
تقرير: الحاكم نيوز – محمد عمار
أطلعت على مقال كاتبه السيد بدر الدين البارون ذكر فيه ان الملاحظ تركيز اسرائيل علي اقامة علاقات مع الدعم السريع اكثر من الجيش رغم ان البرهان هو من بدأ العلاقات .
استغربت جدا لمثل هذا المقال الذي يؤكد انه بني على معلومات غير دقيقة حيث قال كاتب المقال إن ، الدعم السريع و اسرائيل تجمعهم فكرة شعب بلا ارض لان اسرائيل قامت علي اساس مجموعات مختلفة من الافراد المتجمعة من عده دول و تجمعوا في فلسطين وكونوا دولة و كذلك الجنجويد يتكونون من مجموعات بدوية من دول تشاد و النيجر و مالي و ليس لهم ارض محددة و هم الان بصدد تكوين دولتهم في السودان انطلاقا من نفس فكره اسرائيل ( شعب بلا ارض ) .
المعلومة التي ربما تغيب عن كاتب هذا المقال إن اسرائيل كدولة اولاً لا يمكنها ان توقع اتفاقاً مع فصيل من القوات المسلحة دون الرجوع الي البروتكولات المتبعة في مثل هذه الاتفاقيات وتوفير الدعم لاي جهة – حيث أنها – اي اسرائيل – وهي دولة رغم انها تقوم على إحتلال فلسطين ، لكنها لا يمكن ان تخطو مثل هذه الخطوة مهما كانت المسببات والدوافع وغيرها من المسميات – فحتي الاتصالات التي تمت بين السودان ودولة الكيان الإسرائيلي لم تصل الي مرحلة التوقيع على الاتفاقيات الثنائية حيث انها لم تتم تطبيع علاقاتها مع السودان رغم المباحثات التي تمت بينها ورئيس المجلس السيادي في كمبالا ، اضف الي ذلك ان عملية التطبيع نفسها لم تتم ما لم يصادق عليها البرلمان السوداني والذي لم يتكون حتي الأن .
وتناسي كاتب هذا المقال ان قوات الدعم السريع انها جزء من المنظومة الأمنية في السودان ، فاي اتفاق او خطوة مثل هذه لا يمكن ان تقوم بها جهة دون الرجوع الي المؤسسة التي تنتمي اليها .
اقول ذلك ليس دفاعاً عن قوات الدعم السريع ، أو انتقاصاً من الاتفاق المزعوم ، ولكنني اقوله من منطلق الواقع الذي تتبني عليه مثل هذه الاتفاقيات – فالسودان دولة دولة سيادة وغالبيها شعبها ترفض عملية التطبيع مع اسرائيل ويدرك شعبها ان تقوم الدعم السريع جزءا من المنظومة الأمنية ،تحكمها قوانين هي ذات القوانين التي تحكم المنظومة الأمنية مجتمعة ، في السودان ولا يمكنها القيام بهذه الخطوة مهما كانت .
إذن هنالك من يسعي لاستغلال الوضع في السودان والرمي بسهام الفتنة وسط منظومته الأمنية لتمرير أجندة يدركها من يسعي لاستغلال هذا الوضع ، ولكن هؤلاء لا يدركون ان هنالك تناسق وتنسيق بين مختلف مكونات المنظومة الأمنية في سبيل الحفاظ على أمن ووحدة وتماسك دولة السودان .
إنّ مثل هذه المعلومات ربما بنيت على أغراض معينة وتنفيذ أجندة جهات معلومة تخطط لمثل هذه الأعمال من اجل تمزيق الوحدة الوطنية وخلق كراهيات بين المنظومات المختلفة ومساعي من أجل توتر العلاقة بين المنظومة الأمنية واتهام طرف بالخيانة ، ولكن مثل هذه الهجمات لن تؤثر على هذه العلاقة التي تميز هذه المنظومة التي ظلت تعمل في تناسق وتعاون مستمر خاصة وان قيادات هذه المنظومة تدرك حجم المخططات التي تسعي اليها العيد من الجهات من أجل احداث الفوضي في السودان