أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – عبدالمطلب الفحل… آمنا بالله

▪️سيرة وسريرة
حظى عظيم وقد حظيت بمعرفة عن قرب وحب بمن أسميه بالمعلم والتربال، الأستاذ الدكتور عبدالمطلب الفحل، تُغنى سيرته من الخوض ولو سلس فى لجج تعريف سريرته البيضاء، فمن منا لايعرفه؟ مشنف الآذان بالبرامج الإذاعية التعليمية والتثقيفية والخفيفة والطريفة وكلها على الخط البرنامج التفاعلى الذى وثق به الدكتور عبدالمطلب الفحل لسيرته الذاتية ببساطته وخفة دمه، عدد من اللزمات والمتلازمات يسير بها الركبان اقتباساً من أروع المداخلات العفوية بين الفحل والمستمعين على الخط، أما دكان ود البصير حكايات لعقود من الزمان تجمل إذاعة أمدرمان بتاريخ السودان المصاغ دراميا بعبقرية الفحل وغزير علمه وواسع إطلاعه، الهرم الإعلامى علم الدين حامد يطالبنى فى كل تواصل بيننا أن أكتب بالخط العريض بأن السودان لن يصح ما لم تصح إذاعة امدرمان وقد صدق ايم والله هذا العلم من جيل الفحل الذى بذر تيراب أشجار الافنان واورق أغصان الإبداع فى الإذاعة القومية،الدكتور عبدالمطلب الفحل من الأفذاذ المجدين والمجيدين أصحاب البصمات التى لا يعلو عليها،مدرسة متفردة فى كل شئ ونفحة وعظمة على عظمة، فخامة الأسم تذوب من اول لقاء من حلاوة التواضع والتأدب، عرفته فى محيط معارف الوالد بحرا هادرا ونهرا ساقيا، لا يخطئ ولا ينسى مطلقا مناداتى بود الشيخ بصوته العذب وضحكته الصبوحة وسمرته المملوءة حد الإتراع بالسودانواية المدرسة التشكيلية عميقة الابعاد والمفاهيم، لاتستبين من إفراط التبسم ملامح وجهه الصبيح، يلتقيك هاشا باشا مهرولا نحوك ليسالمك ويقالدك ولمثله إحترازات تجنب الإصابة بكورونا غضب من عندالله، فتوارى عن الأنظار كم تتوارى كل سحب الغمام و الجمال فى زمن الكورونا منقطعا لإكمال رسالتيه الإعلامية والأكاديمية أستاذا لأبناء وبنات السودان المحظوظين بالدخول لعوالم الدكتور والأستاذ والتربال وعليهم أن يدونوا فى سيرهم الذاتية أنهم ممن تعلموا على يدى عبدالمطلب الفحل الإنسانية فى أسمق درجاتها وأسمح علمها وأسحر بيانها، والسخرية فى مدرسة الفحل أدب قائم بذاته ونهج يدرس، معرفته بالعربية اللغة باتعة وماتعة وبآدابها ومختلف صنوف إبداعها،معرفية أعانته على شمولية الأداء والجمع بمهنية واقتدار بين التدريس والتصحيف والتعليم ولم تنسه مطلقا أنه تربال ابن التربال وأحب مناداة لنفسه بهذا الإسم وصفا دالا على الإلتصاق بالأرض حرثا وزرعا وضرعا،ما عساى اقول والأساتذة والدكاترة عبدالمطلب الفحل انضم لقائمة شهداء جائحة كورونا غير رحمه الله

▪️استاذا للجميع
قضيت سنوات من العمر عاملا فى معية الرمز الفخيم عبدالمطلب الفحل فى صحف شركة اليوم التى انضم لها بحب مدققا لغويا لتكون إصداراتها صاغا سليما مبرأً من الأخطاء اللغوية التى تتسبب فى إضراسه وإغروراق مآقيه دمعا دما حسرات على المساس بلغة الضاد ومنتهى إسعاده إورقراق أشجار العربية ناصعة الحروف جلية التراكيب، ومن بعد التدقيق تولى رئاسة تحرير صحيفة الدار ليبقى أحد اهم ركازاتها ودعامات صدورها حتى يومنا هذا، وكما تولى فى مرحلة ما موقع مستشار تحرير بأخبار اليوم التى أخلص لها وأجزل كدأبه وطبعه وعلو أخلاقه، أستاذا للجميع، كان قمة التواضع و ومدرسة فى خفض الجناح، سنوات وهذا الفحل يساهر الليل كله حتى الساعات الأولى من الصباح محررا ومشرفا ومدققا لتخرج الصحيفة للقراء طازجة وفى ثوب قشيب، ولما أيقن من اشتداد الغرس، فاجأنا ذات صباح بكتابة نافذة اليوم وقد كان أحد فراسها بمادة لطيفة عنونها ب آمنت بالله، كانت بمثابة وداع ولا ألطف مستصعبا الصمود على السهر مقرا بانه كان يعتقد ان مهنه الأخرى الأصعب والأشق حتى عمل بصحف شركة اليوم فآمن بالله سهرا، وعن بعد ظل الفحل على تواصل معنا فى شركة اليوم يهاتفنا مادحا لو أحسنا وقادحا لو أخطأنا من باب نشده للكمال لكل من حوله،ومن حوله أسرة ممتدة ولا اروع وزوجة رائعة أطعمتنا وأسقتنا بأريحية لا ننساها فى حياتها الدنيا وقد شق علينا رحيلها المفاجئ قبل سنوات فما بالكم بالفحل من بقى لها وفيا ، رحم الله محاسن، فقد كانت ايقونة محاسن الفحل، ولأستاذنا من ودع دنيانا، ابن وحيد الدكتور أحمد وهو بضعة منه وعزاؤنا أننا نترسم محاسن ابيه فى شخصه حتى لحاق به يوما محتوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى