سد النهضة ما بين الأصرار والمواقف غير الإيجابية. .هل تمضي اثيوبيا في تعهدها

الخرطوم : السماني عوض الله
ما بين المواقف غير الإيجابية والمغامرة السياسية والمصلحة الوطنية ، تصاعدت لهجة التصعيد حول سد النهضة الإثيوبي التي ستؤثر علي المفاوضات الأسفيرية المكثفة التي تجري الان بين السودان وأثيوبيا ومصر بغرض الوصول الي تفاهمات قبل حلول يوليو المقبل وهو الموعد الذي حددته اديس ابابا للبدء في ملء بحيرة السد ، وهو موعد يشكل كابوس للقاهرة التي اظهرت مخاوفها منذ الأعلان عن قيام السد وازدادت هذه المخاوف بعد اعلان اثيوبيا يوليو المقبل بدء تشغيل ملء البحيرة .
ورغم التقدم الذي احدثته محادثات الاثنين الماضية الاسفيرية بين البلدان الثلاث الأ انه تصاعدت اللهجة بين اديس ابابا والقاهرة من جديد ربما تقود الي بداية الفقرة الأولي من صفحة التفاوض حول تلك الخلافات .

ففي اديس ابابا يبدو ان الموقف خرج من عباءة الدبلوماسية الناعمة الي اللعب علي المكشوف وتحدي لكل مواقف الخرطوم الداعمة لقيام السد والمتخوفة من الآثار التي قد تحدث ، ومواقف القاهرة الرافضة اصلا والاكثر تخوفا من نقصان حصتها في مياه النيل -بين هذه المواقف – خرج الموقف الاثيوبي الذي نسف بالمواقف الدبلوماسية الناعمة الي تحد بانها لن تستجدي اي من الدولتين لتحقيق مصالحها من قيام السد او الشروع في ملء البحيرة مؤكدة المضي في ملء البحيرة ملتزمة بالجدول الزمني المرسوم لقيام سد النهضة الإثيوبي

تصعد اللهجة الاثيوبية
ففي المواقف التي ظهرت بعد محادثات الاطراف الثلاثة الأخيرة اتهمت إثيوبيا مصر بالمقامرة السياسية في قضية سد النهضة، وقال وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندارغاشو إن أديس أبابا ستملأ بحيرة سد النهضة باتفاق أو بدونه.

وأشار إلى أن إثيوبيا لن تتوسل مصر والسودان للسماح باستغلال موارد بلاده المائية على حد تعبيره.

وأضاف وزير الخارجية الإثيوبي أن بلاده ملتزمة بالجدول الزمني لملء سد النهضة مهما كانت العواقب وليست ملزمة بالتوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان قبل ملء السد .

اللجوء الي مجلس الامن
مصر بدورها وصفت الموقف الاثيوبي بالمتعنت والرافض لاي اتفاق الا ما تراه اديس ابابا فقط وانها ستلجأ الي مجلس الامن للتدخل ومحاولة أيجاد حل قبل ان تبدا اثيوبيا في ملء البحيرة قبل الوصول الي اتفاق بين البلدان الثلاثة .
وظلت القاهرة ترفض كل الخطوات الاثيوبية تخوفا من نقص نصيبها من المياه الذي ظلت تستمتع به منذ الاف السنوات وظلت ترسل تهديداتها واعلان مواقفها الرافضة دوما لقيام السد .

اما الخرطوم التي اعلنت لاول مرة عن اثار سلبية من قيام سد النهضة علي بحيرة خزان الروصيرص الذي لا يبعد كثيرا عنه الا انها لا ترفض قيام السد وتنظر الي مصالحها التي يمكن ان يحققها قيام السد في توفير الكهرباء والتقليل من اثار الفيضان في فصل الخريف وتستخدم الدبلوماسية الناعمة في الوصول الي توافق اثيوبي مصري يجنب التصعيد السياسي وتسعي الوصول الي لاتفاق قبل تشغيل البحيرة .
ويري مراقبون ان الايام المتبقية من الموعد المعلن لملء البحيرة ستشهد مزيدا من التصعيد الاثيوبي المصري وجهود توفيقية تقودها الخرطوم للحد من اللهجة الحادة خاصة من الجانب المصري والإصرار الاثيوبي .

Exit mobile version