أجراس فجاج الأرض -عاصم البلال الطيب – عمدنا بعيدا عن الحواكير ومشائخنا عن الضرائح

بين حاكمية إدارية الجعلى
وعقلية معارضة*
(وتتريسس العباسى

*النعيم وموسي*
كبيرنا النعيم الجعلى، قبل نحو نصف قرن من الزمان عاصرته عمدة حاكما اهلياً لقريتنا بنهر النيل ديم القراى بارتضاء الجميع عدا الشعابيط بزعامة وجيههم وزعيمهم الجهبذ موسى بلة ود شعبوط، يالله، لا أنساه ولا لافتته فى وسط سوق ديم القراى الهادى كل ايام الإسبوع خلا السبت والثلاثاء هادر بالبضائع والناس من القرية وما يجاورها من حلال،مولد اقتصادى وتجارى مدرسة خريجوه غير، اقتصار السوق الكبير على يومين، رؤية سودانية إدارية أهلية متقدمة تشف عن فهم للإقتصاد بإحداث موازنة بين الإنتاج والإستهلاك، السوقان الكبيران اذكرهما مهرجان للتسوق والتبضع وفتحاً متجدداً للفرص والاعمال وزيادة الأرزاق، فآموا السوقين ملاكا وموظفين وعمالا وفريشة لديهم ما يقومون به باقى الايام ولا عطلة إلا جامعة الفضائل والأيام، الجمعة، حياة سلسة لايعكر صفوها حاكمية وإدارية العمدة الجعلى ولا معارضة ومناهضة العباسى، مطرح عنقريب العمدة فى قلب السوق يجاور لافتة العمدة العباسى وسيلته الإعلامية المتاحة للتعبير عن رفضه فى أحقية القراررى فى المنطقة والقرية وتسميتها ديم القراى، فاكتفى بكل حضارية برفع منشور معارضته لافته مكتوب عليها قرية ديم العباسية فى منتصف السوق جوار عنقريب العمدة وليس بعيدا عن متجره بطرف السوق الشرقى الشمالى المهيمن عليه بأسرته التاجرة أبناء وأحفاد رائعين لازالوا قائمين ولرسالته القيادية مواصلين روافد إقتصادية مهمة، هى إدارتنا الأهلية من يجب إستدعاء تاريخها أساساً ومتكأً لإداريتنا الحاكمة مزيجا بين تنفيذ لتشريع مقدس بالمواطنة،جسم كبير،كما الكونغرس، الكابيتول والبنتاجون والكرملين ومجلس العموم معبرا عن قدراتنا الأصيلة فى الحكم والإدارة بسلاسة كافلة لسلمية الإدارة وتداولها اهلياَ ممكن لمعارضته البناءة، العمدة الجعلى يمارس سلطاته بخضوع رهطه بالتخويل الأهلى الهالك مجتمعيا من يخالفه بلا أسباب وجيهة،والزعيم العباسى وقبيله فى الضفة الأخرى يمارسون أنشطتهم التجارية ومعارضتهم الصريحة لاحقية القراري فى القرية ولو كانوا الاغلبية، فكر الزعيم العباسى المتقدم يتبدى فى الإبقاء على معارضته قائمة بسقف أعلى ليكفل حقوق قبيله التاريخية مكتفيا باللافتة تلك دون دعوة لافراط فى خصومة تنافسية فاجرة ولا أعمال عنف باطشة، تاريخية اهلية فى فن الحكم والإدارة عاصرتها اجيالنا الذاكرة لحكمةرجالات الإدارات الاهليه فى فض النزاعات مدعمة بروحية المشيخة الصوفية، توامة فريدة، حصادها تيراب مغروس فى صفحات الاسفار تخضر به وتورق، هذا من فيض العمدة الجعلى، وبناء الإقتصادات، من عبقريةالزعيم العباسى، أول ما استوطن أهلى القرارى هذه الرقاع،اقاموا جوار النيل سنينا عددا مجابهين غزوات فيضان النهر الحنين، ثم منتبهين لتزايد بالتكاثر يقتضى توسعة فى مواعين السكنى وفتح ابواب رزق غير الزراعة والرعى،فاختاروا حِلاً جديدة بعناية ودراية علميتها فطرة سليمة،فاقتسموا عام ستة واربعين وتسعمائة وألف القرية بانتقال البعض شرق قضبان السكة الحديد منجز المستعمر التاريخى، اختيار دقيق من فضاء وسيع، وبعد قيام القريتين بالمسميين التاريخيين كانت النقلة الدالة على حركية حياة الإنسان، الحلة التحت المجاورة النيل، والحلة الفوق شرق القضيب، التحتيون على زراعتهم حتى تأثروا بالحركة التجارية الناهضة بين الفوقيين بمرور العربات الرايحة والغادية بسوق القرية بالحلة الفوق،الزعيم العباسى الخالد موسى اول من أجبر القطارات العابرة على التوقف بالقرية وقد كانت تتجاوزها إكسبريساً،ود شعبوط اهتدى لتتريس قضيب المرور بالجوالات لاجبار القطارات المارة على التوقف بالقرية ولو سندة، لا ادرى كيف فعلها الرجل وانتزع مترسا هذا الحق مساهما بطريقته فى مساعى الاعيان بالقرية لتكون القرية من سندات توقف القطارات خدمة لتنقل اهل القرية ولورود البضائع، ربما أخطر ود شعبوط مقدما دهاقنة السكة حديد بنيته للتتريس حتى يحتسبوا عن بعد بمقدار يمكن السائق من فرملة القاطرة،هذا ود شعبوط وهذه الأدارة الأهلية حاكمة ومعارضة، كيف اتجاوز هذا التداعى تدليلا وبرهانا قبل الإنتقال لحدث اليوم لن يكون نمراً من ورقٍ دون إشارة لعبقرية ود شعبوط ودوره الباذخ في القرية، فهو اول من أسس افران الخبز البلدي مشيعا ثقافة دخول الخبز لجانب الكسرة وكما ادخل عربة الكارو لخدمة حركتى تنقل الناس والبضائع، إرث تالد وقوي يؤسس لمواطنة متوازنة لو استفدنا من تنوعه وتنوعنا فى كل شئ و لكنا
بين العالمين كما ينبغى ان نكون.

