صالح الريمي يكتب :اهتموا بجمال الحياة

الخرطوم الحاكم نيوز

يوماً زارني شخص قريبٌ لي، وبينما كنَّا جالسين نتجاذب أطراف الحديث دخلت ابنتي، فبادرت باحتضانها وتقبيلها مداعباً وممازحاً ومنادياً لها بقولي لها: أحبك يا أجمل فتاة رأتها عيني..
فلما أبصر الرجل صنيعي، وشاهد منظراً غير مألوف لديه، تلعثم لسانه وانعقد حاجباه دهشةً!! واستغراباً!! وتعجباً!! وبدت عليه علامات السخط وعدم الرضا من تصرفي هذا، ثم قال لي: (بهذا العمل أنت تبالغ في المزح وتلغي الإحترام بينكما).

بادرت الرجل تالياً عليه حديث الأقرع بن حابس رضي الله عنه عندما أبصر النبى صلى الله عليه وسلم يقبّل الحسن، فقال: (إن لي عشرةٌ من الولد ما قبّلت واحداً منهم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يَرحم، لا يُرحم)..
كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى طفلاً يظهر له البشر والسرور، إيناساً له وتطييباً لقلبه، وكان يأخذ أطفال أصحابه بين يديه ويحملهم ويداعبهم، كان إذا مر بصبية يقرئهم السلام بقوله: السلام عليكم أيها الصبية، هذا مع الصبية فكيف بالإناث وهن أكثر حاجة للحنان والعطف.

من الظواهر الإجتماعية المؤرقة اليوم عند التربويين، هي إهمال العناية بالأنثى التي هي محور الحياة الأسرية والجوهرة الثمينة في حياتنا..
والسؤال لماذا الإهتمام بالأنثى؟؟
لأنها خلقت من ضلع طبيعته الفطرية المحبة والمودة والرحمة والحنان والعطف والرقة واللين والرفق والمشاعر الجميلة، وحتى تشعر الأنثى بكيانها ومكانتها وحبها وقربها!! يجب أن يظهر الأب والأخ والزوج اهتمامه البالغ بمشاعرها واحتوائها بالحب والحنان وقلقه العميق على سلامتها وحرصه على خدمتها.

وينعكس ذلك في المستقبل على الفتاة إذا تزوجت فتعطي الحب والمودة لزوجها واطفالها وكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه.!!
يا معشر الرجال.. الأنثى حتى تعطي مشاعرها الجميلة لكم، هي تحتاج منكم إلى كرم في التعامل، وفيض من المشاعر، وكنفٍ رحيم، ورعاية حانية، وحضن دافئ، ولمسة رقيقة، ووجه بشوش، وليّن الجانب، وحفاوة بالغة.

قد تولدت لدينا في علاقاتنا جلافة في الطبع وقسوة في التعامل ورحمة غاض ماؤها، فجفّت بساتينها، وذبلت أزهارها، لتحلّ محلّها قسوةٌ لا تلين وشدّة لا مكان فيها لمعاني الرّقة والحنوّ والعطف والرفق..
لهذا يتباذر إلى ذهني سؤال آخر، لماذا بيوتنا اليوم أصبحت جافة وخالية من المشاعر المرهفة والإحسان في التعامل مع بعضنا عامة ومع الأنثى بالخصوص؟؟
فالتعامل مع الأنثى بالإحسان وفيض المشاعر الجميلة، هو العامل الأصيل والمشترك من عوامل السعادة وسكون البيوت، وهدوء العلاقة، والنمو السلوكي للأفراد إيجابياً.

*ترويقة:*
هل ‏تريد حب الأنثى؟ أهتم بها، هل تريد أن تبقى معك؟ أحترمها، هل تريد أن تملكها؟ أفهمها، بسيطة هي الأنثى لمن أحبها بصدق، فهي تحتاج إلى الحب والود والدفء والإهتمام والحضن والملاذ الآمن والفهم النفسي العميق لإحتياجاتها ورغباتها..
فأهتموا بالأنثى تعطيكم جمال الحياة.

*ومضة:*
في صحيح الترمذي يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (أَكْمَلُ المؤْمِنين إيماناً أحْسَنُهم خُلُقاً، وَخِياركم خيارُكم لِنِسائهم).

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى