صوت الحق – الصديق النعيم موسى – الواقفات يقرعوهن كيفن يا السماني !؟

كتب الأخ العزيز الأستاذ السماني عوض الله مقالاً جميلاً أمس الخميس وبدأ مقاله بكلماتٍ صادقات قائلاً : الشعوب المحبة لوطنها لا تبخل بشئ تجاه رفعته وتعمل كل شئ لحماية أمنه القومي والإستراتيجي ومصالحه الاقتصادية في سبيل ان تنعم هذه الشعوب بخيرات بلدها تنميةً وتطويراً ورخاء . يا صديقي السماني نحن شعب السودان نُساعد برفقة الحكومات المتعاقبة على تدمير البلاد وهذا الأمر لا يحتاج لدليل إلاّ من رحم الله ، فلو تطرقنا للذهب فقط الذي يُهرّب بمطار الخرطوم عياناً بياناً لا رقيب أو حسيب وهلا بلا شك فضيحة على جبيننا .
تهريب الذهب ما زال مستمراً وهو تدمير ممنهج للإقتصاد كم من رحلةٍ تم قبض ذهبنا داخلها ؟ كم من مسؤول ساعد في إخراج الذهب خارج بلده ؟ كم من رحلة لم يتم القبض عليها ؟ وما زالت الساقية مستمرة . يا صديقي السماني غاب ضميرنا ومع ذلك غابت القوانين مما ساعد على تهريب خيرات البلاد وفي كثير من الأحيان لا نسميّه تهريب وإنما ( السماح ببيع الوطن بثمنٍ بخس ) مطار الخرطوم أصبح مرتعاً لتهريب الذهب ، وكما تساءلت يا صديقي نتساءل أيضاً هل الذين يهربون الذهب الخام لدول الجوار لديهم إنتماء لهذا الوطن ؟ لا أظنهم يعيرون هذا الوطن إهتمام ! همّهم الأول الكسب بأي حال من الأحوال . قبل ست سنوات كنت في زيارة لإحدى الدول العربية وفي المطار قابلت أحد المسافرين وبعد أن وصلنا عرفت بأنه يتاجر بالعملة والذهب يتم تهريبه مع المسافرات ، ثم يببعونه ويرجع لبلده الجريح ثم يعود مرة أخرى لتلكم الدولة ، هذا النموذج رأيته بنفسي وغيرهم كُثر جداً ممن يبيع ذمته تجاه وطنه ، ساعدهم على ذلك تورط بعض المسؤولين الذين يُساعدون في تهريب الذهب .
يُهرّب السمسم الأصلي رقم واحد في العالم من ولاية القضارف عبر إثيوبيا ولا تحتار أبداً في ذلك ، كذلك الثروة الحيوانية الحية لمصر وتلك الدول تستفيد من خيراتنا أكثر منا ولكننا أعداء لوطننا فأزمتنا الراهنة ما زالت تُدمّر ما تبقى من إقتصاد ، فإن غاب ضمير مَن يُهرّبون يا صديقي السماني يجب أن يستيقظ القانون وأن يُطبّق عليهم فرداً فردا ،،
مَن لعب بخيرات البلاد الواجب بل الأوجب مُحاسبته حساباً عسيرا ،،
مَن خان الأمانة يُسجن ويُحاسب ويُفصل من عمله ،،
مَن لا يُحاسبه ضميره يحاسبه القانون ،،
وكيف لا تتدهور عملتنا ؟
وكيف لا يرتفع التضخم ؟
فهل هناك أكثر من بيع الوطن ؟
ولكننا لا نرى قوانين مُطبّقة على الجميع فأمِن الكثير العِقاب فأساءوا الأدب ، وأساءوا للسُلطة ، وأساءوا للوطن ، والوطن ينزف وخيراته تُهرّب ، ( يسمح لها بالتهريب ) .
المعادلة بسيطة جداً أستاذي السماني والأمر الذي يجب الإعتراف به أننا في السودان نفتقد لروح القوانين ، نعد هي موجودة كمواد نحفظها ولكننا لا نراها على أرض الواقع ، تخيّل أن يتم القبض على مُهرّب وتتم محاكمته علانية أمام جمعٍ غفير من الناس ، هو ومن ساعده على التهريب فهل سنرى حينها مُهربٍ آخر ؟ لا أظن ذلك . حوجتنا الماسة الآن لفعالية القوانين وتنفيذها على أرض الواقع وإن كان هناك أمراً لابدّ منه تكوين لجانٍ لمراقبة مطار الخرطوم الذي أصبح وكراً لتهريب الذهب والذي يؤلمنا أكثر لم نسمع بمحاسبة المتورطين الذين يُساعدون على تهريب خيراتتا .
كيف نقرع الواقفات يا السماني ونحن ما زلنا بعد نتصارع من أجل السُلطة ؟
كيف نقرعهن والكثير يتمسك لمصالحه ؟
كيف يتم ذلك والبلاد تشهد حالة قد تنسف وجودها ؟
كيف نقرعهن وخطاب الكراهية يُسيطر على بلادنا ؟
كيف نقرعهن ومكوناتنا المختلفة لا تُريد الإتفاق ؟
نعم هناك فُرصة ” لنقرع الواقفات ” إذا أردنا ذلك فقط !
إذا تناسينا مصالحنا الشخصية وعملنا للوطن !
فخيرات الوطن كافية لنهضتنا ولكن قبل ذلك يجب أن تكون هناك قوانين صارمة تمنع تصدير الخام ، وثروتنا الحيوانية نُصدّرها لحوم بإنشاء المسالخ الحديثة في جميع الولايات والمصانع المُتطوّرة لبناء عجلة التنمية فشتان ما بين تصدير الخام وما بين الذي يتم تصنيعه .
الشُكر الجزيل أستاذنا السماني عوض الله ، وأنت تتناول موضوع غاية في الأهمية ويجب التوقّف عنده من هذا الشعب الكريم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى