ابراهيم عربي يكتب :(بريق المزنة راجينك) … مبادرات أهل السودان ..!

طالعت عبر وسائط التواصل الإجتماعي حديثا وحكايات لفنانين وفنانات يشيب لها الرأس ، من بينها قال أحد شباب الفنانين السودانين (ذكر وليس انثي) قال متبجحا ومفتخرا إنه يدفع سنويا أكثر من (6) ألاف دولار ثمنا لحنقة لزوم (Make up) لأجل تفتيح بشرته وتغيير لونها وتجميلها وتحسينها لجذب عشاقه ومحبيه ومعجبيه (لا حول ولا قوة إلا بالله) ، ولكن الأفضل في عهد (القحاتة) ان نطلع خارج هذا الموضوع قبل ما يجينا واحد ناطي يقول ليك (حريااااااا .. مدنياااااا) .
 صحيح انها حرية شخصية ، ولكننا نحن أمة جبلت علي التكافل والتعاضد والتراحم كالجسد الواحد إذا إشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ، ولذلك نحن نتساءل أين عصبة الفنانين من هذا ؟ ناس في حد الترف (make up ) والناس في حد الكفاف طلبا للعلاج ، تذكرت كل ذلك ونحن نقف بين يدي الفنان عبد الرحمن عبد الله (بلوم الغرب .. ود بارا) ذائع الصيت وهو مريض وجاسم علي كرسي متحرك وفي حاجة ماسة ربما لذات المبلغ (6) ألاف دولار لدفع تكلفة علاجه بالقاهرة !، حقيقة لولا نحن في داره ضمن وفد مبادرة قروب حلقة نقاش (2) بقيادة النطاس عادل سنادة بمشاركة رئيس الإتحاد العام للمهن الموسيقية الفنان القامة عبد القادر سالم ، وفي معية والي شمال كردفان المكلف اللواء ركن الصادق الطيب عبد الله ونفر من مكتبه وآخرين ، لولا ذلك لما صدقت اننا امام الفنان (ود بارا) خير من قدمته فرقة فنون كردفان لاهل السودان سويا مع رفاقه صديق عباس وعبد القادر سالم وآخرين .
كانت لحظات تحفها مشاعر جياشة ذرف خلالها (بلوم الغرب) دمعات حنان ، حاول الرجل ان يخفيها تحت ستار ولكنها سبقته ، فكانت دموع تحدث عن نفسها لتجسد عظم الموقف ، غلبته العبرة غير أن لسانه كان حاضرا شاكرا وحامدا الله علي ما هو فيه من نعماء ، قابلها والي شمال كردفان ببذته العسكرية بذات رقة ومحنة القلب قائلا (سامحنا .. سامحنا .. إلتمس لنا العذر لتأخير الزيارة المخطط لها منذ فبراير الماضي أعاقتها جائحة كورونا وغيرها) .
وليس ذلك فحسب بل أضاف الوالي قائلا (جئناكم إنابة عن أهلنا الكردافة لرد الجميل .. جئنا نحمل أشواقهم بشمال كردفان كبارا وصغارا ، رجالا ونساء ، تقديرا لكم ولدوركم في إرثاء الساحة الفنية ، ونشهد إنك بلبل الغرب وعلم من ابناء كردفان الذين تغنوا لها والشعور والإحساس متبادل بيننا ونسأل الله بان تعود لنا معافا وبصحة جيدة تصدع بأغنياتك (نحن راجينك والله أهلك الكردافة راجينك) !.
 لم نكن نحن الأوائل إلي دار الرجل ولكننا ايضا لسنا الأواخر ، فقد سبقنا كثر إلي داره فكانت مبادرة قائد وزعيم الأمة الهلالية أشرف سيد أحمد الكاردنال التي تجسد بذاتها مبادرة أهل السودان وبلاشك ستعقبها مبادرات فردية وجماعية وتؤكد جميعها ان الفنان عبد الرحمن عبد الله إبن السودان وقد تجاوزت كلماته وأغنياته حيزها الزماني والمكاني .
كثير من الأغنيات تجاوزت المئات من الروائع الصوتية صدح بها بلوم الغرب عطر بها الساحة الفنية السودانية كلمات ولحن وأداء ، (شقيش قولي يا مروح) و(رويحة الهاوية) و(تومي) و(البلوم)، و(ضابط السجن) و(جدي الريل) وغيرها من الأعمال التي ظل تسابق بعضها ويحفظها جمهوره عن ظهر قلب ، وعلي رأسها رائعته التي فاجأ بها جمهوره الممتد عبر ولايات السودان المختلفة ، فكانت أعظم ما صدحت به حنجرته الذهبية التي طالت الآفاق (بريق المزنه ياماطر .. اريتك تبقا غاشينا .. واريتك تجبر الخاطر .. ترد الروح على زولا يشيل ليلين على باكر .. بريق المزنه راجنك .. تشيل تدينا من حنك .. بسيمتا شالعة من سنك .. وكون لي عشرتك فاكر) .
ولكن متي سيعود (بلوم السودان) كما بدأ (ود بارا) وعضو بفرقة فنون كردفان ليستقر به المقام بالابيض معانقا مسرح عروس الرمال مغردا (أمشي بارا ديك أم روابة … النهود الآسر شبابا .. الابيض غرد حبابا .. درة رائعة وحايزة الكمال) ، هل سيعود ود بارا مواطنا بين أهله الكردافة شوقا وحنينا مثلما قدمها له الوالي دعوة بإسم أهله الكردافة ليختار ما شاء سكنا ؟، وإن شاء سيكون له بيت كردفان مقرا وربما حاكما ! (شفاك الله بلوم الغرب وأعادك معافا لمعانقة جماهيرك بالسودان الواسع كما وعدت) .عمود الرادار . الإثنين 15 يونيو 2020 . 

Exit mobile version