*لا مسبوقة ولا معقوبة*
محمد ادريس، من اعيان صحفيينا الشباب ، مزيج من اترابه الراستات واجداده عمد الأدارة الأهلية واعيانها ومشايخ الطرق الصوفية، يحمل دعوة للزملاء لحضور محفل مختلف صباح اليوم، اللجنة العليا للإدارة الأهلية والطرق الصوفية تعقد لقاءً تشاوريا للنظر بعيون الموروثات السودانية الإدارية الاهلية والصوفية فى فنون الإدارة والحكم لوجود مخرج بها لبر آمن من أخطر مرحلة سودانية على الإطلاق، لا مسبوقة ولا معقوبة، نكون أو لا نكون، عباراة درامية شهيرة، نفهما تواً بالنظر لما يدور بيننا، ويقينى معاصرا وملاصقا لقيادات الإدارات الأهلية ومشايخ الطرق الصوفية، يحضنى على دعم ومساندة تجمع اليوم فتحا للإنسداد أسوأ مفردات المرحلة، ولم تعجبن تصريحات استباقية لقيادات من وراء لقاء تجمع اليوم عنونتها توحى بالاحساس المشكك فى القدرات والثقة فى الذات، لو المؤتمر مجرد نمور من ورق لن نشارك فيه أوكما قال ود رملى سليل عمد اهلية ومشايخ صوفية، والناظر المبجل أقدر أسباب إطلاقه للعبارة تحميسا وتشجيعا قبل الدخول فى معترك السياسة والإقتصاد المارين بالأسوأ الذى لا قبله ولا بعده، والإطلاق هو تأثر مباشر بحملات التشطين للرمزية السودانية ممثلة فى الاعيان والمشايخ والمحاولات لمسخ صور اهلية زاهيه وباهية ضربا للرمزيات السودانية فى مقاتل وبنصب المقاصل حتي يخلو الجو للعقارب والسام من العناكب بتغييب القدوات، المؤتمر التشاورى للإدارة الأهلية والمشيخة الصوفية مطالب بالولوج من سم الخياط لدنيا مطلوبات العصر بتغيير طبيعته وجلديته مجاراة دونها السباحة عكس التيار والعدو ضد الريح، فللقداسة محرابها وللسياسة رحابها، أولوية إعادة الإحساس بالثقة لما كانت عليه الإدارة الأهلية فى زمن العمدة الجعلى والزعيم العباسى مع تغيير آلياتهما غير الصالحة لزمان الغرف الكلاسيكية الإلكترونية المغلقة والمفتوحة لتدوير الأفكار ولقيادة الحملات وتسخير الأموال للإعلام والإعلان ، ضرورة إلقاء نظرة لمختلف كيفيات التبارى فى عصر الثورة السودانية التى تضارع كبريات الثورات التاريخية وتقارع أعتاها حتى باتت فى اوقات من مضارب الأمثال لحفدة ثوار كفلوا لهم بكفاح مرير حياة هنية وعيشة كريمة صيرتهم من شعوب ما يسمى بالعالم الاول تعزيزا للثقة فيهم وتعضيعها فى نفوس الآخرين ليبقوا لاهثين ولكن هيهات وبنو سودان يخرجون من القمقم بروح جديدة لمجاراة العصر بالإستفادة من المتغيرات المجتاحة الدنيا والناس، أعيان الإدارة الأهلية ومشايخ الطرق الصوفية مطالبين بالنظر للتحولات والتبدلات ليبقوا على عظم ذات الآليات الناجعة واللحم قابل للنمو والتجديد بالتكاثر جيلا بعد جيل وليس بالتماثل، أعيان الإدارة الأهلية ومشايخ الطرق الصوفية بين صفوفهم حملة الدرجات العلمية الرفيعة فى كل التخصصات النظرية والتطبيقية وفيهم المهنيون والحرفيون وغيرها من شتى فئات و ضروب المعرفة وصعد الحياة ،نتأمل مبادرة تجمع كل أبناء الإدارات الاهلية ومشايخ الطرق الصوفية ومن ثم كل أهل السودان، فوجود خارجين عن الإجماع لا يساعد والاختلافات والتباينات مقدور حلها بالتشاور والحوار لا بالتجاوز والسفه، مؤتمر اليوم المنعقد بحول الله إمتحان لأهم مكونات مجتمعنا الغريق فى الحدود يصيح هل من بعد الله من مغيث؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى