء الحقيبة عمر البنا (مخاطب النسيم)وصاحب زهرة الروض وعقد نضيد من جواهر الحقيبة تغني بها الصف الأول أمثال الأمين برهان وكرومة وسرور،يقال أن البنا حينها لم يستحسن القصيدة، من ذلك القادم الجديد حتى كاد أن ينهال على الفتى بالعكاز،ومع تكرار المحاولات والتجويد واستيفاء شروط التقييم والتقويم والتحكيم نضجت التجربة وتلقفتها قامات فنية كبيرة الكاشف وسيد خليفة والعاقب محمد الحسن وعائشة الفلاتية وآخرين!

وفي العبرة والمغذي من تلك الحكاية للأجيال الشابة أن المبدع الحقيقي يحول تجاربه الأولية إلى طاقة إيجابية نحو المستقبل،ولايتجاهل نقد الكبار بل يسعى لأخذ آرائهم ويعمل بها لأجل تقويم مسيرته نحو الاجادة حتى بلوغ القمة والتربع فيها..!

 

وبعد ١٧ عاما من البرنامج الأشهر في توثيق التراث والغناء السوداني (اغاني وأغاني)،يستمر السفر الوثائقي متجددا بكامل العافية ومجلجلا بقفشات وضحكات السر قدور يربط أجيال الحقيبة بشباب الحداثة بوصل فني شيق وذاكرة متقدة،
متجاوزا بعض الظروف العائلية بين مرض زوجته وحرب الشائعات التي لاتنتهي..!

 

ويبقى السر قدور خالداً ومتدفقا كنهر النيل،كالطيب صالح والفيتوري ومحمد وردي كالهلال والمريخ،كالطابية وبيت الخليفة كتوتيل والقاش.. يبقى راويا لافراحنا واغنياتنا.. يعطي طعماً آخرا لامسياتنا الرمضانية،ونسأل الله الشفاء لتلك النفوس المريضة التي تنسج في كل عام شائعات مرضه وبل ووفاته أحيانآ،وندعو الله أن يصبغ نعمة العافية على زوجته بالقاهرة وقد ترددت أنباء عن إهتمام رسمي بحالتها الصحية حتي تتماثل للشفاء بإذن الله.. ويعود السر قدور إلى جمهوره بعد شهر في الموسم القادم بذات الروح النبيلة..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى