من أعلي المنصة – ياسر الفادني – دلوكة الكَسَمْبَر !

قرية الكسمبر تلك القرية الوادعة الجميلة التي تقع شمال مدينة الكاملين تطل مبانيها الجميلة علي طريق الخرطوم مدني ، لي بها صداقات وذكريات جميلة ، أهلها كرماء اصلاء تعرف قدرهم حينما يخرجون لإفطار الصائمين المسافرين في شهر رمضان ، طيبون وأهل تدين وتصوف ، تلمس في وجوههم البشر والخلق النبيل ،وسماحة أهل الجزيرة…

يروي في تاربخها القديم جدا أنه كان بها (انداية) يرتادها عدد كبير من أهل القري المختلفة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، هذه الانداية بها (جوقة) من المغنيين و(قونات زمان ) يغنون ويرقصون علي إيقاع الدلوكة التي لا تتوقف من الصباح حتي العشية مع الممارسات غير القانونية واللهو غير المباح

يُحكي حينذاك أن مجموعة من تجار المواشي من محس الضفة الشرقية كانوا عابرين بمواشيهم فسمعوا صوت الدلوكة التي تلهب الحماسة وتشجع علي( الفنجرة) ، هؤلاء المحس (دخلوا توش بنمرة خمسة) الانداية و عرضوا تمام وسط المغنيين والمغنيات وهاك ( يانقط) ! إلي أن تعبوا وناموا وعندما افاقوا لم يجدوا ماشيتهم التي سطي عليها حرامية دلوكة الكسمبر وصارت هذه الدلوكة يضرب بها المثل (اوعك تدق لي دلوكة الكسمبر ) ! يعني (ما دقسني) ومثل آخر شبيه لذلك هو (دلوكة الكسمبر تَعِرضْ وبقرا كِتِل )

دلوكة الكسمبر دقت دقتها مع أول مؤتمر صحفي للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو الذي ذهب ودخل حلبة الهجيج فيها مجموعة من الهتيفة و فارغي المحتوي السياسي والمحتوي المتعقل ، صفقوا لها بعد أن تركوا حاجياتهم خارج محيط دائرة الدلوكة لكنهم عندما عادوا لأشياءهم وجدوها في خانة العدم ولم يستفيدوا من الدلوكة وماغني الفنانون وصفق المصفقون من خلفهم من الكورس

دلوكة الكسمبر دقها وجدي صالح ومعه آخرون وغنوا عدة أغاني منها (تصرخون) التي الفها ولحنها واداها و(سوف تبكون) واغنية الزنق صامولة صامولة !! أغاني رقص علي إيقاعها الرجرجة والدهماء ، ومن ثم انتقلوا إلي فاصل آخر من الدقة واغنية انا سلمت المالية ! كدا في حاجة عليا ؟ !! فيرد كورس الهتيفة : لا لا ، وبعد ما افاقوا لا وجدوا المال ولا سلموه للمالية وطبق فيهم المثل (دقت ليكم دلوكة الكسمبر) !

اخشي ما اخشاه أن يدق وجدي ومن يلحقونه دلوكة الكسمبر داخل السجن حيث هم موجودون ، ( غايتو) ! اعملوا حسابكم يا ناس السجن ! من دق دلوكة الكسمبر خارج السجن ودقَّس الناس يمكن أن يدقها مرة ثانية داخل السجن و يدقِّسكم وعندما تصحون تبقي عليكم حكاية البقت علي اهلنا المحس ربنا يكرمهم …لهم مني كل التحية الإحترام .

بعد الاعتقالات التي طالت بعض أعضاء لجنة التفكيك دقت دلوكة أن هذه الاعتقالات سياسية المقصد وقصدوا بدقة دلوكتهم أن يستدروا بها عطف الدول الخارجية ويرقصونهم علي دقتها كما كانوا يفعلون من قبل لكن هيهات لهم….. ، الدول الخارجية الآن ( بقت مفتحة) !! و تعلم تماما من قدر هؤلاء

الدلوكة التي تعزف الان هي دلوكة العزة والكرامة والذين يعرضون علي انغامها فيهم حماس….. انا سوداني انا …السوداني انا …..وفيهم عزيمة ياالسرة قومي خلاص ونقرة …..يا غريب يلا لي بلادك ، الدلوكة الآن التي تدق هي دلوكة الوطن وحبه الراسخ في القلوب وليس دلوكة المدقسون ، فتبا لدلوكة جلدها مرتخي لا تطرب آذان السامعين يضربونها الذين لايردون خيرا لهذا الوطن من العملاء وتبا لكل سياسي (دلوكة) !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى