من أعلي المنصة – ياسر الفادني -إذا دخلوا دولةََ أفسدوها

الخرطوم الحاكم نيوز

من أكبر الأخطاء التي يرتكبها السياسيون في أي بلد هو السماح بدخول الأمم المتحدة لها بأي حال من الأحوال وأي بند من بنودها وخاصة أخطر بندين وهما السادس والسابع ، الخطأ الجسيم والقاتل الذي ارتكب هنا هو طلب حمدوك دخول الأمم المتحدة بموجب الفصل السادس لحمايته من الإنقلاب عليه لكن لم يحموه ! وقُلبت حكومته وصار يرقد في (ديوان البرهان) الذي انقلب عليه محبوسا فترة من الزمان ، خطاب حمدوك دبر وكتب بليل وأرسل بليل دون علم المكون العسكري شريكه في الحكم …

تجربة تدخل الأمم المتحدة في بعض الدول كانت فاشلة بل زادت الطين بلة ، دخولها دولة الصومال لم تسطع الوصول مع الأطراف هنالك إلي إتفاق سياسي وكانت هي جزء من التكتلات السياسية ولم تتبع الحياد ، هي نفسها لم تستقر كل مرة تصد هجوما من أطراف مسلحة في العاصمة مقديشو وبعض أطراف البلاد ، هي موجودة هناك سنين عددا ولا زالت ولم يستقر الوضع في الصومال

الأمم المتحدة فشلت في ليبيا وبالذات في عملية قيام الإنتخابات الليبية التي جابهت مصدات عديدة وقوية ولم يحدث التوافق علي التنفيذ وخاصة عندما سن البرلمان بقيادة (عقيلة صالح) قانونا إنتخابيا مثيرا للجدل من دون تصويت يناسب الرجل القوي (خليفة حفتر) قبل ترشحه ، الأمم المتحدة وافقت علي هذا القانون وبصم عليه( ايان كوبيش) بالعشرة المبعوث الأممي الذي فشل وتسبب في هذا الارتباك الذي رافق عملية سن القوانين المنظمة للإنتخابات واخيرا استقال وعجز عن إدارة الملف الليبي الذي لا زالت العملية الانتخابية معلقة حتي الآن…

الأمم المتحدة تجربتها في السودان برغم التسميات الكثيرة التي اتخذتها تارة اليونميد وتارة اليونميس فشلت في إرساء السلام ووقف الإحتراب ولم تقدم أي خدمات تنموية في الإقليم برغم الصرف العالي الذي ظلت تصرفه لها الإرادة الدولية لكن معظمه ذهب في المعدات والعمل الإداري بل كانت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تقوم بحمايتهم عند كل طواف ، والآن هي موجودة تحت مسمي ( اليونيتامس) وعلي راسها الألماني( فولكر بيرتس) الذي يتصرف كانه الحاكم العام لهذه البلاد يتحدث باسمها في الأمم المتحدة وظل يجتمع مع هذا ويدعم ذلك ويقرب هذا ولم يستقر الحال ولم ينعم السودان بإستقرار سياسي…

المبادرة التي يقودها فولكر بإسم الأمم المتحدة والتي لقيت قبول من بعض الأطراف ورفض من بعضها لا اعتقد أنها سوف تنجح وإن لُوًِحَ بعصاة العقوبات لبعض المعارضين لها ، لماذا ؟ لأنها ليست سودانية خالصة بل هي مستوردة وفيها رائحة الإمبريالية وقميص تحقيق المصالح لبعض الدول وفيها تدويل لقضية السودان وأي قضية يتم تدويلها يكتب لها الفشل

الأرضية السياسية الهشة والغير جاذبة والمنفرة التي صنعها حمدوك وزمرته خلفت إحتقانات وتعقيدات من الصعب حلها بسهول نتيجة التشفي من معارضين لهم وشيطنتهم حتي الأجهزة النظامية التي تحفظ الأرض والعرض اصيبت بذلك ولازالت ، إذن المبادرة إن لم تكن سودانية سودانية خالصة فقط يمكن رعايتها فقط من الأمم المتحدة وعدم فرض رأي بل تقريب لوجهات النظر ولملمتها في مسار واحد يرضي الجميع يمكن لها أن تنجح وتعبر ، لكن المبادرات المستوردة التي فيها أجندة معينة تفرض تحت الطاولة لا تنجح فدعونا يا أيها (الفرنجة) وشاننا نحن قادرون علي التفاهم فيما بيننا و( زحوا مننا بعيد وشوفوا ليكم شغلة غيرنا ) ! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى