ابراهيم عربي يكتب : (سودانيون من أجل السيادة) … البديل الوطني ..!!

الخرطوم الحاكم نيوز
إنطلاقا من مبدأ السيادة الوطنية وتمسكا بإستقلال السودان لأكثر من (6) عقود من الزمان والتي جاءت عبر نضال طويل وكفاح مرير ساهم فيه أسلافنا من أهل السودان كافة ، أطلقت مجموعة سودانيون من أجل السيادة الوطنية عبر مؤتمرها الصحفي أمس السبت 22 يناير 2022 بالخرطوم مبادرة لتجاوز الأزمة السياسية الحالية بين الفرقاء السودانيين بديلا وطنيا خالصا .
وبلاشك أن أهل السودان في أمس الحاجة لمبادرة وطنية تخرج البلاد لبر الأمان ولذلك يظل البديل الوطني هو الخيار الملائم وبل الأنسب ، وليس ذلك رفضاً للمبادرات الأخري الأممية والإقليمية والدولية ، والتي لها إعتبارها ومكانتها ، ولكنها ليست بديلا الخيار الوطني ، وقد أثبتت التجارب العملية أن كافة المبادرات والحلول والمعالجات الخارجية دائما ما تأتي مشوهة تحت غطاء لأجندة ماكرة وحسابات لتقاطعات مصالح ذاتية وبالطبع لا تقود البلاد للإستقرار .
ولذلك شددت مجموعة سودانيون من أجل السيادة الوطنية علي الحلول والمبادرات الوطنية الجامعة ، منطلقة من زاوية أنما يحدث في البلاد شأن سوداني صرف وقالت إنه يتطلب حلا سودانيا سودانيا خالصا ، حفاظا علي تحرير القرار السوداني وسيادته وتعزيزا للإرادة الوطنية بدلا عن الإذعان والخضوع للأجنبي والإرتهان لقراراته ، وبالطبع يفهم من ذلك رفض الحلول التي تأتي بكاملها من الخارج ، ولكن يظل الرهان أيضا علي ضرورة دعم الخارج  للبديل الوطني من قبل الأصدقاء والأشقاء . 
المتابع يجد أن مبادرة الأمم المتحدة والتي دعا لها مبعوث الأمين العام فوكلر بيرتس رئيس بعثة يونيتامس بالسودان أصبحت أساس المبادرات وقد جاءت في وقت كانت بمثابة محاولة لإحداث إختراق وسط الفرقاء السودانيين وفك الجمود لتخفيف حالة الإحتقان والتوتر السياسي ، وقد وجدت قبول بعض المكونات السودانية حالا فيما رفضها آخرون ولكنها حالما وجدت ترحيبا قويا ودعما دوليا وأمميا . 
غير أن أصحاب المبادرة سودانيون من أجل السيادة الوطنية إعتبروا مبادرة فولكر ، محاولة للقفز فوق القيم والمثل والأعراف والتقاليد السودانية الراسخة والتي ظلت تلعب فيها الجودية والتسامح والمصالحات المجتمعية دورا بارزا كإرث ثقافي متوافق عليه ومشهود له بالأداء والفاعلية بمناطق السودان المختلفة ، ووجهت في ذلك إنتقادا لمبادرة فولكر وقالوا إنها تجاوزت بعض قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني فاعلة ولها دورها وأهميتها مثل الإدارة الأهلية والطرق الصوفية وغيرهم ، كما إنها قسمت تلكم المكونات السودانية لأساسية وفرعية ، ويعتبر ذلك إعلاء ونصرة لطرف دون الآخرين .
قال الدكتور هباني الهادي عضو اللجنة التنسيقية العليا لمبادرة سودانيون من أجل السيادة الوطنية أنهم في المبادرة يوجهون إدانة شديدة اللهجة لأي دعوة للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي مهما كان مصدرها أو من هم خلفها ، وبالتالي إنهم يرفضون ممارسة الوصايا والضغوط الأجنبية وإطلاق الوصفات الجاهزة والتعليمات المستوردة على الدولة والشعب السوداني حسب وصفهم ، وانتقد هباني بشدة الأطراف التي تتطلع للتدخل الخارجي وقال إن محاولاتها للإستقواء بالاجنبي لازالت مستمرة من أجل إعادتها إلى سدة الحكم رغم إنها فقدت علاقتها بالوطن والشعب . 
من جانبه قطع الدكتور عثمان البشير الكباشي عضو التنسيقية العليا لمبادرة سودانيون من أجل السيادة الوطنية ، قطع بأن المبادرة وطنية خالصة وقد ضمت أكثر من (70) من منظمات المجتمع المدني والإدارة الأهلية والطرق الصوفية وبعض القوي والأحزاب السياسية وشخصيات قومية ، نافيا أن تكون المبادرة ملكا لأي حزب أو جماعة أو تيار محدد ، إنما هي دعوة وطنية خالصة لكل أهل السودان بتعدد كياناتهم ومختلف إثنياتهم وتباين آيديلوجياتهم السياسية للجلوس لمائدة واحدة بدون قيد أو شرط للبحث عن الحل الوطني لأجل الوطن للخروج بالبلاد لبر الأمان وحفظ السيادة الوطنية .
غير أن الكباشي إتهم بعض إلتكتلات السياسية السودانية بعدم الوطنية وقال أن المخابرات الأجنبية ظلت تعبث بها وتوجهها حسب أهواءها دون حياء ، رافضا لأي  تدخُّل خارجي ، وقال إن ذلك سيضر بمصالح السودان ويقود لتأجيجٌ الصراع داخله ، وقال الكباشي أنما يحدث في العراق وسوريا وليبيا نموذجا سيئا للتدخل الذي جاء تحت ستار المجتمع الدولي (الأكذوبة) والتي تحكمها الأجندات وتقاطعات المصالح ، واعتبر الكباشي أن الوضع السياسي بالسودان بكل ما يتضمّنه من خلافات وصراعات يبقى شأناً داخلياً خالصا تشارك فيه كافة المكونات السودانية ، منتقدا بشدة ما أسماه (الحج إلى فولكر) .
علي كل أجمع المبادرون علي ضرورة وحدة الصف الوطني والقرار الوطني الخلاص مهما كانت درجة الخلافات ، وحذروا بشدة من الإستقطابات السالبة ، وقالوا أن كل حقائق التاريخ العملية في البلاد أثبتت أن الإستقواء بالأجنبي والسماح له بالتدخل في القرار الوطني يؤدي إلى كوارث ومصائب تنتهي بالاقتتال وانهيار الدولة ومؤسساتها ، ولذلك فإن الدعوة مقدمة لكافة القوى الوطنية والشبابية للرهان علي الحلول الوطنية وأعتقد البديل الوطني خيارا راجحا .
الرادار الأحد .. 23 يناير 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى