
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي :
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} سورة البقرة ..
رحل من عاش للناس داعياً ومعلماً ، ومفرحاً لهم ومواسياً .
انعي اليوم احد اهم ركائز الدعوة الاسلامية في البلاد شيخ القران العالم الجليل الوقور الداعية رمز النيل الابيض والجزيرة ابا وكيان الانصار الشيخ عبد الرحمن ادم بره الذي وافته المنية صباح اليوم 1 مارس2022م قبيل صلاة الفجر ..
لقد ذقت مرارة الفراق ، فلم اجد اليوم أمر من فقد شيخي الحليل ، لقد أفاض علينا بعلمه وتربيته واجزل عطاءه علينا علماً ومحبةً والبسنا تاج العلوم وكنز الحياة .
لقد رحل عنا ولم يستأذن احداّ لكنه ترك من خلفه إرثاً من ابناء الروح عشرات مئات من حافظي القرءآن علي يديه ، وتفرقنا في الحياة فمنا الاطباء والمهندسون والمعلمون والدعاة والاداريون والمزارعون والضباط والمحاسبون والعمال وفي شتي ضروب الحياة كل واحد منا قد طوق من تربية وتعليم الشيخ لنا بجميل مقدس لن ننساه ابداً .
لقد مضي الي سبيله المحتوموهو سبيل الاولين والاخرين ، لكن سيرته وعلمه الفائض وحبه للقرءآن والانصار والوطن سيظل كتاباً يقرأه الاجيال جيلاً بعد جيلٍ .
فنم ايها النبيل خلقاً وخلقاً فما عند الله ابقي وابرك واعظم مما في هذه الحياة .
وابشر بخير الله الذي بشرك به رسول آلله صلي آلله عليه وسلم ( الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، …) متفقٌ عَلَيْهِ ..
وقوله صلي آلله عليه وسلم «إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه ) .
لقد كنت امة في اقامة شرائع الدين وايقاد نار القرءآن بعد ان انطفأت سنيناً في الجزيرة ابا بسبب احداث الدكتاتورية البغيضة .
ولقد كنت ملهماً في العمل الجهادي وانت تبحث عن الدين والوطن مجاهداً ومهاجراً في سبيل الله سنيناًلاسترداد الدولة من مغتصبيها مرتين .
لقد كنت مصلحاً بين الناس في الخصام وانت رئيساً للجان المصالحات .
لقد كنت ملهما لنا ونحن ننهل من علمك وادبك وعملك لصالح الدين والوطن وبهذا فقد ترك رحيلك فراغاً كبيراً يا والدي العزيز ..
لكن لا نقول الا ما يرضي الله ربنا فان له ما أعطي وله ما اخذ وكل شئ عنده بأجل .
سألتُ الدار تخبرني عن الأحباب ما فعلوا
فقالت لي أناخ القوم أياماً وقد رحلوا
فقلت فأين أطلبهم، وأي منازل نزلوا
فقالت بالقبور وقد لقوا والله ما فعلوا
(( انا لله وانا اليه راجعون )) ..