حاجب الدهشة : علم الدين عمر بدر _ النفير الذي أسقط البعير..

ومن عجائب أحوالنا أننا نغرق في جب التفاصيل كلما كان الإيجاز هو المعبر الأمثل من ضائقة التفسير والتأويل لحادثات تضعها الصدفة أو الترتيب في مسار الأحداث..
كنت حتي قبل سويعات من الآن أحمل شركة بدر للطيران كامل المسؤولية عن حادثة حجز المصري حسام سلام من قبل السلطات المصرية في مطار الأقصر شأن جل أهل السودان الذين تحولوا هذه الأيام لمحللين إستراتيجين في كافة الشؤون، لا يستثنون من ذلك ملفات السياسة والإقتصاد والدبلوماسية وقضايا الأمن القومي وثقب الأوزون،إلا أنني وجدت أن بيان الشركة كان مشبعاً ومنطقياً ويمكن قبوله علي أية حال.. إذ ربما أوقع سؤ الحظ الرجل الذي فر من قضاء الله إلي قدره فوقع بعير بدر في نفير السلطات المصرية دون ترتيب ولا تخطيط مسبق بالإتساق مع فرضية حرص الشركة علي سمعتها كواحدة من شركات الطيران الكبيرة التي تمكنت خلال السنوات الماضية من بناء قاعدة ممتازة من الثقة في قدرتها أولاً علي إقتحام هذا المجال الصعب في وقت وجيز حتي أننا كنا نعلق الأسبوع الماضي علي العدد الكبير من طائرات بدر الذي أحتل مدرج مطار الخرطوم..
وبالتالي لم تكن الشركة بحاجة لجلبة من هذا النوع في هذا التوقيت وهي الخارجة للتو من معركة كسر عظم متعلقة بتهريب الذهب بدا أن منافسين لها أستخدموا آلة (النقة) الشعبية المنتشرة هذه الأيام للعزف عليها.. البيان كان واضحاً بالنسبة لي لأن إستبدال الطائرة لأي سبب فعلاً يجعل سلطات مطار الأقصر جزءاً أساسياً من إجراءات إستئناف الرحلة إلي إسطنبول ولأن أي تفسير غير ذلك سينسف وجود شركة بدر للطيران تماماً في أجواء الطيران المدني وحركة الملاحة الدولية.. وهذه لديها قوانين وأعراف غاية في الصرامة والحسم..
إلي ذلك علينا جميعاً أن نعي أن إتهام من هذا النوع لشركة وطنية سودانية بحجم بدر للطيران سيزعزع الثقة في قطاع الطيران السوداني بأسره..وليس في جسد هذا الوطن الجريح مكان لطعنة جديدة نسددها بأنفسنا بلا سبب.. وعلي الشركة كذلك أن تعي أن المزيد من الترتيبات والتحوطات سيجنبها هذه المطبات الحادة… نعود..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى