ضل الغيمة – الفاتح بهلول – بشير عباس والبلابل … ثنائية التميز و الجمال

خلال سبعينيات القرن الماضي شهدت الساحة الفنية السودانية بداية تجربة فريدة من نوعها و هي تجربة البلابل (آمال وحياة وهادية طلسم ) هذا الثلاثي الغنائي الذي خطف الأضواء منذ اول ظهور له من خلال المناسبات الإجتماعية كثاني تجربة لغناء البنات بعد ثنائي النغم الذي كان في الأصل ثلاثي… لكن ما كان يميز أداء البلابل هو تلك الاغنيات ذات الطابع الخفيف في الجانب اللحني والكلمات بما يوافق أعمارهن التي تتراوحت ما بين ( 11~ 12~ 13 ) عام حيث كان الأداء الغنائي مصحوبآ بالرقص الأمر الذي جعل من أبواب الإذاعة السودانية بأن تكون مشرعة لهذه التجربة الفريدة عبر برنامج تحت الأضواء لحمدي بولاد قدمن البلابل خلاله اغنية من اريج ذهر الشمال لابو داؤد وكانت هذه الحلقة هي بمثابة اول ظهور للبلابل عبر الإعلام ، لتأتي بعد ذلك خبطة إعلامية كبيرة قدمت البلابل بصورة مختلفة عبر اغنية الحماسة التي لامست المستمعين من خلال برنامج إذاعي بعنوان حلقة وصل ما بين البلابل وبشير عباس….. فكانت اغنية ابو عاجات اخوي هي نجمة اغنيات البلابل لتتوالى بعدها درر من الأغنيات التي شنفت أذان المستمعين كنحيك.. ما بتحينا ..
ونرضيك مرة ارضينا..
احكم فينا بالدايرو …
دا ريدك و إنقسم لينا …
لتنهمر شلالات من خوالد البلابل فكانت حلوين حلاوة.. وعشة صغيرة فرحآ لكل النجوم لا نام بريقا …ولا انطفى إلى يومنا هذا .. ولعل ايمان والد البلابل بالغناء؟؟ هو من جعل هذه المسيرة الفنية تحقق ذاك النجاح . علاوة على أنهن شقيقات تربين في كنف والدهن إضافة لإنسجامهن مع بشير عباس وتشكيل روح فنية واحدة وبالتالي لم تكن هنالك اي صعوبة في تحقيق التوافق و الإنسجام في الأداء لا سيما الحضور الكثيف من خلال مفردات الفرح و الحب التي صارت إحدى سمات مشوار البلابل الفني ليكون الجمال في فن البلابل ليس جمالآ عارض بل هو متجزر لأن ميلاده قد كان في اجمل مناطق السودان الأمرالذي يجعلنا بأن تقول قد كتب لتجربة البلابل الخلود في خارطة الغناء السوداني تزينها أعمال الحلنقي و الدسوقي… وعشرات الأغنيات التي لمعت كبريق الذهب تزيده جمالآ لؤلؤة الأغنيات… رجعنالك التي جمعت بين سبدرات وبشير عباس والبلابل في اروع عمل فني والتي تقول كلماتها ؟؟
رجعنالك وجينا غفرنا إنك بالوشاية قصدت كبد الفرحة فينا…
رجعنالك وعيننا البكت
فجعت رموشا دموع
سخينا وبفرح عودتنا زغردت كلمات حنينة ..
رجعنالك عشان تاه الفرح
من دارنا ..رجعنالك وانت ديار فرحنا …رجعنالك
عشان ناحت سواقينا ..
رجعنالك وبكت شتلات
قمحنا …رجعنالك عشان يسكت جرحنا الإنت جارح قلبو بجراحاتنا
إحنا…رجعنالك ؟؟وكيف نرفض رجوع القمرة
لوطن القماري ..كيف تقوقي على نخيلاتنا القماري..وانت واحش
نيل وطنا …علينا شمت الصحاري رجعنالك عشان
الجرف الفيه شتلات حنة لفرح القبيلة ..رجعنالك عشان جرتقنا وسيرتنا وجديلة .. رجعنالك نغني فرحنا فيك ونقول عديلة
يفرح الليل بفرح صندل
يفوح يقسي القبيلة ….
أليست ثنائية البلابل و بشير عباس بمثابة لقاء للتميز و الإبداع… ؟؟

مع تحياتي/ الفاتح بهلول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى