صدق او لا تصدق صانعات الخمور يتبولن فيها من اجل تعتيقها ( تحقيق صادم )

 

صدق او لا تصدق صانعات الخمور يتبولن فيها من اجل تعتيقها

)أم الكبائر) صناعة قذرة.. وعالم تحفه المخاطر

 

تحقيق: رجاء نمر

 

لا أعرف من أين أبدأ؟، وكيف سأجد بائعات الخمور والمتعاطين؟، لقد سمعت عن صناعة الخمور، ما يقزز وتقشعر له الأبدان، إنه الهلاك- بعينه- دمار نفسي وأخلاقي.. ومعصية ما بعدها معصية.. يتوهم شاربو الخمور أنها تنسيهم مشاكلهم ومشاكل أسرهم ولا يعلمون أنها تزج بهم في جحيم الأحلام ونار الآخرة.. المهم قررت البحث في عالم صناعة الخمور البلدية، وبعد تفكير طلبت من المصور الهمام عبد الله ود الشريف أن يرافقني في هذه الرحلة وأخبرته أن هنالك مواقف تحتاج إلى شخص آخر، وافق الرجل- بحماس- وكذلك تفاعلت إدارة أمن المجتمع مع هذا التحقيق، وذهبنا إلى وسط الخرطوم؛ نبحث عن (الرايحة)، وبالفعل بالقرب من مول الواحة تشرب الخمور، وكأنها (زجاجة مشروب غازي)- على عينك يا تاجر وتحديداً- الناحية الشمالية الشرقية، تنشط فيها عملية بيع، وترويج، وشرب، وترويع للمواطنين.. حيث يتعرض مجموعة من الشباب للموظفين صباحاً (يهجمون عليهم هجمة رجل واحد ويبدأ القلع ساعة، جزلان، وأشياء آخر)، المهم علمت من أصحاب التاكسي بتلك المنطقة أنهم اعتادوا على ذلك المنظر يومياً، وأخبرني شهود عيان أن الظاهرة في تطور.
صيدليات تستنجد
ذهبنا نتجول بحثاً عن معلومة، وصدفة قادتنا إلى كشف حقائق عن الأدوية التي تستخدم مع (العرقي) دخلنا إحدى الصيدليات لشراء أدوية.. وأثناء ذلك دخل شاب صاحب بنية جسدية قوية، وطلب من الصيدلانية إعطاءه دواء (كحة) باسم محدد.. وطلبت منه إبراز الروشتة العلاجية إجابها بالنفي، وأخبرته أنها لن تصرف له الدواء، وعندها (هاج) وارتفع صوته، مطالبا الصيدلانية إعطاءه الدواء، وهم بالاعتداء عليها إلا أن المصور ود الشريف تصدى للشاب وأخرجه.. وقالت الصيدلانية: إنها تتعرض لذلك باستمرار، وأنها تعرف جيدا هذه النوعية من الشباب، وأشارت إلى الزجاج المشقق، وقالت: هذا بسبب هياج بعضهم احتجاجا على رفضي؛ حيث يقومون بضرب الزجاج بقوة، والآن قمت بإنزال هذا الدواء من على الأرفف حتى أتفادى هؤلاء الشباب المتهورين، الذين لا يعلمون أن استخدام هذا الدواء بإفراط يؤدى إلى الإصابة بالفشل الكلوي.
أطراف (مخمورة طبيعيا)
قررنا الذهاب إلى أطراف العاصمة ومرافقة إحدى حملات أمن المجتمع، وكيف تبذل الشرطة مجهودات جبارة لمكافحة تلك (الآفة الخطيرة)- طبعاً- ولخطورة العملية دفعت بالمصور للمشاركة في تلك الحملة.. ويبدو أن القائمين على صناعة الخمور يحطاطون من الشرطة، وأسفرت الحملة عن القبض على فتاة تسكن أم بدة.. وحقيقة لم أستطع اختراق غرب أم بدة جبرونا والمعسكرات والعشوائي والفطيماب شمال أم بدة وقرية (صفر)- جميعها- تقع تحت دائر ممنوع الاقتراب أو التصوير؛ حيث توجد فيها أكبر مصانع للخمور البلدية، وتعد الرافد الرئيس للعاصمة بالخمور؛ حيث ترتفع في تلك المناطق جرائم القتل والأذى الجسيم والتحرش الجنسي خاصة الأطفال، كما إن معظم معتادي النشل يكونون تحت تأثير الخمر عند القبض عليهم.
حملات مكثفة.. ولكن
وعلمت أن الشرطة تشن يوميا ما بين (5 إلى 6) حملات في غرب أم بدة؛ لمكافحة صناعة الخمور وترويجها، ولها خططها التي تغيرها يومياً، التي يتم من خلالها ضبط عربات هايس محملة بالخمور البلدية.. كما إن هنالك منازل في تلك المنطقة تدار داخلها صناعة الخمور.
فتاة على حافة الضياع
فتاة صغيرة في العمر تم ضبطها خلال الحملات، ذكرت أنها تبيع الخمور بعد دخول والدتها السجن؛ حيث تولت هي رعاية أخوانها الأربعة، من خلال العمل في بيع الخمور، وأخبرتنا أنها لا تعرف صناعة (العرقي) لكنها تشتري قوارير معبأة من مصانع جاهزة في جبرونا ومعسكر (واو)، وقالت: إن زبائنها أغلبهم من الشباب، وقالت إن والدتها في السجن ولا أحد يرعى أخوانها بعد القبض عليها، وقالت (لو لقيت حاجة آكل منها عيش أخير من السجن).
(حب) يؤدي إلى الإدمان
أعرف تماما المقولة الشهيرة من (الحب ما قتل)، لكن مقولة (من الحب ما يؤدي إلى الخمر) لم أسمع عنه إلا عند لقائي أحد مدمني الخمر- رفض ذكر اسمه- واستجبنا لطلبه؛ لأننا نريد المعلومة- فقط- وهو في أوائل الأربعينيات شاب يتحدث إليك وكأنه يجتر شريط ذكريات يرفضه عقله الذي يبحر في الخمر تتلاعب به كما تشاء، يقول هذا الشاب: (أنا بشرب الخمر دي لي (16) سنة، وأساسا كنت مرتبط بفتاة، وفشلت العلاقة، وتعرضت إلى حالة نفسية سيئة هداني أصدقاء السوء وأخبروني أن شرب الخمر ينسي أوجاع القلب، وظللت أتعاطى باستمرار كل ما عاد عقلي إلى الطبيعة أرجعته مره أخرى بشراب (العرقي)، وهكذا أصبحت مدمنا للخمور، وأفعل كل شيء للحصول على زجاجة عرقي واحدة، سرقت، وبعت ممتلكاتي، ووصلت درجة أنني (صاحبت) صانعة خمور، وعشت معها داخل منزلها فترة طويلة.. وعن الإضافات الخطيرة والمقززة التي توضع للخمور، قال: إنه يعرف هذه الإضافات من خلال فترته التي عاشها مع تلك المرأة التي (تتبول) في الخمر، وضحك (كده السكرة بتكون قوية)، واستدرك عندما لا أجد خمرا أصاب بحكة (كاروشة) شديدة وقلق وعدم استقرار لا ينتهي إلا بعد شرب الخمر.
وآخر يحكي
ويقول شاب آخر في العشرينيات: كنت أتعاطى الحبوب المهلوسة مع أصدقائي ولكننا اكتشفنا أننا عندما نتعاطى تلك الحبوب نثير المشاكل، فلجأنا إلى السلسيون، ثم شرب الخمر، إلى أن قام والدي بفتح بلاغ في مواجهتي لدى الشرطة، وتمت محاكمتي، وقضيت (6) أشهر، وما زلت أتعاطى الخمور، فهي تنسيني مشاكل أسرتي .
صناعة (قذرة)
قالت إحدى صانعات الخمر- وهي تنظر إلى الأرض: استخدم البلح لصناعة الخمر، وأضيف إليه مادة الإسبرت، وكل ما هو قديم من أحذية (مراكيب وسفنجات وهدوم قديمة وحجارة بطارية وغيرها، تخيلوا معي حجم هذه القازورات، وأشارت معلومات إلى استخدام البامبرز المستعمل في صناعة العرقي، والقطن والأولويز المستعمل الذي تستخدمه النساء أثناء فترة الطمث (الدورة الشهرية)، والأكثر قذارة قيام صانعة الخمر بالتبول داخل الإناء الخاص بالتصنيع، وغالبا ما ينتج عن ذلك حالة تسمم أو عمى، ويقولوا ليك (فلان شقاهو العرقي).
أكبر صانعة خمور
شرطة أمن المجتمع نفذت يوم الخميس أكبر مداهمة شاركتهم (التيار)، وشعرنا بحجم المجهود الذي تقوم به هذه الإدارة، وإيمان منسوبيها بعملهم الذي يقتضي عليهم محاربة صناعة حرمها الشرع والسنة.. حملات واسعة غرب أم درمان والمعسكرات ضبطت خلالها ما يفوق الألفي زجاجة خمر في طريقها إلى التوزيع، إلا أن قوات الشرطة قطعت على الموزعين فرحتهم، هذه الحملات لها خطورتها على أفراد الشرطة، أيضا خاصة المعسكرات التي تنشط فيها الجماعات المتفلتة..
المصور عبد الله ود الشريف عند عودته من الحملة كان منهكاً، وقال لي: (والله الناس ديل تعبانين عديل المفروض يترقوا كلهم)، المهم في الأمر نظرت إلى النساء اللائي قبض عليهن، فكانت بينهن امرأة أعتقد أنها في أواسط السبعين، سألناها عن سبب ممارستها هذه المهنة وهى في هذا العمر، قالت (ما بعرف أشتغل حاجة تانية)، وهذا يعني أنها لا تريد الكلام (يعني قفلتنا)، المهم واصلنا الحديث معها إلى أن اعترفت بالمثير الخطير.
قالت (أ) وهي أجنبية أعمل في صناعة الخمور أكثر من (14) عاماً فهي مصدر دخلي وأعيش من صناعتها.. وتم القبض عليّّ من داخل معسكر (أبيي).. وأنا أصنع (العرقي) وأقوم ببيعه (بالجملة) في مناطق متفرقة من العاصمة، أما مواد التصنيع (الخام) فيقوم بإحضارها لي أشخاص من خارج المعسكر.. وأقوم بتصنيعها، ومن ثم يتم توزيعها بالركشات إلى أمبدات، والعربات إلى داخل الخرطوم، كما إننا نلجأ إلى حيلة خاصة عند توزيع الخمر في مناطق بعيدة، مثل الكلاكلات نستأجر حافلة توضع داخلها الخمور، وعدد من النساء يحملن دلوكة للتمويه على أنها سيرة عرس، وبذلك يتم تهريب الخمور إلى المنطقة المعنية، وسألناها عن مداهمات الشرطة، قالت: (تلك المناطق- أي المعسكرات- خطيرة من ناحية إجرامية، ولذلك الشرطة تدخلها بأعداد كبيرة؛ للسيطرة عليها.
إنتاج ضخم
وتواصل (أ) اعترافاتها أنتج يوميا (6) جوالات كبيرة كل جوال فيه ألف زجاجة، يتم تصديرها إلى أم درمان والخرطوم، وأقوم ببيع الكباية بخمسة جنيهات، والزجاجة بعشرة، وأخرى بعشرين جنيهاً، وزجاجة أكبر بخمسين جنيهاً، وأنا أساسا أبيع بالجملة ولدي عدة مصانع، وسألناها إذا تم منحها مشروعا لكسب العيش الحلال ردت (ما بعرف أعمل أي حاجة غير العرقي)؛ لأنني أعمل بها أكثر من 14 سنة، وسألناها مره أخرى عن خطورة الخمر، هل تدرك حجم الأضرار التي تترتب على شرب الخمر، ردت (نعم أعرف، وهي تؤدي إلى جرائم القتل، وبتعمل أمراض خاصة أنو بعض صانعات الخمر يضفن الأسفنج والسفنجات لتعتيق العرقي، أما أنا فأتبول في العرقي أكثر من يوم، وأترك أطفال ابنتي يتبولون- أيضاً)، وسألناها عن السبب ردت (من أجل التخمير)، وقبل أن نذهب للقاء أخرى حضرت مجموعة من النساء الشابات إلى داخل القسم، وجلسنا مع المرأة المسنة، ويردن إخراجها بالضمان .
عرقي قدر ظروفك
وقالت (س) 18 عاماً تحمل معها طفلها 4 شهور: إنه تم القبض عليها بمنطقة كرور وبحوزتها عشر قارورات- فقط-، وأنها تضيف إلى العرقي الموز والجوافة المتعفنة، وأنها تعلم جيداً خطورة شرب الخمر، وقالت: إن أحد زبائنها لقي مصرعه؛ حيث إنه لم يتبع أوامر الطبيب، بعدم شرب الخمر، وأنها حاولت عدم إعطائه الخمر إلا أنه أصر عليها، وأعطته قليلا منها، إلا إنه توفي صباح اليوم (شقاهو العرقي)، وأنها تبيع الخمر على حسب مبلغ الشخص، وإذا وجدت مشروعا ستترك بيع الخمر .
مريسة في ود البشير
وقالت (أ) 28 عاماً، وهي متخصصة في بيع وصناعة (المريسة): إنها تضيف الفواكة المتعفنة، وتتبول فيها، وتضيف فضلات الأكل (كرتات) إلى المريسة، وأنها تعلم أن الخمر تؤدي إلى القتل والمرض، وقالت: إن الذين يأتون إليها (مرضانين).

 

نقلا عن التيار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى