مأمون على فرح يكتب : إدمان الفشل

 

هذه الروح مسيطرة على القوى السياسية السودانية التي تبني كل تحركاتها على اللحظة الحالية( روح الفشل) .
لايوجد حزب سوداني لديه تخطيط استراتيجي نحو المستقبل بأي حال من الأحوال فالاحزاب السودانية قد أدمنت الفشل ثم نتسأءل سؤال الأديب الكبير الطيب صالح من أين أتى هؤلاء..؟!
أن حركة التطور في العالم تتطلب روح مغايرة وتفكير مختلف لما يمكن أن يكون عليه حال الوطن في ظل ممارسة سياسية سليمة تميل إلى العلمية والي تلبية رغبات الجماهير وترجمة تطلعاتهم إلى الواقع الذي يعيشونه.
لكن الصورة المقلوبة التي تعودنا عليها من احزابنا تلك الحرب التي يخوضونها مع طواحين الفراغ الهلامي الممتد من أجل الاشي ولذلك تتدحرج أفكارهم نحو التكريس لمعارك الهواء والفراغ الذي لا يوصل إلى أي نتائج.
دعونا نسأل بكل وضوح ماهي التجربة المفيدة التي قدمتها الأحزاب للبلاد وهي بكل هذا التمدد (220 ) حزب رغم جدير بدخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية… فهل قدمت هذه الأحزاب مجتمعة الان رؤية لإخراج الشعب السوداني من واقعه البائس الذي يعيشه اليوم بفعل أشخاص أرادوا رسم هذا الواقع المرير لأنهم يريدون لهذا الوطن أن يظل حبيس الفشل الأبدي وان لا يتقدم.
ان إدانة الأحزاب ليست جريمة وليست شماعة للفشل الذي نعانيه سياسياً اليوم بل هو نقد التجربة المهترئة التي تمزقت بفعل الأطماع الشخصية وحب التملك والكنكشة الأبدية لأشخاص تعداهم الزمن لكنهم مازالوا في أحلام السلطة وعدم تقديم نموذج مثالي لتجربة تقدم للوطن ولا تكون خصماً عليه.
ان فشل كل هذه الأحزاب إلى الآن في إيجاد العلاج الوطني الناجح للأزمة الراهنة أكبر مؤشر لفشلها كونها لا تعتمد على استشعار المستقبل واستنباط الحلول المقنعة لجموع الشعب.

 

انتهى…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى