محمد إدريس يكتب … العالقين بالخارج.. إيدينا في إيديكم مابنخليكم.!

بعد رحلة برية بالبصات استغرقت نحو يومين كاملين وصل رهط من السودانيين
الي القاهرة أواخر فبراير الماضي بغرض العلاج وانضموا الي أفواج أخري تزور مصر لذات الغرض وتتوزع بين شقق المهندسين ووسط البلد والعتبةوأكتوبر وحارة الصوفي والمقاهي العتيقة في عابدين وميدان الأوبرا،حين أطل مارس أغلقت المنافذ البرية والجوية مع إنتشار جائحة كورونا،المبالغ الزهيدة التي يحملونا نفدت والمدخرات بيعت باثمان بخسة،مئات العالقين وجدوا أنفسهم هائمين في شوارع القاهرة بلا مأوي وسط ظروف نفسية وصحية متردية من كبار السن والأطفال .!!

كل بلاد الدنيا حتي الفقيرة أجلت رعاياها إلا السودان،لان الإمبراطور أكرم بأسه شديد،فقد قال لأهل الداخل ماعندي ليكم ( غير البندول) و كتب لأهل الخارج الضياع والتشردتنفيذا لاستراتيجيته الصحية الصغيرونة الفاشلة وقد أنجز ماوعد حتي قيض الله للعالقين بالخارج مبادرة( نادي رجال الأعمال)شعارها الاثير أيدينا في ايدكم مابنخليكم ، تحمل مضامين سودانية في إغاثة الملهوف وإعطاءه الاحساس بالتعاضض وليس تفضلا ومنة وسلوي !

مبادرة نادي رجال الأعمال تعمل الآن علي إعادة السودانيين الي وطنهم حيث تداعي شباب من رجال الأعمال الي التبرع وتكوين لجنة وفرت البصات وتذاكر الطيران ومقرات للفحص داخل الخرطوم بتأهيل داخليات متهالكة لصندوق الطلاب صانتهامبادرة نادي رجال الأعمال حيث تمكنوا من القفز علي المتاريس ومحاولات إفشال المبادرة التي كشفت عورات الحكومة كما عكست سرعة القطاع الخاص في إنجاح المبادرات لدرجة أن طلب منهم صيانة داخليات الصندوق ونظافتها وتوفير مياه الشرب والساندوتشات والفول والتسالي!

ولدت مبادرة نادي رجال الأعمال في رحم وسائط التواصل الإجتماعي حيث طرحوا تبرعات أغلبها تحت عنوان فاعل خير وبمبالغ مليارية ..يتحاشون التصوير والأضواء التي يولع بها الساسة والوزراء عادة، في صالون الزعيم عاطف اجتمع شباب نادي رجال الأعمال بقيادة زاهر صديق ورفاقه الذين أمضوا أسابيع في السهر علي التحضيرات والاجتماعات الإدارية حتي وصل بالأمس الفوج الأول مطار الخرطوم واقلت البصات أربعمائة شخص من العالقين بالمعبر البري مع مصر .

بعيدا عن الأضواء (تسد الفرقة) مبادرة شعبية بماعجزت عن القيام به الحكومة،أجهزة وهيئات تتفرج كأن الأمر لايعنيها كجهاز المغتربين ومؤسسات الرعاية الاجتماعية وشركات الإتصال والشركات الحكومية الكبيرة في التعدين والبترول هل تعجز عن دفع مليون جنيه لصيانة كرامة الجواز السوداني واين القطاع المصرفي وشركات التأمين الدافنيين دقن ..!

اختم بالقول إن مطار الخرطوم أستقبل أمس رحلات استثنائية لعودة ١٥٠٠ من السودانيين العالقين بالخارج، وتابعنا تحرك البصات نحو معبر ارقين، ربما عادت فجر اليوم ، كل ذلك بجهد وطني خالص من مال شباب نادي رجال الأعمال، صحيح بعض شركات الطيران حاولت الإستثمار في الأزمة وصحيح دخول بعض الوسطاء للمتاجرة فيها وصحيح كذلك الموقف المخزي للسفارة السودانية بالقاهرة وكذلك تظاهرات بعض أحياء الخرطوم لمنع نزول العالقين في الداخليات حيث يتفترض البعض جدلا أن القادمين مصابين ..ولكن الصحيح أيضا أنه لولا تلك المعوقات لمانجحت المبادرة !

Exit mobile version