مبارك اردول يكتب : تغريدة المعونة الامريكية “جاية تكحلها ولكنها اعمتها”

إطلعت على تغريدة المعونة على صفحتهم الموثقة في تويتر المعونة الأمريكية في السودان (USAID Sudan) بعد أن استدعاني إليها عدد من الأصدقاء، وحين اطلعت عليها وجدتها مجرد محاولة لفك الاختناق عن جماعتهم بعد الورطة التي ادخلتهم فيها السيدة ازابيل كولمان بشهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في جلسة الاستماع لمجلس النواب الاسبوع الماضي.
اقول الاتي :
طبعا من حيث الموثوقية ( Credibility) سنأخذ حديث السيدة إزابيل كولمان سيما انه كان أمام النواب المعنيين بمراجعة ومتابعة سياسات واعمال الإدارة وهم (Principles) بالنسبة للسيدة كولمان، وأما التغريدة فلا تعدوا أن تكون محاولة للتخفيف ومخارجة للرأي العام (Gallary) بعد أن أحدثت الشهادة ضجة داخل البلاد سيما وانها واضحة أموال ستذهب الي غير حوجة السودانيين حتى في دعم الإنتقال والديمقراطية.

هنالك تناقض واضح بين الشهادة و التغريدة، ففي التغريدة يقولون انهم في الخطوات الأولى ولكن في الشهادة تقول السيدة كولمان انهم قد مضوا بالفعل في البرنامج…. الخ، وكادت كولمان ان تذكر اسماء في شهادتها ارجو مراجعة كلمتها كاملا.
ولكي نكون اكثر شفافية هلا قامت المعونة الامريكية في السودان بكشف سجل من تم تمويلهم في السنة المالية الماضية 2021م لمزيد من الشفافية وتوضيحا للرأي العام، وهو ليس مثار حديثنا كما قلت ولكن من باب الكلام جاب الكلام.
المهم إن الفكرة في حد ذاتها خطرة على تماسك الدولة ونظام الحكم والعملية السياسية والديمقراطية والاحزاب والانتقال عموما في البلاد (خصصت هذه الاموال ام صرفت) حيث هذه سوف تخلق فوارق ومشاكل كبيرة سيما وان تخصيص رقم كهذا من سخاء الشعب الامريكي(Generosity of American people ) كما منوا علينا في التغريدة !!!! للشعب السوداني المسكين المفترى عليه (لا حولة ولا قوة الا بالله ) لا ولن تذهب هذه الأموال إليه عبر مؤسساته ولا تصرف في بنود حوجته بل تصرف لمن يختارهم موظفي المعونة الامريكية من بنود وأفراد وللشعب سيكون مجرد وجه القباحة والمرمطة، بانهم دعموا السودانيين وفي الاصل دعموا ناسهم في السودان.
هل لك ان تعلم أن ذلك سوف تكون مثل الحكومة الموازية وتكون للمعونة الامريكية ميزانية اكبر من ميزانية وزارة المالية في البلاد، وتختار برامج مثلما قالوا تدريب ومعدات ومساعدات فنية ولوجستية تذهب لحكومة النشطاء ليعملوا في الاستقطاب والحشد والتخريب ضد حكومة البلاد.

تقوية المجتمع المدني لماذا ومن هم؟ اذا لم تقوى العملية الديمقراطية في حد ذاتها عبر تقوية مؤسساتها مثل السلطة التشريعية والتنفيذية وتمكين الأجهزة العدلية لصناعة القوانين وبناء الدستور ومشاركة الشعب فيه وتقوية المؤسسات الإعلامية لتقوم بالرقابة وفوق ذلك تمكين الشعب السوداني من اختيار ممثليه عبر العملية الانتخابية لتكون حرة نزيهة وذلك بدعم الإحصاء السكاني وتحديث السجل الانتخابي وتوزيع الدوائر الجغرافية ودعم وتمويل عملية الاقتراع وكذلك تدريب وتثقيف الناخبين من الادلاء باصواتهم بصورة صحيحة، اي ديمقراطية غير هذه تراه المعونة الامريكية في بلادنا عبر مجتمعها المسماة بالمدني.
تعديل :
في تغريدة قبل جلسة الاستماع قالت السيدة كولمان انها سمعت معلومات عن مصادرها الأولية من السيد مارفن فارو مدير المعونة الامريكية في السودان عن العمل العظيم الذي تقوم به المعونة في أرض الواقع، وجايين الليلة بتغريدة تانية تقولوا لا لسنا في مراحلنا الأولية!!!!!.

مبارك أردول…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى