جمال عنقرة يكتب : السودان وطن يسع الجميع .. حوار مفتوح (4)

تأملات
جمال عنقرة
مسيرة الثلاثين من يونيو المقبل المسماة مسيرة تصحيح المسار هي أصدق تعبير عن حالة بلدنا، وعن حالة التيه والتوهان التي يعيشها السودانيون جميعا، حاكمون ومحكومون، مؤيدون ومعارضون، ومن غرائب الأشياء أن مكونات سياسية وحزبية متناقضة ومتعارضة تدعو معا إلي المشاركة في المسيرة، أو تعمل علي نجاحها، وحشد الثلاثين من يونيو يتوقع له نجاح كبير، ولذلك يعمل الجميع علي إدراك هذا الفضل، ومن الحاكمين الذين دعوا جهارا نهارا لإنجاح المسيرة، وأصدروا في ذلك بيانات ومنشورات الحزب الشيوعي السوداني، وتجمع المهنيين، ومن الذين يتمنون نجاحها حزب الأمة القومي بقيادة السيد الصادق المهدي، ويتمنى نجاحها أيضا كل المعارضين لحكومة الدكتور حمدوك، وفي مقدمتهم حزب المؤتمر الوطني وكل الأحزاب والقوى المتوافقة معه.
وفي تقديري أن مسيرة الثلاثين من يونيو هي أشبه بالمظاهرات التي انطلقت في التاسع عشر من ديسمبر عام 2018م، وكانت سببا في إسقاط حكومة الإنقاذ الوطني، ومعلوم أن مظاهرات ديسمبر انطلقت عفوية شارك فيها كل أهل السودان، وبينما كانت بعض الأحزاب المعارضة مترددة في المشاركة في المظاهرات، وبعض قادة المعارضة وصفوها بنعوت سالبة، فإن بعض مسؤولين كبار في نظام الإنقاذ كانوا يجتمعون مع بعض قادة المعارضة سرا وعلانية، وينسقون معهم، وكل ذلك معلوم ومشهود، وما أشبه الليلة بالبارحة.
إن منهج (إن مهدي جد لينا، وإن ما مهدي شن لينا) الذي يتبعه الجميع هو منهج ضار، ومدمر، فهو يسقط القيم والمبادئ من الجميع، ويجعل الجميع خاسرين، ولا يكسب من ورائه أحد، وكان من المفروض أن يستفيد الجميع من تجربة بعض الذين لعبوا علي الحبلين أيام ثورة ديسمبر المجيدة، لا سيما من الانقاذيين، الذي يصدق عليهم نعي أم جرجس، التي كانت تبكيه قائلة (لا محمد سمع بيك، ولا المسيح راضي عليك)
صحيح أنه لم يعد في الزمن متسع لمراجعات تغير في واقع الثلاثين من يونيو شيئًا يذكر، فالغالب أن يخرج حشد كبير في هذا اليوم الموعود، ولكن يجب الإقرار بالواقع المرير الذي تعيشه بلادنا، وقاد إلي ما نحن فيه من أزمة، فلقد تأكد ومن واقع اعتراف الجميع، وفي مقدمتهم جميع مكونات الحاضنة السياسية لحكومة المرحلة الإنتقالية كيان قوي إعلان الحرية والتغيير، أن هذا الواقع يجب تغييره، وأول ما يجب تغييره الرؤي والمفاهيم التي تقوم عليها سياسات الحكومة، وأولوياتها، ومنهجها، وطريقة تكوينها.
نواصل بإذن الله تعالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى