مابين السطور – ذوالنورين نصرالدين المحامي – العصيان المدني

بعد أن افقرت قحت البلاد من كل مواردها ومقدراتها ووسعت من فتق النسيج الاجتماعي ورهنت الوطن للأجنبي وتوقفت حركة الحياة الطبيعية والخدمات والتردي الإقتصادي والأمني إتجهت قحت لإفراغ المصطلحات من مضامينها وإفراغ المعاني من قدسيتها
وحورت مفردات الحق الإنساني والدستوري وفقا لأهوائهم تحقيقا لأيدلوجيتهم الفكرية لمآرب ذاتيه
فدعت قحت الشعب (للعصيان المدني) الشامل لتعميم الشلل في كافة مرافق الدوله ولايتم العصيان المدني إلى أن تصل البلاد لمرحلة الهاويه من الناحية الدستورية وبعد إنسداد الأفق السياسي وتعريض الوطن لجملة من المهددات للكيان المجتمعي ومخاطر بقاء الوطن؟؟
ولكن اللعب بالقيم السياسية باتت سهلة لدى (قحت) وأن الثوابت الوطنية أصبحت مختزله في الأنا والذات وتماهت وصغرت مضامينها وفقدت بريقها من خلال تجربتهم
فدعوتهم للعصيان المدني هو (عطاء من لايملك لمن لايستحق) وهي كلمة حق أريد بها باطل لإستعادة سطوتهم ومجدهم ولو على دماء الشباب وسيادة الوطن
ان أزمة متثاقفي قحت تتجلي في اللعب بالمفردات والمصطلحات الدستورية المقدسة والقيم السياسية النبيله والتي لاتستعمل الا في حال حدوث ظروف إستثنائيه بالغة التعقيد وبعد تعريض الوطن للمخاطر اامحتمله
فالعصيان المدني لكي يتحقق لابد أن يتم بالتوافق عليه بجل أو كافة الشعب وأن لاترتبط بأجندة سياسية أو فكرية أو بتحقيق مكاسب لفئة بل لابد أن يرتبط بالحقوق المدنية والدستورية وحق المواطنة لكافة الشعب دون إستثناء
فالعصيان المدني هو رفض الخضوع لقانون أوتنظيم أوسلطة ظالمة أو رفض للقوانين الجائرة وقحت هي من سنت تلك القوانين الظالمه والجائرة التي أوصلت البلاد إلى هذه الفوضى العارمه وبدأت تبحث لإعادة مجدها فبعد أن (جنت براغش على نفسها) اصبحو يصرخون ويتباكون على مجدهم الذي أفل بفعل أيديهم لضعف قدراتهم قراءتهم السياسية ولغياب المنهج الفكري وعدم وجود رؤية سياسية لإدارة الدولة عبر كياناتهم السياسية
فقحت هي من نسجت كفن حتفها بيدها ونزعت خاصية الملك والأبدية من الله تعالى بأن لا أحد يستطيع أن ينزع ملكهم فتضخمت ذاتهم وعاثوا فسادا وإفسادا ونسجو القوانين على مقاسهم واللوائح على أهوائهم
فخلقوا أزمة في الضمير الوطني وأزمة في الأخلاق السياسية وتمييع حتي لقيم الرشد السياسي
فقحت مازالت متوهمه بأنها تملك الشارع بتضخيم الذات وخيال الماضي ومازالت تنتهج سرقة الإرادة الشعبية بخيلائها وبطرها
وليس هناك وصفا دقيقا لدعوة قحت للعصيان المدني الا انها ترمي بآخر حبالها في بركة آسنه تتوهم صيدا ثمينا
كما تتوهم بأن الانفعال الثوري والوجداني للشباب هي الفاعلة الحقيقية لها وأن هذا الحراك الشعبي من أدواتها وابداعها بتلصصهم مرة أخري على الإرادة السياسية وإحتوائها أو تخيلها أنها تمتلك زمام المبادرة وأن هذه الجموع تأتلف بإمرتها وقيادتها
فقحت في حاجة إلى تقييم وضعها الحقيقي للإستفاقه السياسية والقيام من ثباتها لتدخل في الفعل السياسي وتقرأ المشهد من دون كبرياء وتنطع وأن تعرف حجمها الحقيقي وتعد برامجها ومشروعاتها لحتمية الأمر الواقع للسباق (الإنتخابي) إن كانت تملك القدرة على ذلك
فالوعي والمعرفة والحضور والتجربة والمشاهده والمعاصرة الجماهيرية هي مقومات لقياس الأداء لحاجات ورغبات المواطن من خلال الحكومات التنفيذية وترموتر للفعل السياسي فقد وعت ونضجت الحركة السياسية وبدأت تتشكل من خلال منظومات نضالية وأدب سياسي متجدد إن لم تواكبها الكتل السياسية والأحزاب فإنها ستبقى في عداد المراحل التاريخية فقد تجاوزت المنظومات السياسية الجديدة سلحفائية الأحزاب التقليدية
وقد فشلت قحت من خلال تحريض المواطن للعصيان المدني والتظاهرات العدوانية لإرباك المشهد لشئ في نفوسهم بل الحياة تسير بصورة طبيعية الا من رتابة مخلفاتهم في الخدمات ومعاش الناس والوضع الاقتصادي والامني
فهي كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى