عثمان عبدالرحمن سليمان يكتب : ” تمازج معدن أصيل “

في حوار مطول من برنامج “رجال على درب النضال” مع أحد أبرز قادة تمازج و هو يتحدث عن تاريخ الحركة و صلتها بالحركة الشعبية التي كان يتزعمها دكتور جون قرنق دي مبيور و عن الصعوبات التي وجدوها في ذلك الوقت مرورا بلحظة التوقيع على إتفاق سلام جوبا ، و قال في نهاية حديثه بأن ” تمازج معدن أصيل ” و أكد بأن الأعداء سيتكالبون علينا ذات يوم لهدم هذا المشروع القومي

تمازج بالنسبة لنا هوية ناصعة وثقافة راكزة وقيم راسخة، نريد أن تبقى دائماً بهية عطية، ندية، لا تشوبها شائبة ولا تصيبها خائبة، نريد لها أن تظل فوق التهميش وفوق الإهمال، نريد لهذه الجبهة أن تظل شامخة، سامقة، باسقة، متألقة، محلقة في فضاء الوطن، بما فيه العطاء وصحة التعاطي .و لكن عادة ما يجد المرء منا عقبات تحول دون تحقيق غايته التي يسعى إلى تحقيقها ، و قد يكون العدو في إتصال دائم معك ، فمنهم من يثبت على تبعيات الظلم و الإستبداد و يستعد للهجوم بعد وضع الخطط الاستراتيجية و منهم من يتوجس من مالآت التصرفات ، فكل هذه الإحتمالات في عالم السياسية موجودة و أهم ما فيها الترابط المجتمعي و جاهزية التضحية بالروح مقابل حماية الفكرة أو المؤسسة المعنية و عدم التنازل عن القضايا الجوهرية مقابل إملاءات من جهات لها أجندة خبيثة تسعى إلى ترسيخها و تمريرها .

أصبحنا تمازج لأننا نؤمن بقضيتنا و نثق في بعضنا ، فالحكم بيننا الدستور و الأعراف التي تربينا عليها و تشبعنا بمفاهيمها إلى أن وصلنا درجة تمثيل فئة كبيرة من المجتمع كانت مهمشة، و لا أحد يعمل برأيها ، فقط كانت تستخدم كدروع بشرية و حشود جماهيرية مع وجود تردي ملحوظ في التنمية .

أصبحنا تمازج لأننا كنا على يقين بأن العزلة الإجتماعية الممنهجة تعتبر بمثابة العدو الأول لنا ، لذلك تحررنا منها و وضعنا بصمة التعايش السلمي إستعدادا لمواجهة التحديات التي تواجه مناطق التمازج .

أصبحنا تمازج لأننا و حتى هذه اللحظة نؤمن بالهوية السودانية دون تمييز و نحفظ للهوية قيمتها الثقافية ومكانتها التاريخية و نسعى دوماً إلى عقلنة الثقافة حتى تخلق مناخاً خصباً لمزاولة الإبداع حتى ينعكس على مجمل الأنشطة الإنسانية بالازدهار والإغناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى