أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – يا الخنجر المسموم – للعوايدة بين المجارى وفوق الدقداق

▪️هجرة وهجران
قبل الإنفصال الجغرافى والإنفصام السياسى،طرت بمروحية مهترئة من قاعدة جوية قرب جبلين النيل الأبيض حتى مطار فلج بأعالى النيل، أراضٍ بلقع تتكدر وهى للزرع منبسطة وبخضرة ذاتية مطرية مبسوطة من تحتنا مسافة الرحلةو تحليق الهل اسفل السحاب الهوينى وقودها رزاز شكساك والدنيا عز الخريف، لا أثر لمخلوق،ولو نصبت عودا ومن فوقه خرقة علامة آتاك مقاتلون من كل فج عميق هذى الارض لنا ونستكثرها على انفسنا،هذا حالنا ولا يخفي علينا، مرافقاى أحدهما هاجر والآخر هجر الصحافة والإعلام وتركاننى وحيدا أتحسر على بلد تتقطع والخيرات فيها تتدفق، حرب الجنوب الأهلية لأوزارها توا وقت طيراننا ولدى هبوطنا واضعة وفلج مبللة برزاز الغمام موشحة بزرقة الجبال متأهبة لاحتضان الراحل جون قرنق فى اول وآخر مقدم لأكبر معاقيل نفط الإنفصال ،اذ كنت من الناظرين والشمس غائبة لتحليق طائره من سماء فلج الواعدة لنيوسايت الواضع نصب أعينه تأسيسها عاصمة لجوبا نظيرة إدارية ربما وسياسية ووارد سياحية لكنها ويا للاقدار لم تعد لا هذه ولا تلك،فيها بث كل الاشواق والأماني العذاب بلسان مفارق قبل الإقلاع الخاتم ليوغندا ورحلة اللاعودة، دكتوراة قرنق الرئيسة فى الزراعة،رأيتها دائرة معارف فى تطبيقها خير السودان الوافر وصيّب وحدته الهامر ولكن وأدها من فعلها وأرادها تنظيرا غير قابل لتطبيق يعلم فيها خلاص السودان من شره الواصب وشره ساسته العائر،تتفق مع قرنق وتخالفه او تحبه وتكرهه عليك الإقرار بان لديه رؤية وهذه سمة رجل دولة ، الفضاء ذاك بين النيل الابيض وأعالى النيل ولاية أخرى بل دولة مكتملة منقوصة البنيات و الأركان التحتية لو دارت رِحوانا طحنا للعجين لا هرسا للعظام وشعلا لحرب أهلية طاحنة وقودها الصغار والنساء والشيوخ وبهائم الأنعام وحشائش الزرع والضرع وحشاشة الانفس وحصادها هشيم فى فجاج المنفصلين تزروه رياح الفرقة هناك وهنا تشتد أزماتها الإنتقالية ولا تنفرج وهاهو فولكر يتأبطها مبادرة نذير شؤمٍ وربما فأل خيرٍ بينما لازال ذاك الفضاء الأزرع والسماء الامطر ارض بلقع ومقطوع الطارى.

▪️رقيدة ورغيدة
حال المنفصلين بغفلة طال زمانها ولم تزل مستطرةً شرا مستطيرا وواقعا أسيفا،يعنيننا مستقطعنا من المليون ميل مربع، للإبقاء عليه ومن ثم السعى للتطوير والإستكمال مع التوأم المستقطع الاصغر مساحة والأغنى ثروة، المدخل عمران ذاك الفضاء والبراح الحدودى بقيامة مدن ولا فى الأحلام ولا أخيلة السراب ولكن أنّى هذا وأناة صائتة جِراحات السياسة تغلبُ حكمة العقلاء ووصفات الأطباء لوضع حد لهذا النزيف المستمر من اوردة وشرايين السودانية وهاهي تهبط راقدة فى انتظار طاقم طبى الأممية ونطاسها فولكر لإخضاعها لآخر الفحوصات ومن ثم تشخيص الحالة المستدعية إتخاذ قرار العلاج الأصعب أو التنويم سريريا لسنوات طوال عجاف عليها وهى رقيدة و رغيدة لابناء واحفاد باحثين امريكان يعكفون من كل التخصصات لاعداد دراسة متكاملة عن منطقة البحر الاحمر مقرونة بالقرن الافريقى كأهم بقعتين لحفظ الأمن والسلم لمجتمعات الباحثين ولو على رفاة شعوب البائسين بجراحات السياسيين،دراسة غير قاصرة ممتدة لدراسة التطور المحتمل لدول المنطقتين بالنظر لفترتى الانتقال إثيوبيا وسودانيا و َصياغتهما بما يخدم اهداف قوى الباحثين والدارسين البعيدة بينما يتم إشغال البائسين و َاشعال روح العداوة فى ما بينهم تقسيما وفرزعتهم حتى يصلوا لطريق مسدود مرسوم نهايته وساطة خنجر مخفي للطعن من الخلف مسموم.

▪️الخصيبة والمصيبة
الاقمار الصناعية تحدد الآن مراقدنا وعينها علي مراتعنا الوسيعة والخصيبة وتربتها المتعددة بعدِ آلاء الزراعة و ِنعم حرثها وضرعها، قوي كبرى باتفاق مجتمعاتها نهضت، ترصد مليارات الدولارات للابحاث التنقيبية و المعدنية فى غربنا وما خفى أعظم باقتتالنا بلا طائل وعركنا السياسي الفاسد ،تقتلنا الحسرات كل ما ضربنا فى وهادنا وبوادينا وما نستغله من خيرات ظاهرة وباطنة يغرى السابلة العزل دعك من الطامعة القاصدة، صديقنا عبدالله من ابناء العوايدة شرق ولاية الجزيرة ظروف عمله لحظنا جاورته بمقر سكنانا، يحبب فى العوايدة برفيع خلقه وحسن أدبه وكنه تربيته، يتسلل لواذا لأداء الفروض الخمسة، يراحم الكبير والصغير ويزاحم الاسرة الواحدة المحبة،يقضى الحوائج، لما انتوي الزواج من بنات عمومته عوايدية قحة، أقمن له نسوة جيرته وعوائلهم والأصدقاء المقربين قعدة حناء، فسافر مخضبا بصباغ المودة والمحبة، فليعلم العوايدة أن عبدالله سفيرا لانسانيتهم بين الشمباته قنطرة بين شرقى النيل الأقصى والأدني،تلملمنا نحن صحابه عازمين على مشاركة ابن العوايدة فرحه وسط اهله رغم اجواءٍ عامة عاصفة وملتهبة ومنبئة بما يجيش بالدواخل ممسكا بنواصى الدعة والطمآنينة مخافة،يممنا شطرنا صوب شرق النيل عابرين لولاية الجزيرة للأسفلت ناهبين حتى بلغنا قبالة العوايدة لنبدأ الرحلة الاخرى طاحنين للدقداق مسارقين بين المجارى ضاربين شمالا تارة وشرقا واخرى الإثنين معا بين يبس وقحل وبقايا زرع، ذات المصيبة و الأراضى يا سادة الخصيبة بلقع منادية هل من دولة تزرع وتستصلح ولكن لا حياة للمنادية! ، قوة الإنسان وعزمه تبدت بوضوح فى سيماء وجوه العوايدة تيراب الصلاح، جميلة العوايدة جمالا محروما من خدمات الكهرباء والوصل بالأسفلت، بالجهد الذاتى تتراص الاعمدة دون وصل بالتيار مترائية من بعيد دليلا للقادم الجديد حتى لايتوه، الطاقة الشمسية بديل لدى البعض لايفى بالمطلوب، مناطق تستحق قيام دولة محترمة تستخلص خيرات باطن وظاهر الارض بما رحبت ووسعت،زواج ابن العوايدة عبدالله منحنا دروسا جديدة فى ادب الكرم والضيافة السودانية، التزاما وانصياعا وتأدبا ومراعاة لحال البلد المثخن بالإيلام والجراج لم يتعد العرس العقد والإكرام بالإطعام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى