صالح الريمي يكتب : لا ترحل عني يا حبيبي

قبل أيام حضرت جنازة طفل لأحد الأصدقاء، وكان الطفل هو ضحية لحادث سير، بعد الدفن شاهدتُ بعيني وسمعت بأذني حجم اللوعة الهائلة التي خرجت من صدر الأب المكلوم، كان يرتمي على القبر وهو ينشج بحسرة، ويخاطب ولده المسجّى في لحده: «بني ارجع لي وسأشتري لك ما تريد..
بني لا ترحل عني يا حبيبي»، هزّني المشهد في العمق وأدركت بيقين أهمية أن يكون أطفالك بقربك، تحتضنهم وتتحدث معهم وتنظر إلى عيونهم وتلاعبهم وتشتري لهم ما يريدون.

أعرف بعض الأصدقاء لا يطيقون الصبر على غيابهم عن أسرهم يوماً أو يومين في رحلة سفر قصيرة أو تحت أي ظرف من الظروف، ثم تذكرت حال المغتربين عن بلدانهم واسرهم لأجل لقمة العيش، كيف هو حالهم ومشاعرهم وهم بعدين عن أطفالهم واسرهم، ربما يصل البعد إلى سنوات..
فمن كان الآن يعيش مع أسرته، واطفاله بقربه فهو في نعيم وراحة البال تحتاج إلى الشكر والإمتنان لله عزوجل.

ترويقة:
إن الغربة هي أقسى شعور يمكن أن يمر به الإنسان، بعيداً عن أهله واسرته واطفاله ومعارفه وأصحابه، بعيداً عن أرضه ووطنه، لكن الظروف القاسية هي التي تجبر الشخص على فعل ما لا يريد.

ومضة:
يقول مثلنا البلدي الحجازي:-
“الغُرْبَة كُربة وهَمٌّ للرُّكْبَة”، أي أن الغربة ليس فيها إلا الحزن والكآبة.

صَالِح الرِّيمِي

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى