والي غرب كردفان السابق في رثاء عبد الرسول : ترجل فارس الحوبة

بسم الله الرحمن الرحيم
حماد عبدالرحمن صالح
قال تعالي : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
وقال في محكم تنزيله : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) صدق الله العظيم،،

غيب الموت أمس الجمعة الموافق السابع من يناير 2022م، ابن السودان البار، القيادي البارز في حزب الأمة القومي، الهرم الأنصاري، زعيم القبيلة، حاكم إقليم كردفان الكبري، وزير الصناعة إبان الديمقراطية الثالثة الحبيب الأحب أبوالسارة، كما يحلو لنا أن نكنيه .

و نحن إذ نستعرض ونعدد معا مآثر الراحل الفقيد عبدالرسول النور إسماعيل، سبحان الله قبل ستة أيام حدثني قال لي “إن شخصاً كتب له ممازحاً، إنك يا عبدالرسول ترثي أصدقاؤك وأحبابك وكل من تعرف بتفاصيل دقيقة، فمن يرثيك عند مماتك ؟! ولم أتركه يقول لي رده بادرته . الله ما جاب يوم شكرك .

ولكنا اليوم كم نحن في حزن عميق واليوم يا عبدالرسول تبكيك البوادي والحضر اليوم السودان كله في حالة حزن وعزاء .

ومن نافلة القول إن الراحل المقيم في دواخلنا عبدالرسول النور ولد في بادية المسيرية التي أحبها وأكتسب منها الفراسة وأرضعته الشجاعة وسقته بالإيثار ومنحته الترابط الأسري ودثرته ببساطة العيش والقيم النبيلة التي لازمته طيلة مسيرة حياته في البندر ، كيف لا وهو سليل أسرة عريقة ذات كرم وشجاعة ودين .

عبدالرسول . يتفوق علينا بالتحصيل في العلم والمعرفة بإطلاعه الدائم في بطون أمهات الكتب ، لا سيما وأنه قارئ نهم ، عصامي يتميز بالجد والإجتهاد إضافة إلي انه قاص ماهر ومؤرخ من الدرجة الأولي يحب التراث والفلكلور مزج بين الحداثة والبداوة .
عبدالرسول يمشي بيننا وهو العالم المتواضع، السياسي المؤدب البارع والقائد اللين غير فظاً ، يمشي بيننا وهو الخطيب المفوه ذو اللسان العزب، شهدت له ساحات الجامعات وأركان نقاشها ومراكز دراستها .

أبوالسارة لا يختلف إثنان في أنه صاحب قلم مبدع ألف عدداً من الكتب وحرر عدداً آخر من المقالات، هذا إلي جانب حديثه في الندوات واللقاءات والإجتماعات .
الراحل المقيم عبدالرسول من الموطئين أكنافا يألفون ويؤلفون، جمع بين مكارم الأخلاق وصدق الوفاء، كما يتميز بعفة اللسان والمرؤة والتواضع .

كما أن الحياة حق فإن الموت حق وأنه هازم اللذات الموت نقاد يهز القلوب ويغض المضاجع، لكنه حق ومنتهي كل حي، كأس كل شاربه .
لما كان عبدالرسول كان صاحب رأي . وأصحاب الأراء تتبعهم الشجاعة كيف لا وهو الذي جاء رده مهتديا بقول المنصور .
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ… فإن فسـاد الرأي أن تتـردداَ
قاده رايه السديد للإلتحاق بثلة الأولين من حزب في بواكير عمره النضر وتدرج في مؤسساته التنظيمية وذلك قبل تخرجه في مدرسة خورطقت الثانوية بشمال كردفان، فشغل سكرتيرا لإتحاد الطلاب، نشط في تظاهرات 1973 م، تدرج وكان سياسياً ناضحاً إبان جامعة الخرطوم وتخرجه فيها .
ألهمه رائه السديد في تغيير الواقع لصالح الشعب والوطن حيث شارك في عدد من الإنقلابات، وأُوكلت له مهام صعبة كان هو لها والأجدر علي تنفيذها علي سبيل المثال لا الحصر ، إحضار قائد الإنقلاب المرحوم محمد نور سعد .
نازل أعتي الحكومات الدكتاتورية، فلم ترهبه الزنازين وبيوت الأشباح التي كان ضيفاً راتباً عليها، ظلت آثار التعذيب ظاهرة علي جسده الطاهر، جمرته المحن والإبتلاءات، وسجل له التاريخ دوره المحوري في حركة حسن حسين وأحداث الجزيرة أبا وود نوباوي وحركة 1976م
ترجل فارس الحوبة ، فارق دنيانا الفانية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والخلق النبيل، رحل والبلاد في حاجة مآسة إلي جهوده وحكمته ورجاحة عقله ، كيف لا وهو الذي واءم بين السياسة والحزبية والقبلية ، بذل الغالي والنفيس مدافعا عن مبادئه خدمة لوطنه وأهله وعشريته، لم تفت الزنازين من عضده بل زادته عزيمة وقوة وشكيمة .
فارقنا وجيوبه خاوية من مال الشعب هو الذي كان حاكما لكردفان الكبري ووزيرا للصناعة البلاد .

رحل أبوالسارة وفي قلب كل واحد منا حباً خاصاً له وموقفاً خاصاً معه أحببناه كاهل وأسره ، كما أحبته جموع الأنصار .
ترجل جراب الرأي وبيت الحكمة تاركاً مسيرة عطرة ورؤية ثاقبة وميراثاً من العلم والخلق الرفيع .
نم أخي وحبيبي السيد الحاكم علي يمينك، نم مرتاح البال والضمير ، طبت حياً أو ميتاً . لانزكيه علي الله ولكن نحسب انه لمثل هذا اليوم عمل
ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله وإنا لفراقك لمحزنون
اللهم ارحم واغفر لعبدك عبدالرسول النور وآنس وحشته ووسع قبره، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهم ارحمه رحمةً تسع السماوات والأرض اللهم اجعل قبره في نور دائم لا ينقطع واجعله في جنتك آمنًا مطمئنًا يا رب العالمين .
وأخيراً ،نعزي أنفسنا وأسرته والشعب السوداني وحزب الأمة وكيان الأنصار وقبيلة العطاوة .
كما نجزل الشكر والعطاء لكل من شارك في العزاء او اتصل معزيا او نعي وإحتسب، احد أهم الفاعلين في السياسة والتاريخ، القيادي في حزب الأمة القومي وأحد الرموز الوطنية المخلصة
وإنا لله وإنا إليه راجعون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى