أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب _كازا تلة المغاربية

من وحى زيارة السفارة
ومجالسة ماء العينين

◾الناصفة
كازا، تناصف ارجاء المغرب، المملكة، كبرى المدن مغاربياً وافريقياً، العاصمة الإقتصادية جامعة الحضارات وعديدة المسميات، إعلاء شأو المدن ثقافة مغاربية منداحة تمنحها العصمة بعد تزويجها إقتصادا كما كازا وإدارة كما الرباط وثقافة لأصيلة وسياحة، عجيبة هذه البلاد وكهوف هى فى متن الاطلسى المحيط الذى يتنفس الحياة من رئات اوكسجينها إكسيرا، تعدد العواصم لسان حال القيادات الواثقة، وكازبلانكا بالإسبانية وكازا تدليعا و إختصارا،وبالامازيقية الحضارة التليدة هى التلة،وبالمغاربية العصرية الدار البيضاء، تغارب الدنيا وتقارب المحيط الأطلسى مغازلةً ومنازلةً، حططت قبل نحو عقد ونيف الرحل فيها وخيوط الفجر عليها منسدلة،مدهشة وملأى بالغرف الخالية لنقلات هائلات، مدينة بحجم دولة تساورك الشكوك بوجود أخرى مغاربية نظيرة بيد أنها تتبدد حتى تبلغ أقرب وجهة دعك من الرباط شديدة البياض حلوة البساط المغاربى والرحاب، هى العاصمة الإدارية،ولَو رمت الثقافية فيمم شطرك حيث أصيلة الراقدة على ساحل الأطلسى محيط أسرار دولة أفريقية بمواصفة اوربية وبملوحة مغاربية مسموتة.

◾سمارة
والسودانى فى المغرب غير مفروز، محبوب بالسمارة كما بشرة مغاربة مالم يحادثونه يجزم بسودانيتهم، إستقللت تاكسياً للوصول لوجهتى بتحديد عنواها للسائق وما ايسر الوصول دون لجلجة ولفلفة وباجرة بالعداد محسوبة، كعادتنا شاطرته وجلست يمينه و ملتفتا قبالته، فحدثته بالسودانية الدارجية فرد بالمغربية فقلت له ممازحا منذ متى انت قائم هنا حتى إنعوج منك اللسان وانعطف، ساءلته ممدا برجليى ممسحا بيدي على اطراف ثوبه حتى عن أهل بيته، أسرته وزوجته، فحدثنى عجباً، ثلاثة عشرة عاماً زوجاً ولا زال يقتله ظمأ العودة يومياً ليلاقي السكينة ويلقى كل الطمآنينة وحلو الرعاية، ثم فى مناسبة اخرى، يحدثنى دونه مغاربى بمجتمعه خبير وبغيره عروبياً وأفريقياً عليم عن ربوبية المغاربية المنزلية واصفها بالسر العظيم من وراء ظهور المواطنيين القشيب فى الشوارع وعند النواصى وفى محال انشطة الحياة وفى المقاهى وسواحل الأطلسى السر الموازى،إستقرار الأسرة والامتدادات العائلية تحظى بالرعاية الملكية، الملك محمد السادس يتماهى بحكمه منذ التنصيب مع عموم المواطنيين مشرعا أبواب الملكية مزارات، غير ذلك، وكما حدثنى دبلوماسي سودانى هناك ذات صباح رباطى، أن الملك الشاب امر بلطف تقليص سيارات مواكب ترحاله الرسمية حد الضرورة، ولما خالفوه من باب الأحتفاظ احتراما بفخامة المواكب،فاجأهم مرة بايقاف سيارته فى قلب المدينة فتعطلت لغة إطارات السيارات وسكتت عن الدوران ولم يكتف الملك بذلك وترجل موقفا ازيز المحركات ومغلق السيارات واحدة تلو الاخرى وحمل مفاتيحها ليغادر بعدها بموكب في حدود الضرورة، درساً بعده امتثلوا، هذا على رؤوس الأشهاد ،هى العلاقة بين الملك والشعب قائمة على التقدير والإحترام المتبادل.

◾الكعبة
ومما عايشت وتلمست جائلا و َطائفا هناك أن كعبة الملوكية المقدسة هى الأسرية والعائلية وكل مغاربى جلالة ملك بين زوجه وسائر أهله، وهذا مما يكفل للمملكة المغربية تصنيفات عالمية مميزة حتى على مستوى الحريات، ولاستباق القيادة الملكية دوما بقرارات واجراءات وفقا لهيئة تنبؤات وارصاد سياسية وإقتصادية ومجتمعية محمكة لها القدح المعلى فى حالة الإستقرار الذى تعيشه المملكة على كافة الصُعد اللهم إلا من معاناة عالمية الشمول،مشاريع كبيرة و َطموحة فى الطاقة وانتاجها واستيلادها وفتحا لاسواق العمل بالاقتصاد التشاركى وتنمية المقدرات الفردية والجمعية وتطوير البنى التحتية من عوامل وأدوات تحقيق الإستقرار المستدام وتعزيز اركان الملكية بما يتماشى وطبيعة الإنسانية المغربية فضلا عن علو كعب الحيادية في صُعد العلاقات الخارجية، وكما تدير الملكية بحكومة منتقاة عديد الملفات الحساسة داخليا وخارجيا بالإستفادة من تجارب الآخرين خاصة فى الدول النظيرة. وفى ما يلى السودان يجتهد السفير الدكتور ماء العينين لتنشيط العلاقات بين البلدين بالدبلوماسية الهادفة المنتظرة استكمال هياكل السلطة الإنتقالية واستقرارها على جودى تراضٍ وطنى، وينتظر اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين تفعيل واكمال الاتفاقيات التجارية والاقتصادية فضلا عن تنشيط الزيارات لمختلف الأغراض لتوثيق عرى الترابط ولتقصير المسافات تسهيلا للتداخل والتمازج بين الشعبين المتحابين و تلمست حب السودانيين للمغاربة من ردود فعل مستحسنة لمقالتى فى خميسنا الماضى إثر زيارة لمقر سفارة المملكة بالخرطوم ولقاء الدكتور السفير ماء العينين وأركان دبلوماسيته الشابة وربطا هاهى المقالة مرة أخرى:

أجراس فجاج الأرض
عاصم البلال الطيب

◾مع
ماء العينين

▪️أصيلة
ماء العينين،نبع مغاربى،،فى شارع سبعة بعمارات الخرطوم، حى السفارات والسفراء، يتدفق لسقيا السودانيين قاطبة منذ نيف واربعين سنة يوم مر عبقرى الرواية الطيب صالح عام ثمانية وسبعين وتسعمائة وألف من القرن الماضى من أمام حديقة وارفة بمدينة أصيلة واتخذ منها مع من يتخذوها من المغاربة محرابا لأداء صلاة عيد، ومن زمنها تورق وتخضر الحديقة فى كل المواسم أزهارا وورودا وثمارا و الطيب صالح إسما وعنوانا مغاربيا عليها مطلوق،وماء العينين يتدفق من قبل هذا وبعدُ منذ حِج المغاربة لبيت الله الحرام الذى ببكة موضوع سالكين فجاج ووهاد غربنا الحبيب الذى ما أن يطأوا تربه يحرمون مهللين مكبرين متخذين منه الميقاتين الزمانى والمكانى للهرولة صوب البيت المعمور، والحج إحساس بالراحة والإطمئان يستشعر ويستنشق دعاشه الحجاج المغاربة لدى بلوغهم ارض السودان قادمين من فجاج أرضينهم من جهة اقاصى شمالنا الغربى،فيتبادلون التبريكات ويغدقون المحبات على اهل السودان الكرماء النبلاء المضيافين لعابرى السبيل ولمن ود الإقامة وليس من بينهم من يقرصّن حاجا وتاجرا مارا لوجهته بكة كانت أو دبكة، يوفرون الملاذات الآمنه، وهذا بعض مما قدره الحجاج المغاربة حد الاتخاذ لدى العودة من حِجهم ركناً خامسا وواجباً سابعاً، ركن الإقامة فى السودان حباً فى أهله وعشقاً يبلغ التزاوج والتصاهر لتنداح المغاربية فى كل البلاد و ليظل عطرها مفواح فى الأرجاء عودا طيبا من زوايا العبادة وحلقات الذكر وطرائق الصوفية قددا والتيجانية مشربا، فتراصت بين السودانيين زينةً السحنات المغاربية متمازجة مع السمارة ونهضت احياء وتفرعت أصول مزيج يتفاخر سودانيون بأنهم ولا فخر مغاربة، دخلت استقبال سفارة المملكة فهشت فى وجهى مغربية فى السودان وحيتنى باسمى فطنةً بما يوحى بأن سعادة السفير واركان سلك دبلوماسيته خبروها بمقدمى فى موعدى فما أخطأتني،فباشرتنى واصطحبتنى بكل اللطف لحيث النبع والدفق، ماء العينين، فوجدتنى وجها لوجه و سعادة سفير المملكة المغربية وعميد السلك الدبلوماسى بالخرطوم بالإعجاب والإجماع، استقبلنى ماء العينين لدى الباب مفيضا فى البشر والترحاب متوجاً سماحة الحسناء المغربية، فأقلنى لايام كنت فيها هناك فى كازبلانكا والرباط واصيلة تراششني مياه الأطلسى.

▪️الكُسكُسة
ثم فى امسى، ذهبت إلى هناك بدعوة لطيفة من طاقم السفارة المغاربية بالخرطوم تقديرا لتعاون بيننا عن بعد وحب،أيوب السفارة يرفدنى إسفيريا بطائفة من الشؤون المغاربية فانشرها فى اليوم التالى، أيوب يقدر ذلك، فلما علم بمقدمى زائرا أبدى برسالة تهللا وواتسباني حرفيا بأنه فرحان بلقائى لأول مرة، ولحظى كان ايوب عند مقدمى متعبدا فى إتمام معاملة حالت دون الفرح مع وعد للقاء على كوب شاى، إمعانا فى التقدير افسح الأخ جمال نائب السفير من وجه الدعوة بالإنابة والأصالة لى فى مجلس السفير ماء العينين بحضور عبدالوهاب المستشار السياسى من حل بيننا قبل أربعة أشهر بيد أنه تأقلم بمقدار أربعة سنين سيعيشها حباً، طوفنا وهومنا فى حضرة ماء العينين السفير المتسودن وتحدثنا عن كل شئ ومن قبل كلمنى من القلب دعوناك لزيارة مقر المملكة، سفارتها بالخرطوم تعبيرا عن الشكر والتقدير لما نلقاه من تعاون من مؤسسة اليوم الصحفية،والفضل يعرفه أولى الفضل، ما أحسست بغربة، حتى غربة ذاتى تبددت والسفير والعميد والدكتور ماء العينين يخبرنى بما يعلم عن حب الملك للسودان والسودانيين ، والمملكة الفتية والقلعة العربية المتينة والراية الإسلامية الوسطية مشهود عنها عدم التدخل مطلقا فى شؤون الآخرين ولنا فى سفارة ماء العينين الأدلة والشواهد على إحترام السيادية، وماء العينين مؤانساً لطيفا ومكلما اديبا يقدمه كل سفير فى محفله متحدثا باسمه وعن الآخرين عرب وفرنجة وأفارقة، عميد بحق للدبلوماسين بهذى الخرطوم المتطلعة دوما لعلاقات مع المملكة المغربية تقصّر المسافات وتسهّل التحليق والطيران بين الخرطوم وكازبلانكا،اختصرت محبتى للمملكة لماء العينين بالتعبير بما يمكث فى دواخلى مغاربيا منذ زيارة قبل سنوات ولّت وسعادته لم يكن بين ظهرانيننا سفيرا خفيفا كما الريشة ثقيلا كماء العين بصرا، يمكث فى دواخلى ومما يعرفه من حولى امنيةً حال تخييري للإقامة فى بلد بديل لهى المغرب، أبديت لسفير ماء العينين بعضاً من أسباب محبتى ومنها روحية فاستحسنها وحدثنى عن ترتيبه مرة لزيارة وصفها بالمبروكة لخمسة وسبعين من مشايخ السودان من مختلف المشارب، ليس هذا فحسب، اذ كلمنى لمحا ماء العينين عن عكوفه على تدوين سفر سودانى مغاربى من وحى إقامته بيننا سنوات بحب وجزالة فى العطاء وصداقة مع الجميع ،خرجت مغمورا بحب يملأ العين وبانشغال عن تناول بعض من حلوى ضيافة مغاربية مع الشاي الاخضر، خرجت وبالنفس حتى من تلكم الباقة الحلوة والكنافة وحتى مما لازلت استطعمها منذ زيارتى لكازبلانكا تلك ،الكُسكُسة،أكلة مغاربية شائعة خضراء بطعم ونكهة المملكة، خرجت والمملكة المغربية البهية تلاحقنى بحسنها وتتأبطني بحضنها واناقة وظرافة اهلها بسامى المحيات، خرجت عن شارع سبعة بالنص وهو ينوء بطفح الصرف الصحى و يزيد من تشوه الخرطوم الحزينة، تأملت فى السعى والكسب الحلال كيف صعبا وعمال صرف صحى يكابدون للمة جراح المدينة من طفح سكانها مرتين، ما وجدت تعبير لدى المرور مبطئا بجوارهم إحتراما وتقديرا غير دعوات لهم بالإعانة العليا ولهذى المدينة بمن ينتشلها من بالوع طفحها الكبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى