ابراهيم عربي يكتب :(حديث الناس) … حلقة متميزة بالنيل الازرق ..! 

التحية للزميلة المتألقة نسرين النمر .. الحمد لله علي السلامة ، وهي بلا شك متميزة كالعادة عبر برنامجها عالي المشاهدة بقناة النيل الأزرق (حديث الناس) وبالطبع لها نهجها وطريقتها الخاصة وسحرها الأخاذ لجذب مشاهديها ولها طريقة خاصة لإنتزاع الإفادات من صدور ضيوفها ، وليس التميز والتفرد بالجديد علي الزميلة نسرين لتشق طريقها إعلاميا بنجاح نحو الشاشة البلورية ، فقد جاءتها أصلا صحفية متألقة  بصحيفة الحياة السياسية (رد الله غربتها) ضمن كوكبة متميزة من الزملاء والزميلات لهم جميعا منا التحية والتجلة ، والتحية من هنا أيضا لكل فرد من كوكبة برنامج حديث الناس ولأسرة قناة النيل الأزرق .  
حقا جاءت حلقة البرنامج عن إحتفالات العيد الثالث لثورة ديسمبر متميزة بضيوفها الأعلام وبالتالي تصبح إفاداتهم مهمة لتسليط الضوء عليها ، وبل تصلح رؤوس مواضيع لعدة مقالات صحفية ، وبلا شك هم سياسيون لا غبار عليهم ويتفاتون فيما بينهم في الصراحة ووضوح الرؤية ، فالقائد مالك عقار عضو المجلس السيادي والرئيس السابق للجبهة الثورية ورئيس الحركة الشعبية – شمال صاحب العبارة الشهيرة التي واجه بها الرئيس السابق البشير وهو واليا ساعتها علي النيل الأزرق (الكتوف ساوت الكتوف ولكل زول جيشه وقصره) وعليها إندلعت الحرب في النيل الأزرق وحدث ما حدث ..!، علي كل فإن كومرد مالك عقار مفاوض بارع وسياسي متمرس ومطبوع بتاريخ طويل يتجاوز (40) عاما خبرة ، ولذلك تستحق كل كلمة نطق بها الوقوف عندها طويلا ..!.
قال مالك عقار أن سبب الأزمة الحالية في البلاد هو سوء إدارة الفترة الإنتقالية والتي كان طابعها التشاكس والإختلاف والتخوين لوجود العسكر في السلطة فتولدت أزمة ثقة بين المكونات السياسية قادت لإشقاقات وإنقسامات ، ولايوجد أصلا برنامج وطني متفق عليه ولا توجد خارطة طريق لإدارة الفترة الإنتقالية تخرج البلاد لبر الأمان ، وبالتالي فإن وضع مثل هذا في السوان كان يستدعي أن يكون هنالك إنقلاب للتغيير (حسب قوله) ، وقال بكل وضوح أنما ماتم في 11 أبريل إنقلابا على البشير مثل ماتم في 25 إكتوبر مع الدكتور عبدالله حمدوك ولكنه تحاشي أن يصفه إنقلابا رغم محاولات الزميلة نسرين إنتزاع الإفادة منه ..!. 
فالوثيقة الدستورية التي وصفها مالك عقار بإنها أسوأ ما كتبته الأيدي والأقلام السودانية ، كتبنا عنها الكثير ووصفناها ب(الخطل والمشوهة) وقلنا أنها صنيعة الهبوط الناعم وقد لعب فيها الدكتور ود لباد مبعوث الإتحاد الأفريقي والذي ينتمي لقبيلة اليسار الأقرب للشيوعي ، لعب فيها دورا بارزا لتخرج هكذا ، بينما قال عنها الجنرال شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة (نسأل الله له الشفاء العاجل) ، قالها من قبل ساخرا (نحن نعلم ما بها .. فرقلناها وكتبناها حرف حرف) ..! .
غير أن صدقي كبلو عضو اللجنة المركزية بالشيوعي حاول التنصل من كل شيئ وحزبه  يجيد اللعب علي الحبلين (كراع جوة وكراع برا ..!) قال عن الوثيقة الدستورية إنها رديئة خلفت مجلس وزراء لايملك أي شئ، فالشيوعي هذا يعتبر كارثة الحكومة الإنتقالية (شقاق صفوف) فقد قسم تجمع المهنيين والقوي المدنية وهو صاحب فكرة لجان المقاومة وهو صاحب اللاءات الثلاثة بشأن إتفاق البرهان وحمدوك (لا تفاوض ، لا مشاركة ، لا مساومة) وتعتبر بذاتها خيارات صفرية ، وهو محرك الشارع وصاحب خطة الإعتصام بالقصر وبل إحتلاله وتسليم السلطة لذراعه السري لجان المقاومة وإن يصبح سكرتيره السياسي الخطيب رئيسا للبلاد . 
حاول صدقي كبلو نفي كافة التهم الموجه إليهم ، ولكنه وصف ما حدث في 11 أبريل انقلابا عسكريا مكتمل الأركان من قبل القوات المسلحة ولم يكن إنحيازا للشعب ، تماما كما حدث في فض الإعتصام وقال أن البلاد تعيش الآن تحت إنقلاب عسكري منذ 25 إكتوبر الماضي ، وبالتالي إنكشف المستور عندما طالب كبلو بإعادة الأوضاع لما قبل التاريخ أعلاه ووضعها في أيدي لجان المقاومة .
بذات صراحته المعهودة برأ الفريق صديق إسماعيل نائب رئيس حزب الأمة ، الموسسة العسكرية السودانية من الإنقلابات وقال إنها جاءت للسلطة برغبة وإرادة السياسيين ، وقال أن البرهان جاء وفق رغبة كل السودانيين عندما ذهبوا واعتصموا أمام قيادة الجيش ، وإن الإتفاق تم علي تكوين حكومة كفاءات غير أن الحرية والتغيير (قحت) هزمت الفكرة التي دعا لها حزب الأمة لأن تنصرف الأحزاب لتاهيل نفسها للإنتخابات ، ولكنها إنقضت علي الوثيقة الدستورية قبل أن يقضي عليها شركاء السلام ، وأعاب الفريق صديق علي الحزب الشيوعي تنكره لشركائه في الفترة الانتقالية وبل أعاب علي تجمع المهنيين إنعدام البرنامج والرؤية في قيادته للثورة ..!. 
غير أن الدكتورعمر عثمان القيادي بالإتحادي الديموقراطي (الجبهة الثورية) تنكر للوثيقة الدستورية وقال إنها اتفاق بين (العسكريين وقوى الحرية والتغيير(قحت)) وبها كثير من العيوب والتناقضات القانونية التي ساهمت في الوضع المذري الحالي ، بالطبع لم ينس الدكتور عمر تنكر مكونات (قحت) لهم كشركاء وتنكرهم لعملية السلام حتى جاءت إتفاقية جوبا للسلام ، مؤكدا أن إتفاق البرهان حمدوك أنقذ البلاد من السقوط في الهاوية ، وقال أن القوى السياسية أهملت الشباب وتركتهم عطالى وبدون تأهيل .
غير أن الجميع إتفقوا علي أن الوضع الحالي لايمكن الخروج منه إلا بحوار حقيقي كامل وشامل للتوافق والتواثق علي مشروع وطني إنتقالي للخروج بالبلاد لبر الأمان أو الذهاب لإنتخابات مبكرة أو سوأ الخيارات إنقلاب عسكري ، فالحبل الآن أصبح يلتف حول رقبة حمدوك الذي تباينت المواقف حول إستقالته وأعتقد إنها مجرد رسالة للقوي السياسية كافة وليس البرهان وحميدتي براء من ذلك ، أمام الجميع إما التوافق أو إنتخابات مبكرة أو إنقلاب عسكري مثلما تخوف فوكلر بيرتس رئيس البعثة الأممية (يونيتامس) .
الرادار .. الاربعاء 22 ديسمبر 2021 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى