من أعلي المنصة – ياسر الفادني – وعن الفوضي أحكي

أكاد أجزم أن أيادِِ خفية خارجية تحرك أشخاص بعينهم للقفز كل مرة نحو ظلام الفوضي وجر البلاد إلي الإحتراب و الإقتتال وصناعة صراعات جديدة جهوية أو عقدية أو إثنية تمزق هذا الوطن شر تمزيق و تريد أن تنقل لنا النماذج السورية واليمنية والعراقية و الليبية البغيضة المصنوعة ، أجسام خبيثة ظلت تعبث في هذه البلاد بعد سقوط البشير وتولي حمدوك وإستفادت من الهشاشة والضعف والوهن الذي أصاب المشهد السياسي وطورت جيناتها حتي صارت ( كفايروس) كورونا الذي كل مرة يتحور ويعدل هيئته الهجومية والدفاعية حتي أخذ اسما حديثا له وهو (اوميكرون)

ظهور الوزراء المجنسين في حكومة حمدوك بشكل قوي وظاهر وما فعلوه من قرارات وسن قوانين ضد عقيدة وعادات الشعب السوداني بلا حوجة لسن قانون تحليل شرب الخمر وبيعه لغير المسلمين ما الهدف من ذلك؟ وما الحوجة لسن هذه القوانين؟، ما حيرني أن هؤلاء الوزراء (ترخيص الخارج ) بمجرد حل الحكومة بواسطة البرهان لملموا (عفشهم) سريعا وغادروا بهدوء من غير جلبة كأنهم يرفعون التمام لجهة ما أن المهمة قد إنتهت !

البرهان في خطاب له من قبل قال أن هنالك أيادي خارجية تريد أن تعبث بهذا الوطن بواسطة أفراد هنا يجب أن تحسم ولا حسم ، سفراء يتحدثون عن الشأن السوداني ببجاحة ويقودون رأيا إن لم ينفذه البرهان يعرض نفسه لعقوبات ويعرض حكومته للمخاصمة المادية بعدم دعم أي رئيس وزراء غير متوافق عليه من القوي السياسية ، تقود هذا الرأي سفيرة النرويج إنابة عن دول الترويكا

السؤال الذي يطرح نفسه ما دور السفيرة؟ وما دور دولة النرويج في دعم السودان؟ ، لم نسمع ولم نر مشروعا تنمويا ولا خدميا نفذته دولة النرويج في هذه البلاد ، لم نسمع دعما ماديا نزل في خزينة الدولة من دولة النرويج ولا حتي قرض آجل الدفع ، دولة النرويج وسفيرتها تذكرني بالذي يأتي إلي مناسبة (عِرِس) ويلبس نظيفا ويأتي بعربة فارهة ويستقبل إستقبال العظيم وتعدل الصينية التي يجلس فيها بدل من( ضلعة ) تعدل ( بضلعتين) ! وياكل ويغسل يديه ويزوغ من كراس (الكَشِف) ويشتت بعربته !

إرجاع حمدوك للمرة الثانية برغم أنه فشل وقالها بنفسه كانت مواصلة لهذا الإستهداف للوطن ، خروج المواكب التي تقودها جهات معينة يتم الصرف علي هذه المواكب من جهات غير معروفة والإصرار علي التصعيد المستمر وشيطنة القوات النظامية وإظهارها باقبح الصور بواسطة البيانات التي تصدر من تجمع المهنيين تارة ولجنة أطباء السودان وبعض من لجان المقاومة تارة أخري ، كل هذه الأشياء يراد بها الإنزلاق نحو الفوضي وخلق عدم إستقرار سياسي وأمني وتعطيل دولاب العمل

الفوضي حتما تخلق فوضي ما حدث في آخر موكب سير من قناصة في سطح مبني عالي بشارع الأربعين وإستهداف قوات الجيش والشرطة وحدوث قتلي شهداء في صفوفهم مسالة تستحق الوقوف عندها… من أتي بهؤلاء؟ ومن دفع لهم ؟وما الهدف من ذلك؟ اسئلة يجب الإجابة عليها من قبل الأجهزة الأمنية ولا يجب تغطيتها التستر عليها لانها تمس الأمن الداخلي ولابد من تمليك الشعب المعلومة ، أعتقد ما حدث هو حلقة أولي سوف تستمر هذه الحلقات وتتجدد إن لم تتحسب الأجهزة الأمنية لذلك وتتابع من الذي يضع السيناريو لهذه الحلقات؟ ومن المنتج؟ ومن الممول ومن المخرج ؟

صناعة المشهد السياسي القادم إن لم يكن سودانيا خالصا وليس فيه أيادي خارجية تحركه لا يصلح لقيادة ما تبقي من عمر الإنتقال ولا تساعد في خلق أرضية طيبة لقيام إنتخابات نزيهة تنقل الحكم إلي المدنين بأمر وإختيار الشعب ، لابد من الحسم والحزم وكبح جماح التفلتات الأمنية في حينها ومحاسبة المرتكبين لهذه التفلتات بسرعة وبترها نهائيا ، علي الجيش أن يكرب (قاشه) وعلي الشرطة تكون حذرة علي نفسها وحاسمة لكل ما يضر أمن البلاد ، النداءات التي تطلق لهيكلة الجيش السوداني هي محاولات لهدم الدولة السودانية والنيل من سيادتها والركض نحو الضياع الكامل ، تم ذلك في العراق وضيعها فالقوات المسلحة المساس بها خط أحمر وسوف تكون عصية لأعداءها والداير (يَتْلحِس) يَجَرِب !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى